الخريف، أطلق عليه دائمًا فَصل الذبول، فَصل تتساقط فيه كل أوراق أيامنا التى مَرت خلال السنه، تتساقط بما عليها من لحظات سعادة، شَوق، حَنين ومَا يناقضدهم، فصل تستعد فيه أشجارنا للنهوض من جديد، تنتظر المطر والغَيث، فَتُسقى لتزهر من جديد، فتقوم وتجاهد وَتُزهر وتُنبت ثمارًا يانعة يقطتفها العابرين فى أيامنا، ثُم تسقط مهزومة مَرة أخرى مُنتظرة الغَيث وتستمر هكذا حتى يأتى اليوم التى تسقط فيه أخر ورقة مُعلنة الإستسلام الأبدى مُسَلِمة الروح لخلاقها .
_صباحكم زَجبيلارتجلت تلك الكلمات من جوف فؤادى ثُم بضغطة واحدة تَم نشرها،كُنت انتهيت من وَضع أخر أطباق الإفطار على الطاولة هناك فى الشرفة حيث يُحب مُغتصم أن يجلس، ومَسكت هاتفى بعدها وارتجلت بعض الكلمات ونشرتها، كالعادة تهل التعليقات من كل الجهات، لا أكترث إليها كَثيرًا
قاطع تفكيرى دُخول مُعتصم كريح شتاء عاصفة ستعصف خلايا سفينه عابرة على سطح المحيط، كان ينادى عليّٰ منذ أن دلف من باب الشقة تقريبًا، صوته كان جوهورى، يداعب الغضب حروفه وَهو ينادى:_وَرد
كُنت سأتجه إليه إلا أن بضع ثوانى وَكان يقف أمامى بطوله الفاغر ويحاول أن يمسك زمام غضبه، يقبض الهواء بين كَفه الأيمن وقال بعدما أخذ شهيق أكثر من مَره:
_انتِ نزلتى القاهرة وأنا مسافر؟
فاسترجعت ذاكرتى وَكدت أردف إلا أنه قاطعنى مستفهمًا:
_ أظن إن الموضوع مش محتاج تفكير يعنى
ثم أكمل بنبرة أعلى :
_نزلتى القاهرة ولا لا يا ورد؟
فقلت:
_فى ايه يا معتصم ما تهدىفأخذ شهيق يُسمع وقال:
_حاضر ههدى، اتفصلِى قوليلى نَزلتى القاهرة ليه من غير ماتعرفينى.
فَقلت عَلى مَضض:
_نَزلت عشان أتابع رسالة الماجستير، وَكُنت هقولك عَلى فكرة بس ماجتش الفرصة.
وَكدت أكمل إلا أن صوته قد خَرج بنبرة أعلى مما سبقها:_يعنى ايه ما جتش الفرصة، أنا كنت بكلمك كُل يوم، يعنى اللى أنتِ بتقوليه ده اسمه حجَج فارغه.
قُلت :
_حجج فارغه؟!
مُعتصم أنا سافرت فى الأسبوع اللى إحنا متكلمناش فيه بسبب ظروف شُغلك، اللهو الاسبوع اللى فات قَبل ماتنزل، وكنت شايفة انت قد ايه مضغوط عشان كده مافتحتش معاك كلام فى الموضوع دهفقال بنبره غاضبة:
_بس كلمتك بعدها عشان أقولك إنى نازل، وانت ماقولتليش حاجه يا ورد.
فقلت:
_اليوم ده اللهو امبارح بليل، قبل ما تنزل، شوفت أنه ملوش لازمه، وانت كده كده نازل، فقلت هقولك لما تنزل وخلاص.