عَزيزيّ القارئأراهنُ أنك هُنا تقرأ لإشباع فُضولكَ
و ربما تتخيلُ-بعدَ بضع صفحاتٍ-نفسكَ مكان أحدِنا هُنا كَما خُلقنا مِن قلمٍ و حبرٍ
إما تودُ أن تكون البطلَ الذي سيجول العالم بحثًا عن فتاة عَشقها
أو تودين أن تكونِ أنت البطلة التي زَارها شابٌ من آخر الدُنيّا
ليأخذها و يغادر بها إلي البَعيد.
وربما تَري نفسك ذلك الصديق المُخلص الذي ظل بجانب صديقهِ ليُعلمنا الوفاء
أو كفتاة أخري يمنعها عن ذلك الكبرياء المُر عن حكاية قصتها
في النهاية ، كل هذا يقمعُ تحتَ مُسمي «الحُـبِ»
نعم...أنه اسمٌ حُلو ، ذا لذةِ الحَلوي لِبعضنا
و مُر كَمرارة القَهوة للبَعضِ الآخر
مِنا من يُطلق عليهِ «نعمة الحُب»
ومنا من يسميهِ « لَعنةِ الحُـب»
إذًا أشبع فضولي أيها القارئ ، كما سأفعل أنا معكَ
وأخبرني...ماذا تُسميهِ؟مُقدمــةٌ.
(١)يَقولـون : لا يَقع في الحُـبِ غَير أحمَـقٍ ، وَلَكـن أيحِـقُ لَنـا وَصف أمـيرٍ بِهـذا الوَصـفِ ؟
فـي رُكنِ العَـالم البَعـيد الهَـادئ
وَقف فـرانسـيس ، لِلـمَرة الأخيـرة أمـامَ تِـلك اللـوحة التي قـد أسـرته مُنذ سَنواتٍ.. تِـلك اللـوحة التي قَـد أحضـرها صَديق جده البَـحار الذي كـان يَجـولُ العالم من مَشارقهِ إلي مَغـاربهِ ، وعِندَ رؤيتهِ لتلك اللـوحة،فُتن بها! يَجلـسُ أمامَها لَيـلَ نهـارِ،حَتي قـرر وأخيراً ، شَـق طَريقه للبحـث عَـن صَـاحبة تلك اللوحة "***
(٢)
(أعيـادٌ)العاصـمة
بدأنا العام بأحتفال دافءٍ ، بدأت فرقة الأوركسترا بالعزف ، وبدأت الفتيات والفتيان بالغناء ، تلك الأصوات المَلائكيّةِ الرقيقةِ التي تَبُثُ في نَفسكَ ذلك السلام الداخلي ، الذي يحتَل قَلبك منذُ المقطوعةِ الأولي ، إنهُ سحرُ الموسيقيٰ.
دَخل الملك الأربعينيّ ، ذا الشعر الأسود الكَثيف،و تلكَ العيونِ الباردةِ كبحرِ نوشاه ، يَستندُ علي عَصي المَشي المُرصعة بالجواهر بكفهِ الأيمنِ ، يَقف علي المَنصة و يُحييّ جميعَ الحضورِ.بدأ الحاكم خِطابهُ للاحتفال ببداية العام الجَديدِ يبوحُ بأمنيتهِ أن يكون عامًا سعيدًا علي بلادهِ ورفع يده مُعبراً وأردف بِعلو صوته
"أتمني أن يكونَ عامٌ سعيدٌ عليّنا جميعاً ، في دولتنا القوية خولاچ،و في العاصمة الأُم،جولجان.. لتبدأ مراسم الاحتفال".
استوقفني مينا ، وقد أردفَ هامسًا يَسألنيّ عن وجهتيّ ، وبحماستيّ الزائدة وصوتيّ العاليّ أخبرته "السيدَ قد شارف علي الوُصولِ"
ولأنه صديقٌ حَريصٌ،انزعج..
"سيغضب الملك عند معرفته بأمر مغادرتك!"
فإبتسمتُ له لأمتص غضبه ، وسألته إن كان يود مرافقتي
فأردف بإبتسامةٍ
-أتري حلًا آخرًا؟
عِندما أسمعُ كَلمة صَديقٍ ، أول ما يزورُ مُخيلتيّ هي صورة صديقيّ مينا ، ذلك الشاب الذي ظلَ مُتشبثًا بيّ منذ كنا صغارًا
شاركنيّ في السَراء و الضراء
كان وصفهُ بكلمة «أخي» لا يكفي لِيعبر عن حُبي له!
وامتناني لوجودهِ في حياتي.
أحيانًا أفكرُ ، ماذا فعلتُ لأستحق صديقًا مثلهِ؟
أنت تقرأ
فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)
Romanceاسم الرواية السابق: لعبة ميليسيا عِند الحديث عن التَعلق بأحد اللوحات الفَنية، يقال أن راسمها تاجرٌ من بلاد بعيدة ، فعِند رؤية ابن الحاكم المَسيحي تلك اللوحة، وتلك المرأة التي قد فَتنتهُ مُزينةٌ بالألوان الزيّتية علي اللوحة،قرر أن يجُول العالم بحثاً...