"أخبريهم أنكِ لى"
أخبرى ضلالك وَ خوفك وانطفائك مهما حدث ومهما سيحدث أنكِ لى، أخبرى بنى أدم وبنى النار أنكِ لى، أخبرى الأمس واليوم والغد أنكِ لى، أخبر شمس النهار وقمر الليل وغيوم الخريف وزهور الربيع أنكِ ورب العالمين لى
قميص أسود وسروال بنفس اللون، رأسٌ حليقة كما أحب، عطر رجالى فاخر، وحذاء جلدى اتخذ من الأبيض لون
نظرت لنفسى فى المرأة بإعجاب وَقلت:_ايه الحلاوة دى يا حودة
قطع نرجسيتى صوت الباب يُطرق ومن بعده صوت امى تقول:
_يلا يا حبيبي الفطار جاهز
فقلت بنبرة حانية:
_جاي يا أمى.
اسمى محمود، محمود سالم رياض، مهندس بقطاع البترول والثروة المعدنية، أقطن مع أمى وابى وجدى الهَرِم الذى يعيش من أيام عُرابى تقريبًا
_ لا أخفى عليكم سرًا أشك أن جدى يعيش من أيام الفراعنه_ المهم أقطن فى أحد أحياء مدينة القاهرة، كُنت قديمًا جار" لأصيل" وحبيبتى "كاميليا" ، لكن كعادة الدنيا أن لا شيء ثابت انتقلت إلى حي أخر وكنت أتردد لزيارتهم وهكذا يفعل صديقى، لا تسأل متى وأين وكيف تسرب حب كاميليا إلى قلبى، ولا تسأل لما أفنى عمرى فى محاولات زواجى منها، لأننى أنا أيضًا لا أعى ولا أعلم
لكن تَعرف شعور أن تُسرق روحك من شخص ليس بلص؟
تكون هذا الجبل الذى لا يحركه نسيم ولا ريح، ثُم تجعل عينين الجبل فُتات
إنه الحُب يا صاح.أخذتُ مفاتيح سيارتى وحوائجى وترجلت لردهة المنزل بخطوات ثابتة، فوجدت أمى وأبى وجدى يتناولون الإفطار فى هُدوء ورزانه
أبى ينظر فى جريدته كالعادة وأمى تَصبُ الشاي بالحليب فى أكواب زجاجية بملامح راضية طيبة، وجدى يَمد يده فى الطبق ليناول فمه اول لُقمه.فقلت بصوت مرح بعدما جلست على الطاولة وألقيت عليهم التحية و رادوها:
_ألا قولى يا جدى
فَهمهم متسائلًا وهو يحرك يده المرتعشه نحو فمه
فأردفت :
_انت لحقت الملك رمسيس الأول ولا اتولدت فى عهد رمسيس الثانى .
فلوت أمى فمها فى عجب، ولف أبى جريدته الورقيه وضربنى بها على كتفى وقال:
_بطل غلاسه وسيب جدك يفطر
فقال جدى بصوت مرتعش إثر شيخوخته:
_سيبه شكل الغزالة رايقة النهارده
فقالت أمى وهي ترتشف من كوبها:
_هتلاقيه رايح لحبيبة القلب اللى فضله شوية وياخد شهادة خبره فى رفض الجواز بسبها
فمضغتُ لقمتى الأولى ولم أكترث لكلام امى حتى قالت:
_أصل صنف الرجاله دا كده يموت فى اللى تديله فوق راسه، لكن اللى تتمناله الرضا يرضا يتقلب عليها السبع ألوان زي الحرباية