رمالٌ علي الألوانِ/part4

64 7 0
                                    

الفصل الرابع

-أرأيت كم أن القَدر يستطيع أن يَلعب بِنا بسهولة؟
كأنهُ يحرك أحجار الشَطرنج
ويزيح من يُريد مِنا بلامُبالاة
كَيف أن كُل منا يستطيع أن يرسم عالمًا أسطوريًا
بقلم مُخيلتهِ
و كيف أن القدر يستطيع هدم ذلك العالم في لمح البصر!

(١٥)

أدخلتنا عزيزة لمنزلها ، بعد رمقتنا بعيونٍ حمراءَ من فتحة الباب شبه المنعدمة التي فتحتها بقلق في البداية. وبعد أن تفحصتنا جيدًا فتحت الباب بتردد وأدخلتنا. وقد أكرمتنا عندما وضعت لنا بعض الشَراب الذي يبدو كأنه كان أغلي ما يذكر في ذلك المنزل البسيط. فتح قبيل باب الحديث بيننا بمجرد جلوسنا أننا سنعطيها ما تشاء من المال مقابل رعايتها لهم.
صمتت المرأة لثوانٍ قليلة بينما تنظر للطفلين النائمين بهدوء في الصندوق الخشبيّ وأردفت بنبرة هادئةٍ "أستعودون إلي هنا مرة أخري أم ستتركان الطفلين لقدريهما؟"
أجابها قبيل
"سنعود يا سيدتي! سنعود!"
فوعدتنا أنها ستهتم بهم ثم غادرنا المكان وعُدنا إلي الشباب،ولم أتحدث هناك بكلمةٍ واحدةٍ ولم أذكر مطلقًا أني أقسمت بعودتي أو رعايتيّ لهما،فكلُ ما دار كان علي لسان رفيقي.
عند عودتنا سَردنا مختصر ما حدث معنا، وأن عزيزة وافقت علي هذا الأمر. مرت تلك الليلة بشكل كئيب،النجوم تبدو كنقاطٍ صفراء وسط لوحةٍ سوداء من السيئاتِ. لم تعد ليلي موجودة،لا توجد تلك النكات وتلك الضحكات اللامتناهية،ولم نعد نداعب الرضيعين مثل السابق،وفي فجر هذا اليوم انطلقنا إلي رحلتنا للبلد التالية...بلاد إسكافيل
ولأن ميليسيا هي ابعد بلد إسلامي،كان يجب أن نبحر لها و نمـر في طريقنا علي« اسكافيل »
في طريق رحلتنا وقبل دخولنا لحدود البلاد،كان هناك مجموعه من الشباب الذين يمسكون أعلام حمراء طويلة مدببة من الأعلي وكأنهم قبائل يمكثون في الصحراءِ،أو ربما اعتقدتُ وقتها أنه كان عرضًا من سكان البلد قبل دخولنا لها. ولكننا لم نُلقِ بالًا لهم وأكملنا طريقنا عبورًا فوق جسرٍ حجري عظيم.
كانت بلاد تحيط بها المياة من كل الجوانبِ إلا الذي قدمنا لها منهُ. بلاد كبيرة ولكن النساء يختلفون تماماً عن بلاد المسلمين. نساءهم مثل نساءنا النصرانياتِ لا حجاب يغطي جَمالهن..
نفس الأسواق والتجارة والحياة التقليدية ولم أشعر منذ دخولي تلك المدينة بنفس الهالة الروحانية التي تبعث لك الطمأنينة التي كنت أشعر بها،وكأن هناك شيئًا غير عادي في هذا المكان.
وكان أول مكان قد قصدناه بأمر من ميشيل،كان قصر كبير للوهلة الأولي يبدو نادرًا ولكن مع النظرة الثانية يبدو مثل بقية القصور التي تملؤ تلك المدينة، وبمجرد وصولنا أمام البوابة الحديدة
خرجت شابة حنطية من بين الأشجار كأنها هرةٌ ضالة،بنية الشعر ملفوف بشريطة حمراء اللون، عندما نظرت إلي ميشيل ابتسمت..وأسرعت ناحيته وأمضوا دقائق في عناق طويل.
رحبت بنا بإبتسامة واسعةٍ وخرج لنا رجل مُسن، ومعه ثلاثة شُبان لحمل حقائبنا وامتعتنا،نظر ليّ بورشوا بابتسامة ساخرة وأردف ضاحكاً"ميشيل و النساء قصة لا تنتهي!"
وأكمل بينما يقلب كفيه ويوجه ليّ ابتسامة ساخرة
"الأول معقدٌ في حياته العاطفية ويحب فتاة في لوحة،و الثاني يعرف كل نساء البلاد!أما أنا فأعتقد أنني العاقل الوحيد بينكم!"
كان بورشوا مُحقًا،لقد كنا نشكل ثلاثيًا رائعًا!
كنت أحب صداقتنا كثيرًا...آآه و كم أنني اشتقتُ لرفيقي! وددتُ لو كان يشاركني تلك الرحلة.

فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن