"وَحشتينى.."انتهيت من كتابة كلماتى المبعثرة، وقمت بطي الورقه وَ هممت بوضعها فى أحد أدراج المكتب الذى لا يُفتح الا قليلًا، فتحت الدرج، فوجدت فيها كنز عتيق
صور قديمة لحفل زفاف أبى وأمى، وصور لى ولأختى، ابتسمت عندما وجدت صورتى أنا ومحمود عندما كُنا فى الثالثة عشر، و وجدت شيء تعجبت من وجوده فى البداية، وتسألت فى نفسى ما عساه أن يكون هو؟!فتحتُ الكيس بتركيز، كانت صور لى انا و ورد فى المدرسة، وأخرى فى الجامعة، وبعض الجوابات التى كُنا نرسلها لبعضنا خِفية عندما كُنا فى المدرسة،إبتسمت بمرور تلك الذكريات على عَقلى وَهمست :
_وحشتينى، وحشتينى قوى يا ورد.بينما كنت أقلب فى الأوراق لاحظتُ شيء
وثبت مكانى كالملسوع وقلت:_شهادة ميلاد ورد!
****
جاء الصباح
إذن صوت الشيخ عبدالباسط فى جميع الأركان، رائحة القهوة الممزوجه بالحبهان، فطور شهي يرقص على طاولة السفرة مُعد من يد ورد
الورد، نعم الورد الطازج الذى يملىء جميع أركان البيت، كم اشتقت إلى تلك الأجواء، إلى هذا الدفء، والحب الذى يجرى فى كُل ركن فى البيت.قمت من على السرير وترجلت حتى المرحاض، نظرت إلى كُل ركن فوجدت فيه كل ما تذكره عقلى من قليل، ابتسمت وشكرت الله على نِعمه، ودخلت اغتسلت وتوضأت، أقمت صلاتى فى ردهة المنزل وتوجهت إلى المطبخ
كعادتها الفاتنة فستانها الأبيض القصير المُرصع بزهور عباد الشمس الصغيره، شعرها الأسود المموج الذى يكاد يصل إلى خصرها، رائحتها الدافئة التى تحمل فى طيتها براءة طفلة ومَرح فتاة وحنان جدة.
ولان كُل إنسان يملك من اسمه نصيب لذا فهي فتاة وردية
تقدمت وَقبلتُ رائسها فى ود بالغ وقلت بإبتسامة عريضة يستحقها وجها :
_صباح الفُلفردت الإبتسامة وقالت:
_يسعد صباحك
فقلت بمرح:
_بتعملى ايه بقا ؟
_فقالت وهي تخلط حبات الدقيق:
_بحضر حجات الكيكة
فابتسمتُ كطفل اشترى حلاوه المفضلة وقلت::
_كيكة الزنَجبيل
فأومت برأسها بإيجاب وأردفت:
_أيوه هعملها بعد الفطار
اتجهت إلى صنبور المياة وغسلت يدها وقالت بإبتسامه:
_تعالى يا مُعتصم نفطر الاول
فذهب مُعتصم وَذهب قلبه..
****
صَباح الخير يا كاميليا، صباح ليوم جديد هنحاول مانشيليش فيه حد همنا
قُلتها لنفسى، وقمت من على الفراش أمدد عضلاتى، أخذت رابطة الشعر و لففت شعرى ثم ثبته برابطة الشعرالساعة الثامنه والنصف !
قلت فى نفسى:
_احساس جميل قوى لما محاضرة تمنية الصبح تتلغى
فتحتُ باب الشرفه حتى تدخل الشمس مداعبه عينى، أخذت هاتفى وترجلت حتى ردهة المنزل، فوجدت رسالتين صوتيين، الأولى من أصيل والأخرى من رُفيدة
فتحت الاولى واستمعت
"صباح الخير يا كاميليا، تقريبًا انتِ ماعندكيش محاضرات النهارده، محمود جاي يتغدى معانا النهارده ونتكلم شويه عشان زي ما قولتلك جايلة فرصة شغل وهيسافر، حاولى تفكرى وحاولى تعملى غدا مُحترم للراجل"ضحكت على أخر جُملة، مَتى اقتنع أصيل أننى أجيد الطبخ!!
شردت قليلًا فما قاله، هل حقًا لم يمل «محمود»من ذلك الطَلب
الغريب فى الأمر أن يحبك أحد لهذه الدرجة، أن يرى فيكِ كل تلك العيوب المُغضبة ويصر قلبه على حُبك دون أن ينفر أو يَمل..تذكرت رسالة رُفيدة ففتحتها
وصعقت عندما صارعت البكاء وجاء صوتها متحشرج:_وائل عايز يسيبنى يا كاميليا.
يُتبع....