كانت أبخرة الطعام تتصاعد أمامى فى مشهد مألوف، ورائحة الطعام تتداعب انوف المارة والمتواجدين أمامى يَطلبون طلباتهم، أقطع شرائح البَصل والفلفل كَطباخ ماهر فى أحد أشهر البرامج التيليفزيونه للطبخ، تَعلمت هذه المهارة من كَثرة ممارستى للمهنة، أسمع ضجيج الزبائن، أحدهم يُنادى باسمى لأنتبه له، والآخر يُنادى بطلبه، وغيرهم وغيرهم يُحُدثون ضوضاء لذيذه اعتدتُ عليها
اسمى هو دينا، دينا عبدالخالق الصياد، فى الحقيقة حياتى غَير مُثيرة ، ألقانى القدر فى يَد رجل ذو أصل طيب، لأ أعرف مَن أنجبتنى ولا أريد أن أعرف فى الحقيقة، أما عَن هَذا الذى رَمى بذوره وَفر هاربًا فلا يَعنينى وبالتأكيد لا أعنيه، أقطن فى أحد الأحياء الشعبية، ورثت هذا المَحل الصغير عن أبى الذى رابنى الحج " عبد الخالق"
_يلا يا دينا بقالى تلت سعات واقف
نظرت له بعدم إكتراث وَقلت :
_طلبك ايه يا عمنا
فقال الرجل:
_نص كبده وما تنسيش الوصايه
هممتُ بتحضير طلبه وَ أعطيته له وإستلمت آخر من فتاه وبدأت بتحضيره لها.
تابعت عملى حَتى وجدت تلك السيارة تقف أمام المحل، سيارة تَعرف من اول وَهله أن صاحبها لا ينتمى لهذه المَنطقه، ولكن أعرف تلك السيارة جيدًا إنها سيارة رُفيده خطيبة المدعو وائل..
نَاديتُ على أحد العاملين بالداخل وَأمرته بإكمال العمل وَتوجهت لها وأنا أمسح بقايا الطعام فى عبائتى السوداء وَقلت مُرحبة:
_يا مساء الأناناس دى الحاره نورت يا ناس
فابتسمت فاقتربت منه وأحضتنها وفعلت هي بدورها ما فعلت وقالت:
_وحشتينى يا دينا
فقلت:
_يابت وانتِ أكتر، عاش من شافك
فقالت بإبتسامه:
_معلش بقا مشاغل
فربتُ على كتفها وقلت:
_طب تعالى، اوصيلك على نُص كبده يستاهل فمك
فقالت وهي تتماشى معى:
_هو وائل لسه ما وصلش
فقلت بإستفهام:
_هو قالك أنه جاي
فأومأت بإيجاب وتابعت:
_قالى قبلينى عند دينا، المفروض يكون وصل دلوقت
ردتُّ على عُجاله:
_زمانه جاي تعالى بس ليكى وحشه
ثُم نادت على أحد العاملين بأن يأتى بالطعام ومشروبات غازية، وجلسنا نتساير ونضحك، تَحكى وأسمع، واحكى وتسمع، ظللنا هكذا حتى أتى وائل، سَلم على "دينا "بعدم إكتراث، وإستأذنت الأخيرة، وتركتنا منفردين على طاوله تتوسط المَحل.