الفصل السادس
حَقيقةُ بقائي علي قيد الوُجود حَتي الآن ، كانت مشاعريّ،كنتُ أودُ و بِشدةٍ أن أريّ ماذا يحدث عندما تنتهي القصص؟ ما الوجود الكامن بعد النهايات السعيدة..هل تظل النهايات سعيدة حقًا؟
أردتُ إنهاء طريقيّ الذي اخترتُ انا أن ابدأهُ
فأنا لستُ جَبان،بل أنا انسانٌ!(٢٤)
جلس علي و ميشيل علي الطاولة في الشقة الجديدة الي قاما بتأجيرها في نفس مدينة فرانسيس، بينما كانت ياسمين و قمر في المطبخ يعدان الطعام
ابتسمت ياسمين بينما تقطع الخبز وأردفت تبدأ كلامها مع قَمر
-يالحظك يا قمر! لأنك تزوجتي علي الآن تستطيعين السفر دائمًا
فسألت قمر في حماس
-تسافرون كثيرًا؟
تحدثت ياسمين عن حكايتها وسبب مجيئها معهما لتلك المدينة ، وخيرتها ما بين أن تترك المدينة لتتجه في رحلة طويلة مع علي ، أو تبقي فقط كما تودُ لرعاية عمها.
-ولكنيّ لا أستطيع ترك عمي! أنه مسنٌ ويحتاج الرعاية..
قاطعت ياسمين كلام قمر وأردفت بسخرية
- لتبقِ إذًا ولكن لا أظن أن علي سيبقي معك!توالي سكوت قمر مع صمت فرانسيس الذي كان يجلس في زنزانته شاردًا من جديد .. ويفكر هل حقا سيخرج من هنا؟ هل كانت تلك الرحلة تستحق خروجه من بلاده إن كانت تلك ستكون نهاية رحلته؟!
مَر علي بقائي سنة وستة أشهر ، كان أصدقائي يترددون علي زيارتي يوميًا ، ولكن لم يكن هناك ذلك الدليل الملموس رغم وجود ياسمين ، تفاجئتُ عند رؤيتي لها لأول مرة ، لن انسي ذلك الأمل الذي تلاشي عندما أخبرني القاضي في الجلسة الثالثة أن خروجي غير ممكن إلا بشهادة أحلام
كنت اعلم انها لن تأتي ، وأنها ستكمل حياتها في قَريتها سعيدة
ولكن لم تكن حياتي أيضا في هذا السجن بالشئ القاسي ، لقد أصبح القاضي وجميع الضباط أصدقاءً ليّ ، علمت أن تكوين الصداقات لا يحتاج الا معرفة الحسب والنسب ومكانك في المجتمع ،لم يصادقوني لكوني أمير، ولا يحتاج كذلك لحال جيد ،ما فائدة مصادقة ملك يجلس في ثَنايا السجن واحضان الزنزانة؟ فلم يكن هناك أسوأ من حالي ولكن رغم هذا كان الجميع أصدقاءً ليّ ، حتي ان القاضي كان يأمر صباحاً بإخراجي من زنزانتي ، كنت اتجول في الدار كإنسان حر ، وسط الجميع ، كل يوم ، وفي المساء اخلد الي فراشي ، لم أكن اتناول البسيط الذي يتناوله باقي السجناء بل أحيانًا أشارك القاضي وجبات افطارهِ
أراد القاضي حقاً اخراجي ولن انسي إلحاحه عليّ بعدم الذهاب إلي اسكافيل..أأذهب للموت بقدمي؟!
حسنًا..يبدو أن ذلك الخوف ما دفعني بالفعل لتقديم خمسون طلبًا للذهاب الي اسكافيل..وأخيرًا وافق القاضي محمد.
(٢٥)تَسللت أشعة الشمس الي وجهي ، صباح ذلك اليوم ، الذي وجدت فيه الحارس عبد الجواد يهز كتفي بابتسامة واسعة ، وقد أردف بحماس
"وافق القاضي علي طلب ارسالك الي المعسكر!"
نظرتُ له بعيون يملؤها النعاس ، هززت رأسي متسائلًا عن أي معسكر يتحدث..و سرعان ما تذكرتُ..آآه ذلك المعسكر الذي سيقلل سنوات حبسي..
عندها طلبتُ من الحارس أن يُعلم اصدقائي،الذين يأتون دائًما لزيارتيّ هنا،انني قد تطوعتُ للذهاب.
أنت تقرأ
فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)
Romanceاسم الرواية السابق: لعبة ميليسيا عِند الحديث عن التَعلق بأحد اللوحات الفَنية، يقال أن راسمها تاجرٌ من بلاد بعيدة ، فعِند رؤية ابن الحاكم المَسيحي تلك اللوحة، وتلك المرأة التي قد فَتنتهُ مُزينةٌ بالألوان الزيّتية علي اللوحة،قرر أن يجُول العالم بحثاً...