الفصل الحادي عشر
الدرس المائة و ثلاثون الذي تعلمتهُ خلال رحلتي الطَويلة
- إذا أردتَ شيئًا بشدة فأطلق صَراحهُ ، فإن عاد إليكَ فهو ملكٌ لك للأبد وإن لم يَعد فهو لم يكن لك من البداية.
دَعونا فقط نحذف الجملة الآخيرة من تلك المقولة الشهيرة ، من قال إنني كنتُ سأترُك خديجة إن لم تعُد؟(٣٧)
في الصَباح الباكر،زلفتُ الي مَدرسة القَرية كعادة أياميّ،صباحًا أعلم الصغار و في المساء أعملُ في مَشفي القَرية
كنتُ أحبُ كثيرًا قضاء الوقت بين الأطفال
كانت براءتهم تنسيني سوء البشر
وهناك جاء آدم، الذي كان يقف ويسندُ كتفه علي الباب يبتسمُ ليّ فخرجتُ لهُ وتمشينا حتي وصلنا الي الفناءِ
كان يسيرُ بجانبي حتي كسر الصمت أخيرًا
- لقد قررتُ التطوع في الجَيش
نظرتُ له بدهشة، عن اي جيش تتحدث يا آدم؟
ام سبب تركك القرية هو انا؟
أكمل حديثه عندما قطعَ طريقي و وقف أمامي
- أهيّمُ في نجمة تكرهُ سمائيّ.
ابتسمتُ لهُ ثم سألتهُ و أنا أعلم نيتهُ
- أتقصدني؟
- كان سَطر من كتاب قرأتيه..وأعجبك أتتذكرين؟
هززتُ رأسيّ نفيًا فعاد للوقوف بجانبي وإكمال سيّره الذي تابعتهُ معه
- خديجة..انت امرأة لها ذاكرة انتقائية..
ومع نسمات الرياح التي اشعرتني بالطمأنينة، وكأنها تُلح عليّ أن أخبره بحقيقة مشاعري ناحيته وأنني أراه كصديقٍ فقط ليّ..ليقاطع بداية كلامي هو ويردف في جدية تامة
- قبل ذهابنا للحرب..إشتريتُ خاتم زواجٍ كنت سأقدمه لك عند رجوعنا من إسكافيل..إنه معي الآن.
لقد استطعت وبسهولة سماع دقات قلبيّ و انتفاضة جسدي التي اشعرتني أنني سأموت الآن حقًا
نظر ليّ ادم و وضع كفيه علي كفيّاي
- خديجة..لما لا تريدين البقاء في قريتنا؟ أقسم لك أني سأشتري كل كتب العالم! أنا أعلم عنك كل شئ..ما تحبين و ما تكرهين منذ طفولتنا..خديجة ابقِ معي!لا أدري كيف تحرك لساني وقتها،كيف جاءتني تلك القوة حينما أخبرتهُ بابتسامة حزينة أنني أراه فقط مثل أخٍ ليّ
ابتسم وغادرني دون أن يردف بكلمة واحدة أخريّ، بمجرد مغادرة آدم،انهرتُ انا في داخليّ
كيف أخسر صديقًا كهذا في دقيقتين فقط!
ولكني أعلم اني لن اتركه مطلقًا من أجل فرانسيس.***
آدمكانت خديجة
كالنجمة الساطعة التي أنارت ظلمات سمائيّ
لا أدري لما حتي الآن لم تختفي تلك المشاعر التي أكنها لها بعد تلك المحادثة السيئة
لازالت خديجة تعني ليّ الكثير ولكنها لم تعد تستحق المحاربة.
كانت هي امرأة واحدة تغنيني عن ألف امرأة
فبعض النساء هم أوطان و كانت هي وطني!
ولكني أعرفها جيدًا ، أحيانًا تُشبه الزهرة في رقتها، وأحيانًا أخري هي قَصوان
اعلم انها صلبة قوية، ستتخطي الأيام الصعبة في سلامٍ وبسرعة..أما أنا يبدو أني سأظل بين جدار غرفتي
وبعد ساعاتٍ بينما أستلقي انا علي فِراشيّ،تطرق أمي الباب فتفتحهُ " لا اريد أن أتناول طعامي "
-" عن أي طعام تتحدث أيها العاق؟! تعال واستقبل صديقتك!"
لا اعلم كيف جاءتني تلك الطاقة التي جعلتني أقفز من علي فِراشيّ كانت هي،تقفُ بابتسامة وهي تمسكُ كتابها بيديها جيدًا وتلك الغُرة الطويلة تنسَدل علي وجهها المُوردُ بلون الورودِ
أدخلتها وخرجت امي و أغلقت الباب خَلفها
- لما عدتِ؟
- أتسأل هذا السؤال عادةً لضيوفك؟
ابتسمتُ ، لم أتمالك نفسيّ فإستلقيتُ علي الأرض، وجاءت هي بجانبي مستلقية علي ظهرها أيضًا ، ننظر إلي سقف الغرفة البُني المتلألأ بتلك الأضواء الذهبية
كنت اعلم انها جاءت لتودعني فقط فلم ارسم ذلك السيناريو الذي تأتي هي فيه لتخبرني كم تُحبني وأنها ستجلس بجواري عُمرًا فوق عُمرها.
- منذ ستة سنوات ، قمت بنحت حصانٍ خشبيٍ لكِ أتتذكرينه؟
نظرت ليّ وضاقت عيونها بتلك الابتسامة
-لقد ضاع منذ سنوات!
-وجدتهُ عندي..في غرفتي هذة
ثم مددت لها يدي اليُسري فأخذتهُ و كادت تبكي من شدة الفرحة ، كنت أعلم كم كانت تحب ذلك الحصان الخشبي
- انا أيضًا أحضرت لك هدية اليوم
ثم جلست و ناولتني ذلك الكتاب الذي كانت تحملهُ
- تعلمين أني لا أستطيع القراءة يا خديجة!
-افتحهُ.
ابتسمت لها وقد قَلبت عيوني يمينًا ويسارًا
وعندما فتحتهُ ، كان منحوتًا من الداخل يخترقُ الصفحات صندوقٌ صغيرٌ ، فأخرجتهُ وفتحتهُ وكان به قلادةٌ من الفِضة.
جلسنا حتي طلوع الفَجر وضحكاتنا تملأ أرجاء الغرفة نتذكر طفولتنا و أيامًا أخري سعيدة
حتي أخبرتُها فجأة دون أن أدركَ" ألا يجب أن تكون هدية الوداعِ قُبلة؟".
نظرت هي ليّ بدهشة ، ثم ضحكت ثم حملت الكِتاب و وضعتهُ ناحية فَمي ، ثم اقتربت وقَبلت الكتاب
و غادرتني
وكانت تلك المرة الأخيرة التي أري بها خديجة.
أنت تقرأ
فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)
Любовные романыاسم الرواية السابق: لعبة ميليسيا عِند الحديث عن التَعلق بأحد اللوحات الفَنية، يقال أن راسمها تاجرٌ من بلاد بعيدة ، فعِند رؤية ابن الحاكم المَسيحي تلك اللوحة، وتلك المرأة التي قد فَتنتهُ مُزينةٌ بالألوان الزيّتية علي اللوحة،قرر أن يجُول العالم بحثاً...