الفصل الثاني
- كُل مِنا هو بَطلٌ لقصتهِ الخاصة،نُريد جميعًا تلك القُدرة الخرافية التي بها تستطيع إما العبور للمستقبل لرؤية إن كان اختيارك سيكون صحيحًا
أو العودة للماضي لتعديل اختياركَ الذي اكتشفت أنه كان خاطئًا
وكذلك الأمير
أراد وبشدة أن تَسير الأيام كسرعةِ المطر
ليريّ هل قرار تركه للمملكة صحيح؟
ام أن قَلبهُ الذي يعشق المجهول مُخطئ كالعادة!***
(٧)
دَخلنا تلك المدينة الُمزدهرة، وكانت أول وجهة لنا هي الإنقسام ، انقسمنا الي مجموعتين.
الأولي كانت مع مُحمد لترسيخ مكاننا في سوق التجارة ، والمجموعه الثانية كانوا لتأجير نُزل نسكن بهِ لهذا الاسبوع التجاري.
رحلتي مع ذلك البحار لم تتضمن ذهابنا المباشر لميليسيا...لكنه يكمل تجارته و يتنقل داخل كل بلد يصادفهُ في طريقهِ ميليسيا للتاجرة ، إنه رجلٌ لا يضعُ العصيٰ عن عاتقهِ.
بدأ العم محمد بترتيبِ بضاعتهِ في مكانه في السوق و بعد انتهاءه من توضيب المكان هَلُمَ الناسُ في القدوم و أصبح المكان مُزحمًا.كان كل التجار يعرضون مبيعاتهم في السوق،منهم من يتجار في الفخار و الزخارف و من يتجار في الاعشاب الطبية،و أخرون في الحريرِ و الأقمشة و غيرهم كُثر.
دخل رجلان علينا،وألقوا تحية الإسلام التي لم تكن المرة الأولي ليّ لسماعها
"السلام عليكم ،يا سيدنا!"
"وَ عليكم السلام."
ثم نظر إلي الرجل الواقف بجانبه "دعني أعرفك ، هذا صديقي مُنير ، كان يبحث عن كُتب جديدة وانا قد أوصيته بك لأنك أشهر تاجر موجود في السوقِ و من المعروف أنه يجول البلاد كلها!"
ابتسم محمد وأجابه بصوتٍ مسموع
"أَقبِل أَقبِل يا سيد منير! تلك جميع الكتب التي أمتلكها من رحلاتي ، كل كتاب له تسعيره معينة ، حسب قيمته بالطبع!"السيدُ كان تاجرٌ ذا لسانٍ يسيلُ منهُ روعة فن الإقناعِ كان يمتلك ذلك الاسلوب المميز الذي يجذب الزبون بطريقة مذهلة! لم أري زبونًا يدخل في نقاش معه إلا و يخرج و حقيبته ممتلئة ببضاعةٍ منه! كان الجميع يعلمُ أنه طويل الباعِ لذا كانوا يجتمعون حولهُ. ويخرجون بصناديقَ من بضائعه! و كان أسلوبه في البيع و الشراء مختلفٌ فيغري زبونهُ بقوله أنه يبحث عن تلك الأشياء النادرة و القيمة من كل بلد يزورها.
يساوم في سعرها أثناء شراءه لها و يعرضها بسعر فيه مكسب رائع له!
ذائعُ الصيتِ يصعرُ خدهُ طوالَ الوقتِ لا يجفُ له ريقٌ عن إنجازاته و خبرتهِ التي لا تنتهي.
كنتُ أراقبهُ بإبتسامةٍ متفاجئ مما أراه في تصرفات ذلك التاجر البحار.
حتي أني حدثتُ نفسي بدهشة " إن كنت أنا من يشتري لأشتريت كل تلك الأشياء بسبب طريقته في الحوار!"
ردَ أحمد عليّ بإبتسامة
"إنه يعرف من أين تؤكل الكتف.'
-"معك حق..نحن لم نلبث هنا في السوق إلا ساعتين و باع أغلب ما عرضهُ!"
قاطع حديثي دخول رامي و كمال..أخبرانا أنهم قاموا بتأجير نُزل لأسبوع.
ثم أمرني العجوز أن أذهب مع الشباب للنُزل ، وبقي هو وأحمد لإكمال التجارة.
غادرت معهم حتي وصلنا إلي النُزل وفي طريقي كُنت أسير برفقه إيهاب ورأيت الكَثير من المباني ذات القُبة التي لم أري مثلها من قبل ، وفجأة سمعت صوت عالٍ يأتي من جميع تلك المباني ، كان يبدو كنداءٍ للصلاة ، وجدت جميع الناسِ يَنهضون ويتركون مَحلاتهم وأموالهم ، كأن لا وجود للُصوص!
![](https://img.wattpad.com/cover/347012496-288-k884711.jpg)
أنت تقرأ
فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)
Romanceاسم الرواية السابق: لعبة ميليسيا عِند الحديث عن التَعلق بأحد اللوحات الفَنية، يقال أن راسمها تاجرٌ من بلاد بعيدة ، فعِند رؤية ابن الحاكم المَسيحي تلك اللوحة، وتلك المرأة التي قد فَتنتهُ مُزينةٌ بالألوان الزيّتية علي اللوحة،قرر أن يجُول العالم بحثاً...