نَظرت له بذهول مُريب من تَلك الكلمات التى سقطت على مسامعى، وَقلت بوجه وَاجم:
_بتقول ايه؟!
وَنظفت حَلقى وَأكملت:
_ويعنى ايه اللى بتقوله دا
كَاد ينطق إلا أننى قاطعته قائلًا:
_وايه علاقة دا بجوازى أنا وكاميليا ؟
فنظر إليَّ وقال:
_ادينى فرصة اتكلم وهقولك على كل حاجه طيب
فقلت على مَضض:
_انطق يا أصيل
فارتشف أخر رشفة من كوب الشاي ونَظر إليًَ وقال:
_تعالى ننزل نصلى المغرب واحكيلك فى الطريق، ثُم هَم للخروج من باب الشرفه، ورفع صوته وقال:
_كاميليا إحنا نازلين نصلى المغرب ونقعد على القهوة شوية
فسمعت بصيص صوتها الحبيب قادم قائلة:
_ماشى يا أصيل
اتجهت مع أصيل نَحو المصعد، عَقلى لم يتوقف عن التفكير، ضجيج معركة فى رأسى، شتان بين أن يستحيل ما تَود وأن تكاد تَلمس ما تود ثُم يَستحيل.
قَطع ضجيج المعركة صوته الرخيم بعدما ضغطت على زر النزول فى المصعد:
_لاحظت من فترة إن كاميليا تصرفتها غريبة شوية، عايزانى طول الوقت معاها بسبب وبدون سبب زي العيل الصغير، تقلبات مزاجية من اللى قلبك يحبها، وفجأة تلاقيها دخلت فى نوبات اكتئاب من غير ماحد يبص فى وشها حتى
وصلنا للدور الارضى فخرج من باب المصعد ثُم تبعته وَقلت:
_بس الموضوع عادى هرمونات بنات، مايوصلش انك تقولى اننا صعب نتجوز، وانتَ عارف انى مستعجل بسبب السفر و..
قاطعنى قائلًا:
_أنا كنت بقول زيك كده، وفى مرات كتير ما كنتش باخد بالى أصلًا
ساد الصمت ثوانى قليلة ثُم أكمل:
_الكلام دا كان قبل ماتتقدملها، وماخدتش الموضوع فى الاعتبار قوى ونسيته مع الوقت، ولما انت اتقدمتلها كنت فاكرها هتوافق وهتفرح كمان بالخبر لأنها كمان للأسف بتحبك
فقاطعنى متسائلاً بعيون بارقه تزينها لمعة الحُب الجَلي:
_هي قالتلك كده؟
فابتسمت ونَظر نحوى وأردف:
_مش كُل حاجة بتتقال يا محمود، كاميليا فعلًا بتحبك عشان كده بترفضك
نَظرت له بعد فهم:
_وقولت بضحكة مستهزأة:
_ايه العيلة المجانين دى:
ثُم ضَربت كَف بكف وأكملت:
_منين بتحبنى ومنين بترفضنى.
فقال:
_اهدى يا عم العاقل وبطل تخبط فى العيلة اللى مفضلش فيها حد غير أنا والمحروسه وأنا هفهمك