"الخاتمة"- بس " عامر" قال أنه لو متراجعتيش عن قرارك هيطلقك يا "ليلى" هيطلقك وأنا مبقتش حِمل أني أصرف عليكِ أنتِ وأخوكِ الشحط اللي قاعد جوه؛ مش هتكوني أنتِ وهو عليا يا بنتي كده يبقى حرام!
كلماتها كانت تُشبيه نسل السكين الحاد، طعنته في قلبها ولم تسحبُه! ابتسمت ساخرة على حالها وما تسمعه من السيدة التي من المفترض أنها والدتها! وقبل أن تُسحب لذلك الدوامة سمعتها وهي تقول لها من جديد بعدما أقتربت منها بعض الخطوات:
- أعقلي يا حببتي ربنا يهديكي.
كانت دماءوها تُغلي بين أوراتدها، لا تصدق ما تسمعه ولا تستوعب كم الجحود التي تحلت بهِ تلك السيدة؛ وبكل غضب كانت تقول لها وهي تبتعد عنها وتستعد للرحيل:
- لا متخفيش؛ مش هتصرفي عليا، أنا مش هحتاجك تاني في حياتي أصلًا يا...يا أمي.
قالتها ورحلت...رحلت من المنزل وهي ترمي الماضي خلف ظهرها وتدهسه بقدمها؛ كانت تردد بداخلها أنها لن تعود لهنا مهما حدث؛ حتى لو أصبحت عظامًا في صندوق خشبي!
وكم مُحزن أن أبنة تعهد حالها بمثل ذلك عهد! أليس من المفترض أن الأم هي أعز سند في الحياة؟ أليس من المفترض أننا نحتمي في أحضانها حتى مماتنا؟ أليس من المفترض أن نتمنى من الله أن يتذكرنا ونحن تحت أقدام أمهاتنا؟؟ إذن كيف يوجد أمهات بتلك القسوة؛ كيف عليهم أن يكونوا السبب في جحود قلوب أبنائهم لهذه الدرجة؟؟
تركت الماضي وظلت تفكر في الحاضر، وبعد ساعات من اللف على أقدامها دون وجهة عادت لمنزلها من جديد، ولكنها لم تبكي؛ فشوارع المنطقة ارتوت من دموعها؛ فلا داعي أن جُدران غرفتها تأخذ نصيبها اليوم، كانت جالسه على الأريكة تفكر جيدًا في الخطوة التالية؛ مسكت هاتفها وأجرت مكالمة "لعامر" كانت تُقضم في أظافرها في توتر شديد مُنتظره أجابته عليها، وقبل أن تنتهي المكالمة كانت تسمع صوته المميز وهو يقول لها بنبرةٍ رخيمة:- متهيألي عقلتي مش كده؟؟
لم تترك غضبها يتحكم فيها هذه المرة؛ بل تحلّت بالبرود وهي تُجيبه:
- ليه كنت أتجننت زيك يا "عامر"؟
كلماتها أصابت هادفها بأمتياز، أنفعل الأخر ووجهه أشتعل؛ وبغضب كان يصيح فيها:
- أنتِ بتقولي إيه يا "ليلى " ما تعقلي كلامك شوية!
هُنا وكان جاء وقت الانفعال الطفيف، وبنبرةٍ يتخللها بعض الغضب والكثير من المقض رد عليها وهو ثائر:
- ليه يا "عامر"؟ هو أنا اللي روحت عملت زي العيال الصغيرة وروحت أتشكيتك لأمك؟؟ ده أحنا محصلناش عيال في مدرسة يا رجل؛ ولا أنت مش رجل ومش قادر تطلقني غير لما تاخد إذن بباك ومامتك وكده؟
هدف أخر في مرماها! هذه المرة أشتعل حتى وشك على الأنفجار، أقسم أنها لو كانت أمامه لكانت تحولت لرمادًا من شدة غضبه، وبعصبية شديدة كان يقول لها:
أنت تقرأ
أزهار بلا مأوى
Mystery / Thrillerجميعنا نُخطط لمستقبلنا ولا نلتفت بما حدث لنا في الماضي، ولا نعلم أن يوجد براعم صغيرة حُبست بين طيات الماضي، وتشوهت روحها بسبب ما حدث لهم في السابق! نحن قادرين على تجاوز كل شيء سيء حدث لنا في الماضي لكي نواصل حياتنا؛ ولكن هم حياتهم بأكملها توقفت عند...