part 1/سِر الّلوحةُ✓

804 22 19
                                    


عَزيزيّ القارئ

أراهنُ أنك هُنا تقرأ لإشباع فُضولكَ
و ربما تتخيلُ-بعدَ بضع صفحاتٍ-نفسكَ مكان أحدِنا هُنا كَما خُلقنا مِن قلمٍ و حبرٍ
إما تودُ أن تكون البطلَ الذي سيجول العالم بحثًا عن فتاة عَشقها
أو تودين أن تكونِ أنت البطلة التي زَارها شابٌ من آخر الدُنيّا
ليأخذها و يغادر بها إلي البَعيد.
وربما تَري نفسك ذلك الصديق المُخلص الذي ظل بجانب صديقهِ ليُعلمنا الوفاء
أو كفتاة أخري يمنعها عن ذلك الكبرياء المُر عن حكاية قصتها
في النهاية ، كل هذا يقمعُ تحتَ مُسمي «الحُـبِ»
نعم...أنه اسمٌ حُلو ، ذا لذةِ الحَلوي لِبعضنا
و مُر كَمرارة القَهوة للبَعضِ الآخر
مِنا من يُطلق عليهِ «نعمة الحُب»
ومنا من يسميهِ « لَعنةِ الحُـب»
إذًا أشبع فضولي أيها القارئ ، كما سأفعل أنا معكَ
وأخبرني...ماذا تُسميهِ؟

مُقدمــةٌ.
(١)

يَقولـون : لا يَقع في الحُـبِ غَير أحمَـقٍ ، وَلَكـن أيحِـقُ لَنـا وَصف أمـيرٍ بِهـذا الوَصـفِ ؟

فـي رُكنِ العَـالم البَعـيد الهَـادئ
وَقف فـرانسـيس ، لِلـمَرة الأخيـرة أمـامَ تِـلك اللـوحة التي قـد أسـرته مُنذ سَنواتٍ.. تِـلك اللـوحة التي قَـد أحضـرها صَديق جده البَـحار الذي كـان يَجـولُ العالم من مَشارقهِ إلي مَغـاربهِ ، وعِندَ رؤيتهِ لتلك اللـوحة،فُتن بها! يَجلـسُ أمامَها لَيـلَ نهـارِ،حَتي قـرر وأخيراً ، شَـق طَريقه للبحـث عَـن صَـاحبة تلك اللوحة "

***
(٢)
(أعيـادٌ)

العاصـمة

بدأنا العام بأحتفال دافءٍ ، بدأت فرقة الأوركسترا بالعزف ، وبدأت الفتيات والفتيان بالغناء ، تلك الأصوات المَلائكيّةِ الرقيقةِ التي تَبُثُ في نَفسكَ ذلك السلام الداخلي ، الذي يحتَل قَلبك منذُ المقطوعةِ الأولي ، إنهُ سحرُ الموسيقيٰ.
دَخل الملك الأربعينيّ ، ذا الشعر الأسود الكَثيف،و تلكَ العيونِ الباردةِ كبحرِ نوشاه ، يَستندُ علي عَصي المَشي المُرصعة بالجواهر بكفهِ الأيمنِ ، يَقف علي المَنصة و يُحييّ جميعَ الحضورِ.

بدأ الحاكم خِطابهُ للاحتفال ببداية العام الجَديدِ يبوحُ بأمنيتهِ أن يكون عامًا سعيدًا علي بلادهِ ورفع يده مُعبراً وأردف بِعلو صوته
"أتمني أن يكونَ عامٌ سعيدٌ عليّنا جميعاً ، في دولتنا القوية خولاچ،و في العاصمة الأُم،جولجان.. لتبدأ مراسم الاحتفال".
استوقفني مينا ، وقد أردفَ هامسًا يَسألنيّ عن وجهتيّ ، وبحماستيّ الزائدة وصوتيّ العاليّ أخبرته "السيدَ قد شارف علي الوُصولِ"
ولأنه صديقٌ حَريصٌ،انزعج..
"سيغضب الملك عند معرفته بأمر مغادرتك!"
فإبتسمتُ له لأمتص غضبه ، وسألته إن كان يود مرافقتي
فأردف بإبتسامةٍ
-أتري حلًا آخرًا؟
عِندما أسمعُ كَلمة صَديقٍ ، أول ما يزورُ مُخيلتيّ هي صورة صديقيّ مينا ، ذلك الشاب الذي ظلَ مُتشبثًا بيّ منذ كنا صغارًا
شاركنيّ في السَراء و الضراء
كان وصفهُ بكلمة «أخي» لا يكفي لِيعبر عن حُبي له!
وامتناني لوجودهِ في حياتي.
أحيانًا أفكرُ ، ماذا فعلتُ لأستحق صديقًا مثلهِ؟

فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن