الفصل العاشر
سأبقي بإنتظار يومٍ جميل صَعنتهُ في مُخيلتيّ
-محمـود درويش.(٣٥)
عُدتُ الي منزليّ، وأخبرتُ ميشيل عندما سألني عن صديقه أنني فقط أخبرته أن يعود الي بلاده و ذهب دون أن يتحدث معيّ مرة أخري
فابتسم ليّ وأردف "يبدو أننا سنغادر غدًا أمتأكدة من أنك تودين البقاء ؟" فسألته بدهشة "غدًا؟!"
فأجابني "نعم"
ثم أخذ بعض الطعام الذي أعدته چميلة وخرج يتمتم بألحانٍ خافتة، وظللت أنا واقفه حتي غاب تمامًا عن ناظريّ
أثناء شروديّ ، لمستني علي كتفيّ وأردفت بإبتسامة " يبدو أن أحدهم غارق في الحزن الآن! " فنظرت لها وعبرت ملامحي عما بداخليّ، ثم ابتسمت لها واخبرتها أن هذا ما تشعر هي به فقط ، "تلك المشاعر لا تتملكنيّ يا امي" ، إنه أنت فقط ، ثم صعدتُ إلي غرفتيّ ، وبدأت بكتابه رسالة لأرسلها لذلك الشاب .. وعندما انتهيت ، وجتُ ما يصدر صوتًا علي نافذة غُرفتي ، فإقتربت من النافذة بإسراع، وكان هو ، ذلك الشاب ذا العيون العسلية ينظر ليّ بإبتسامته المُعتادة ، فوجدتُني ابتسم دون أن أدرك ذلك حتي.
"كيف صعدت؟!"
أردف يقهقه "أستتركينني معلقًا؟!"
فتحتُ النافذة بإسراع ، ودخل هو ثم خلع حذاءه ، ووضعه علي الأرضيه ، وأخذ منشفه ومسح يده ، ثم سحب كتابًا من تلك الكُتب التي كانت علي الرَف ، وبدأ يتصفحهُ ، ثُم ابتسم ونظر ليّ ، فابتعدتُ عنه بضع خطوات ، فوضع كتابيّ علي المكتب ، ثم أردف
-تحبين القراءة صحيح؟ لقد أحضرت لك هذا.
ابتسمتُ له ، أنه شئ يسهل ملاحظته لوجود تلك الكُتب في غرفتي ثم ناولني كتابًا
-إنه لجدتيّ..تشبهكِ هي! تحبُ الكُتب ، ستصبح سعيدة عندما تعلم عن أمر حبك للكتب أيضًا
ابتسمتُ له، ورفعتُ حاجبي بدهشة ، أيظنني حقًا قادمة معه؟ سأكون مجنونه إن فعلت ذلك!
ثُم وجدتهُ يكمل كلامه بحماسٍ وكأنه تذكر شيئًا
- تقول ليّ دائمًا " المرأة التي تقرأ ليس من السهل أبدًا هجرها!"
وبدأ يتحدث معي بأريحيّة
- أتعلمين شيئًا؟ تلك الرحلة كانت أسوأ رحلة قد غادرت لها..ولكن في كل مرة أتذكر أنني أخيرًا اقتربتُ منك يتجدد نشاطي مرة أخري
فأردفتُ بسخرية " قصتك عجيبة أيها الأمير"
فإقترب مني ، ثم أمسك يديّ برقه مما فاجئنيّ وأردف
"رغم رفضك ليّ..ولكني لم أندم مطلقًا! أنا سعيدٌ أن تلك الحورية الخيالية أصبحت حقيقة أمامي!"
ثم أكمل حديثه
- سأغادر انا وميشيل..أود منك القدوم حسنًا؟
كان ينظر ليّ بثقةٍ، أنني سأخبره بالطبع سوف أترك كل حياتيّ واقفز علي سفينتك.
نَظَرتُ له ، وكل قلبي يود أن يقول ﴿أجل أريد وبشدة﴾.ولكن انا لستُ من هؤلاء من يفكرون بقلبهم، بل إنني مَريضة بالتفكير في المستقبل و التدقيق الشديد في اختياراتيّ
فأردفت بهدوء
"تعلم أنه سيتم معاقبتك علي هروبك ولكنك مازلت تبتسم!"
صمتَ ثم أردف بنبرة حادة
"لما يصرُ الجميع أنني هارب! لن يحدث شئ عند إحضاري لك"
فأردفتُ انا في حزن
"وعند علمهم أن أميرتك مسلمة؟"
"كيف تريننيّ يا خديجة! أتعتقدين أني سأترك أحدًا يمسكِ بضرر؟!"
-نحن نتحدث عن حلمٌ بعيد!
فقاطعني ، بينما يلمس خصلات شعري الطويلة
وأردف بنبرة جادة
"سأنتظرك في الميناء"
ثُم نهض ، وترك في يدي هدية ، ثم فاجئني بقُبله علي ثَغري ، وخرج مثلما دخل ، بينما وضعت يدي علي صَدري،أحاول إمساك قلبي الذي بدا ليّ أنه سيخرج من بين أضلُعي ، ثم جلست وفتحت تلك الهدية المُغلفة بغلاف أزرق، كانت قلادة تبدو وكأنها من المجوهرات المَلكية ، باللون الأحمر الزُمردي ، ابتسمت ثم قَبلتها ، ووضعتها في كتابٍ في دُرج مكتبي ..(٣٦)
بعد ساعات ، وفي الصباح ، جاءني ميشيل ألقي التحية علي أمي ، ثم صعد الي غرفتي ، وأحضر لي زُهورًا ، بها رسالة ورقيه ، فنظرت له ثم تنهدت ، وأردفت "أتظن عند إحضار الزهور ليّ سأوافق؟" فنظر ليّ وكأنه يقوم بِسبي في عقلهِ وأردف يمازحنيّ لأبتسمَ "إن أحضرت زهرة واحده لشابةٍ في قريتك تلك ربما تتقدم لخطبتي!"
"أخبر صديقك أنني لن أغير رأيّ!"
ابتسم ذلك الشاب المُشاغب ، ثم أخبرني أن استمتع برائحة الزهور وخرج ، كانت زُهورًا حمراء اللون ، ذات سيقان طويله خضراء لامعه ، وضعتها علي فِراشيّ،ثم فتحت تلك الرسالة في عجلة من أمريّ- عَزيزتي ذات الشعر الغَجري العَطر،
أتمني أن تكون الورود قد أعجبتك..أيضًا ،لأنني لاحظت في كُتبك ليلة أمس انك تمتلكين روايات وكتب كلها عن الحُب ، لذا ما رأيك أن تكون رسالة رومانسية؟ .. علي أي حال ، ربما اول رسالة حب لنا تكون رسالة وداعٍ ، لذا.. ايتها الجميلة الحِنطية ، ذات العيون المرسومة ، أريد ان أطلب منك القدوم معيّ إلي عالمي،الذي أعدك أن تكونِ أسعد حورية بهِ، وتمارسين ما شئت من الديانات ، أيضًا اريد ان اخبرك انك محظوظة لحصولك علي شخصٍ قد ابحر بسفينته كل تلك المسافة ليطلب منك عرضَ زواجٍ...سأنتظرك غدًا أيتها الآنسة الشابة..
فرانسـيس .أغلقتُ الرسالة ، بينما ارتسمت علي وجهي تلك الابتسامة البلهاء التي قد ترتسم علي وجه أي فتاة بمجرد أن تُهدي بعض الزهور وحروف علي ورق !
ولكني قد قررتُ أن أبقي تلك الرسالة التي كتبتُها ليلة البارحة في مكانها ، وأن لا أعطيها له..
أنت تقرأ
فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)
Romanceاسم الرواية السابق: لعبة ميليسيا عِند الحديث عن التَعلق بأحد اللوحات الفَنية، يقال أن راسمها تاجرٌ من بلاد بعيدة ، فعِند رؤية ابن الحاكم المَسيحي تلك اللوحة، وتلك المرأة التي قد فَتنتهُ مُزينةٌ بالألوان الزيّتية علي اللوحة،قرر أن يجُول العالم بحثاً...