الفصل التاسع
(٣٤)
﴿ وهنا عزيزي القارئ ، قد انتهينا من مقدمة الرواية ، هذا كله لم يعنِ شئ ، بداية حكاية صديقنا فرانسيس بدأت بالفعل بمجرد رؤيته لتلك الحـُورية ، لتبدأ روايتنا، وقصتنا الخيالية ، التي تأخذك الـي عالم الحِكايـات وتُبحر فيهِ بعيِدًا ، وتتمني ألا تستيقظ من ذَلك الحُلم مطلقًـا! ﴾
-مالـت بِخصـرها عليّ، ثم نظرت لي بحدةٍ و بدأت الحديث «ما خطبك تراقب منزلي منذ البارحة؟!»
- نظرت لها وابتسمتُ ، ثم وقفت و اخذتُ منديلًا كان في چيبي لأمسح الدماء التي تسيل علي وجهي ، وأردفت في ابتسامة واسعه
«انتِ ابنة السيدة جميلة؟»
نظرت هي لي ببرود بل لم تجب علي سؤاليّ و عادت إلي منزلها ، وعند فتحها للباب نظرت ليّ بغضب ثم اغلقته بقوة..***
خَديچة
دخلتُ إلي أميّ التي كانت تجلس مع ذلك العجوز الذي يزورنا كل مدة ثم جَلستُ بتعابيرٍ غاضبة.
-خديجة..ما الأمر؟
نظرتُ لها وأردفتُ
-شابٌ يراقب المنزل منذ ليلة البارحة و قد سألني إن كنت ابنتك
لاحظتُ تغير ملامح ذلك العجوز الذي نهض فور سماعه لحديثيّ ، ثم غادر فورًا بعد أن غطي وجههُ
بينما وقفت أمي وقامت بترتيب ملابسها وابتسمت ليّ،ثم سمعنا طَرقًا بصوتٍ عالٍ علي الباب.
***
لم أنتظر ردَ سُؤالها لأنني كنتُ متأكدًا مِن هَويتها، جاء ميشيل و ذلك الشاب عمر و معهم اللوحة ، مغطاه بقماش أسود ، ثم ابتسم ميشيل في دهشة شديدة مما يراه ...واسند اللوحة علي زراع عمر ، وقمت أنا بإزاله الغطاء .. استطعت ملاحظة الصدمة علي ملامح وجهها بسهولة شديدة
نَظرت لي ولم تردف بأية كلمة بعد ، ثم استدارت وطلبت منا الدخول إلي منزلها ، وهناك كانت تجلس امرأة جميلة ذات شعر بنيٌّ إمتلأ به شيب الزمان ، كانت تمتلك هاتين القناصتين البُنيّتين ، دون الحاجة للتأكد، علمت أن تلك السيدة هي الشابه المرسومه علي اللوحة ، لم يكذب طه حينما قال أن ابنتها نسخه طبق الأصل منها...سألتني السيدة عن كيفية حصولي علي اللوحة فأخبرتها أن بحارًا أعطاها ليّ
نظرت هي ليّ بدهشة ، ثم وضعت كفها علي صدرها ناحية قلبها ، وأردفت"لم تكن مع أحد غيرهُ!"فقاطعها ميشيل وسأل وهو ينظر لها بتركيز عن هوية راسم اللوحة و مِن نظراتها المتوترة ، فهمنا أنها تعلم ، بينما كانت ابنتها تنظر لنا بدهشة ، علمت كذلك أن الشابة لا تدري شيئًا عن ماضي والدتها ومن ذلك الرسام..
"محمود "
وهناك سألتها ابنتها عن ذلك الرجل،لا اعلم لما لم تخبر السيدة ابنتها عن هوية والدها الحقيقي
لقد كبرت وهي لا تدري من هو والدُها ، لا تعلم شيئًا سوا أن والدتها قد أسلمت عند وقوعها بالحُبِ.
أكملت حديثها
- ما سبب بحثكم عنيّ؟
ثم أردفت توجه أمرًا لخديجة أن تحضرَ إكرامًا لنا
فإبتسمتُ بينما أنظر لها ، بإعجاب وأخبرُ نَفسيّ
"إذًا اسمها هو خديچة"
و بدأنا نحكي قصتنا، منذ خروجي من المملكه ، إلي وصولنا الي منزل السيدة جميلة ، من الألف إلي الياء
بينما نظرت ليّ بإعجاب شديد"إذًا أنت فرانسيس" ثم نهضت و أخذت مصباحً ووضعته في يديّ"خديچة أرشديهم إلي غرفتهم"
أومأت خديچة برأسها ، ثم طلبت منا أن نتبعها ،صعدنا للطابق العلوي ، كانت غرفه لا بأس بها ، دخلت مع ميشيل الغرفه واغلقنا الباب عندما نزلت خديچة.
أنت تقرأ
فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)
عاطفيةاسم الرواية السابق: لعبة ميليسيا عِند الحديث عن التَعلق بأحد اللوحات الفَنية، يقال أن راسمها تاجرٌ من بلاد بعيدة ، فعِند رؤية ابن الحاكم المَسيحي تلك اللوحة، وتلك المرأة التي قد فَتنتهُ مُزينةٌ بالألوان الزيّتية علي اللوحة،قرر أن يجُول العالم بحثاً...