"وَما بَلىٰ الفؤاد غَير الحُب. "
زُبدة ثُم سُكر ثُم عسل، ثم نقلب برفق على نَار خفيفة حتى يُصبح قوامه أقرب للعسل.
إناء به حبات دقيق ناعمه، زَنجبيل وَقرفه ثُم صودا الخبز والبيض بالتأكيد ثُم خليط العسل بالزبده
اخلط واخلط واخلط حتى تمتزج المكونات ببعضها البعض.
ثُم آخرًا يُسكب الخليط فى صينية مبطنه بالدقيق والزبد
نضعها فى فُرن مُحَمى سابقًا على مئة وثمانين درجه مئوية.فى خلال ثلاثين دقيقة تخرجها ثُم تَنثر عليها حبات السُكر الناعمه كأنها حبيبات ثَلج زينت أرضية رصيف أوربى فى منتصف الشتاء
ثُم تتناول قطعه بعد تقطعيها فسوف يَرقص فمك وستشعر كأنك تناولت شيئًا من الجنهأخذتُ قطعتى وكوب شاي وتناولت روايتى المفضلة وهاتفى الجوال، ترجلت حتى الشُرفه وَجلست بنفس راضية ناعمة بهدوء، أخذتُ بعض الصور للكعكه وما معى ونشرتهم على حساب "زَنجبيل"
وتركت الهاتف وَأخذتُ أتوغل بين أحداث الرواية، كَم أحب تلك الرواية، تلك هي الرواية الأولى الذى اشتراها لى أصيل كهدية
أخبرنى حينها أن أبطال الأحداث تشبهنا، وأنه لا يتمنى أبدًا أن تتشابه الأحداثدعونا ألقى عليكم ما يحدث داخل سطورها، يتنازع البطل مع الحياة ليصل إلى البطله، وتتنازع البطله مع القدر والايام لتتمكن من رؤية طيف البطل، تتوارى الأحداث بين المأساة والحُزن ثُم فجأة يقرر أن يجمعهما القدر أخيرًا، ولكن بغير مقدمات تموت البطله وَيموت البطل حيًا
سَرقتُ أنفاسى ورفعت عينى ونظرت إلى اللاشيء أمامى، ارتشفت من كوبى، ونهصت بقوامى الممشوق، وَترجلت إلى مكتب البيت، سحبت ورقه واحضرت قلم وتوجهت إلى الشرفه من جديد، جلست وَسبحتُ فى خيالى ثوانٍ قليلة وبدأت فى تفريغ مِداد القلم على خلايا الورق بكلمات عجز لسانى عن قولها واختزنها قلبى حَتى شاب
كتبت فى شمال الورقة من الجهه اليمنى .
إلى صديقى
وَحبيبى
وَمن رافق دروبى بُأشكلها الشتى.
أشهد أنك كنت خير الرفيق والصديق والحبيب
كُنا خَير صُخبه قبل أن تنبت بذرة حبنا، ولم يُحالفنا الحظ أو ربما قرر القدر كتابة قصيدة رثاء لقصتنا قبل أن تولد.
لا أعرف يا أصيل
ولا حيلة لى غير أن أسرق كلمات وأدثرها فى ورق وأنا أعرف تمام المعرفه أنكَ لن تلقى عليه نَظرة حتى.
لكن ماذا أفعل قُل لى يا أصيل
كَـيفَ الطَـريق إلـى وصـالـك؟ دُلـنى.
ثُم وضعت القلم على الورقه و نَظرت للسماء ثُم مَسكتُ القلم من جديد وَأكملت
حَتى إن أخبرتنى سأقف مُكتفة اليدين ولن أخطو خطوة واحدة ولا حتى سأنبث ببنت الشِفه
قلبى يخون يا أصيل وثمة كلماتى تَخون هي الأخرى.
ثُم تنفست الصعداء ومَضيت:
مِن "ورد غريب"
إلى حبيب الدروب "أصيل عابدين"انتهيتُ وثنيت الورقه أربع وَ وضعتها بين صفحات الرواية، وَنظرت لها وَبكيت فى صمت.
سمعتُ صوت مفاتيحه وتَلى الصوت الباب يُفتح فعلمت أن مُعتصم قد جاء، كان قد أخبرنى بعد الافطار أنه سينزل ليلتقى برفقته القُدَامى، تنفست الصعداء ومَسحت وجنتى وسمعته ينادى ويسأل أين أنا فرَدَّت: