part12/لُعبَةُ الحَربِ/النهاية

73 6 3
                                    

                       الفصل الثاني عشر       

وَ أخيرًا
يَقفُ المرأُ بثقةٍ
بجانبِ انسانٍ اختارهُ بعد حروبٍ
وَ يودُ أن يظلَ
بجانبهِ طول العُمرِ.

                              (٣٨)

خَديـجة
قَرر فرانسيس أن يضعني في قَصر الملكة الأم ، لأنه لم يجد شخصًا يثق به ويأتمنه عليّ أكثر منها
كانت سيدة لَبقة الحديث ، شديدة الجمال
واهم ما في الأمر أنها كانت تُشبهني
تحبُ رائحة الكُتب و ألحان الموسيقي !
كانت سيدة ذات نفوذ عظيم ، لها مكانتها بين سيدات المجتمع النبيلات
في المساء تُقيم حفلات في الحديقة و تدعو لها السيدات النبيلات و تعرفهم عليّ و أنني هي ملكة البلاد القادمة
أما عن صباحها فهو لا يخلو من حَفلات الشايّ الهادئة.
وعندما علمت بحـُبي للكتب ، أرشدتني الي مكتبة القصر ، كانت مكتبة ضخمة ، وكأنني حققتُ أحد أحلامي اليوم ، بمجرد دخولي لها ، شعرت وكأنني احلم! كُنت أقرأ حتي المَساء
بينما أجلسُ ، أمسك ذلك الكتاب ، وبجانبي كوب من الشاي ، أردفت سُـموها بإبتسامة
-أيّ كُتب تقرأين يا خديچة؟
ابتسمتُ لها ، وأردفت
- تلك الكُتب الرومانسية ، التي يذهب فيها البطل للحرب ويعود منتصرًا لمحبوبته!
ابتسمت السيدة ليّ ، ثم جلست بجانبي وأردفت
- مر وقت طويل منذ آخر مرة تكلمت بها مع شابة مثقفة مثلك
ثم أردفت عندما غيرت اتجاه نظرها إليّ مباشرةً
-الملك كان دائمًا يشاركني محادثات من ذلك النوع ، كنت أتمني من فرانسيس أن يتحدث معك عن الكتب مثلما كان يفعل زوجي ولكن يإلهي أنه لا يحب القراءة منذ كان صغيرًا يكره الكتب!
ضحكتُ وبشدة ، ثم أخبرتها عن تلك الرسالة التي كتبها ليّ في ميليسيا ، فضحكت و أصابتها الدهشة
ثم أردفتُ بفضول
- سموك ، أريد سؤالك عن شئ؟
أومأت برأسها بخفةٍ
-  لقد لاحظت وحدتك..كيف نجوتِ وحدك؟
بَلعت ريقها،ثم نظرت إلي الكُتب أمامها
وأردفت
- الكُتب أنقذتني..كان كل كتاب أقرأه ، أغوص فيه بالأيام والشهور،لكل كتاب عالم مختلف،لم أشعر بالوحدة مطلقًا!
كانت الكُتب تجعلها سعيدة،هذا ما بدا عليها.

لم أتوقع تلك الشائعات المشهورة عن وجود دائمًا أسرار داخل البلاط المَلكي أن تكون صحيحة.
بعد أن وَ صلتُ لدرجة أجهلها من الحب في قلب الملكة الأم قررت و للمرة الأولي أن تطلعني علي "ذلك السر" كما كانت تُلقبهُ
ثم أخرجت ليّ دَفتر العائلة الملكية وطلبت مني قراءة صَفحةٍ قد فتحتها لي
بدأت أقرأ كما أمرتني،كان اسم زوجها و ينسدلُ منه الملك والد فرانسيس ومنه فرانسيس و بجانب كل اسم ملك توجد بجانبه اسم ملكتهِ و أبناءهِ من سُلالتهِ أيضًا
لم أفهم ما تقصدهُ الملكة،حتي طلبت مني أن أرجع بالصفحات صفحتين فقط،و عندها رأيت شجرة عائلة الملكة الأم
بدأت أتطلع بدهشة،لا أدري لما ترينيّ شيئًا كهذا وتطلق عليه "سرًا"
ثم أشارت بإصبعها علي أميرة تُدعي "ايثيلونيل"
ونظرت ليّ وأردفت "تلك أُمك"
ابتسمتُ لها ابتسامة بلهاء وضاقت عيوني اعتقادًا مني أنها تمزح ، وبدأت اضحك بهستيرية علي تلك النكتة! لم اعلم أن الملكات تستطعن إلقاء النكات
ولكنها كانت فقط تُحدق بيّ بجدية أثناء ضحكيّ
حتي ادركتُ انها لا تمزح
فنظرتُ لها و أملتُ برأسيّ لليمين " انت لا تمزحين سموك " رفعت حاجباها ثم نظرتُ للدفتر في يدي مرة أخري
- ايثيلونيل..أختيّ وهي أيضًا والدتك..جميلة
-عُذرًا؟
"أعتقد أن سموك بحاجة للراحة" هذا ما قلتهُ بعدما نهضتُ من مكانيّ أحاول مساعدتها للعودة لغرفتها
و قبل أن أستدعي الطبيب لها
أمسكت يديّ بقوة
- أنها قصة يعرفها الجميع خديجة..لقد أحبت رسامًا مُسلمًا و هَربت معه! أتعلمين من ساعدها في الهُروب؟ أنه زوجي وصديقه ذلك العجوز البحار..اعتقد أنه يذهب لزيارتكم كل مُدة

فتاة لوحة ميليسيا /painting of mellisia girl✓(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن