part5/أَلَفُ لَيّلَةٍ،وَلَيّلَةَ

75 8 3
                                    

                          الفصل الخامس

يَبقي الطَريقُ هو الطَريق مهما طالتِ المسافات
فلا تتعجلْ لِقدرٍ هو في الأساس مكتوبٍ لكَ

(٢٠)

رفع فرانسيس رأسه لينظر الي أحد الرجلان اللذان كانا يجلسان معه في تلك العربة،وهم من رجال القرية ، ثم سأل فرانسيس الرجل بصوت مسموع
"إلي أين؟!"
رد الرجل بغيظ،مما فعله فرانسيس في تلك الليلة
" أتسأل عن مصيرك بعد أن تؤذي ابنة من ساعدك و أكرمك؟!"
تنهد فرانسيس ثم صمت ، ونظر عبر النافذة للطريق الفارغ، ثم أردف الأخر مقاطعاً ذلك السكوت الذي دام دقيقتين
- مدينة عالم اسقان..في بلاد النور ، لأنها الأقرب لنا، ولأن قَريتنا ضمن منقطة الراية، توجد حروب كثيرة بينما وبين اليهود ، نعيش في.. مجرد قُري فقيرة مثلما رأيتَ ، ننام في خيام! لا يوجد من الملوك من فكر أن يساعدنا..او حتي ضم لاجئين منا لبلده!
لعنة الله علي كل ملك من هؤلاء! أطفال لم يتجازوا سن الثالثة ينامون فوق حصير البغال!
كان الرجل يتحدث بنبرة من الحُزن و التحسر، ثم أكمل حديثه بابتسامة فاجئتني
-عندما نصل هناك سنري أمر القاضي بشأنك..ولكن إن كنت برئ مثلما تقول..صدقني لن يتركك ربك أبدًا لذا لا تقلق.
هز فرانسيس رأسه ثم وضعها بين كفيه ، وأخذ نفسًا عميقًا .. ثم تذكر الرضيعين .. وأردف يُحدث نفسهُ
"أهذا ذنبكما يا صغيرين أم أنها الحياة!"
                                ***

في تلك الأثناء كان علي وميشيل قد غادرا القرية ، بعد أن أخذا جواديهما بعدما عرفا اتجاه سير عربة صديقهم ..
فأردف علي بتساؤل
- أتعتقد أنه ذنب الطفلين؟
- لا تعقد الأمر هكذا..يجب الآن أن نجمع كل تفكيرنا في كيف نبرئ صديقنا دون دليل!
-لستُ افهم لما فعلت تلك الفتاة ذلك الأمر! .. رغم تأكدي من أن فرانسيس لا يمكنه حتي التفكير في فعل شئ لها..
قاطع حديثهم ، صوت شخص ينادي عليهم "علي ! ميشيل !" ممتزج بصوت اقدام الخيل ، توقف الاثنان لينظرا من قادم ، وإذ انها ياسمين
-ياسمين؟
- سأذهب معكم الي صديقكم..أنا دليل براءته-تحاول التقاط أنفاسها-
نزلت من علي الجواد ، ثم نزل علي وميشيل للوقوف أمامها ، وضعت ياسمين يدها علي صدرها تستجمع أنفاسها ثم أردفت
- لقد علمت ما حدث..
نظرت ياسمين الي جوادها بينما تتحدث ، وبدأت تتذكر ما حدث مع احلام ..

                                ***

كُنت قد دخلت الي خيمتنا ، وكانت احلام تقف أمام المرآة تُضفر شعرها ، ثم اقتربتُ منها وسألتها والشك يتملك قلبي
-ذلك الشاب لم يرتكب ذنبًا أليس كذلك؟
-أتظنين كذبًا بيّ؟!
سألتُ نفسي.. لما كل ذلك الغضب ؟ انا لم اسال الا سؤالاً لا يحتاج لكل ذلك الغضب في نبرتها ، لذا شعرت أنها تكذب بالفعل
- غادرتِ ليلة أمس كعادتك السيئة..دون أن يعلم أحد لما فقط عند قدوم فرانسيس قد أحدثت كل تلك الضجة
فأمسكتُ كتفها بغلظة وأردفت
-تعلمين عقوبة كذبك لتخريج نفسك من تلك الورطة صحيح؟
سكتت احلام ، و تغرغرت عيناها بالدموع ، ثم أخفت وجهها بكفيها وبدأت بالنحيب.. اقتربتُ منها ثم عانقتها بقوة .. مسحت دموعها عن وجنتيها وأردفت بصوت قلق
"احلام حبيبتي..اخبري اختك ما حدث و اختك ستساعدك"
نظرت احلام الي ياسمين ثم أشاحت بنظرها الي الأرض وهي تطرقع أصابعها بتوتر ، ثم أردفت بصوت مهتز
-تعلمين عن علاقتي بأحمد..لقد رآني فرانسيس معه و لقد خفت كثيرًا علي أحمد! من أن يعلم أبي و يقع في مأزق كنا..آه يا أختي لا اعلم ما الذي فعلته لذلك المسكين!
- لا بأس..يجب أن تعترفي بما قُلته الآن يجب أن نساعد ذلك البرئ!
-أعترف؟! هل جننتِ أتريدين أن يقتلني أبي!

فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن