الحلقة الثالثة

13.4K 391 25
                                    

"أنا قولت إني دخلت رواية محدش صدقني"

لكزت فرح ذراعها وهي تتمتم:
-أنا متأكده إن أنا بحلم لا يمكن أبدًا يكون دا واقع
لكزت ذراعها مجددًا وهي تهمس:
-عايزه أصحى بقا!!

تقوس فمها لأسفل حين أيقنت أن هذا هو واقعها وقالت:
-طلما مقومتش يبقا دا واقع فعلًا!!!!
الحلقة الثالثة
#رواية_فرح_فهيمه
بقلم آيه شاكر
ظلت فرح تتوارى عن نظره وتُخفص رأسها لأسفل كى لا يراها، كان المدرج ساكنًا لا يظهر به غير صوت يوسف الذي يشرح بتمعن وتركيز، فإذا وقعت به إبره سيصدع صوتها عاليًا، أضاء هاتفها برقم مريم فهتفت بنزق:
-مش وقتك خالص يا مريم!

ولكن مع إلحاحها نزلت فرح أسفل المقعد لترد عليها، لاحظ يوسف حركه غريبه وضحكات للفتيات بجوار فرح فأكمل شرحه متوجهًا نحوها كان يتحدث عبر مكبرات الصوت فلم تلحظ فرح أي تغيير بصوته وهو يرنو نحوها ليستكشف ما يحدث...

لكزتها زميلتها بقدمها لتخرج، لكن لم تبالي فرح ولم تفهم مقصدها، قالت فرح جملتها الأخيره لمريم بهمس:
- خلاص يا مريوم استنيتي بره وأنا ربع ساعه وهخلص وأرن عليكِ

أغلقت هاتفها وهي تخرج من أسفل المقعد وهو يقف جوارها ليمسكها بالجرم المشهود، كان يرفع إحدى حاجبيه لأعلى ويرمقها بنظرات حاده وملامح منقبضه، وحين رأها وتجلت ملامحها انبسطت ملامحه في دهشة...
حاول يوسف التصرف بطريقة طبيعية كي لا يلاحظ الطلبه فهتف قائلًا بأمر:
-قومي اقفي

ازدردت ريقها بتوتر ونهضت بارتباك، نكست رأسها لأسفل وهي ترمقه بنظرات جانبيه فبدت كطفلة صغيره تنتظر عقاب أبيها لاقترافها خطأ ما!
أخفى ابتسامته ومد يده محركًا أصابعه ناحية جسده وهو يقول بجمود:
-هاتي الموبايل ده!

أعطته الهاتف دون أن تنبس بكلمه فأخذه وعاد لمكانه ثم قال بنبرة جامدة:
-اقعدي

استأنف يوسف المحاضرة وكأن شيئًا لم يكن، وبعد انتهاء المحاضره أخذ هاتفها معه وخرج ولم يبالي لها، فهرولت لتتبعه وهي تحاول الخروج من بين ازدحام الطلبه وتكدسهم على الباب هاتفة:
-موبايلي!!!! يا... يا... يا كابتن!!
________________________________
كان نوح يعلم بميعاد قدوم مريم لحضور محاضرتها ومن حسن حظه أن اليوم هو يوم أجازته الأسبوعيه أوصى فرح أن تطلبه بعد الانتهاء من محاضراتها ليأخذهما للبيت، كان ينظر بهاتفه كل دقيقة يتفقد إذا وصلته مكالمة منها...

طلب نوح رقمها فهو يعلم أن محاضرتها قد انتهت فيل دقائق وانتظر الرد....

على جانب أخر نظر يوسف لهاتف فرح الذي أضاء بين يديه برقم مُسجل "رفيق العمر"، أصابته لعنة الفضول يتمنى لو يعرف من هو هذا الرفيق!... 

وما هي إلا دقائق وطرقت فرح باب مكتبه بقبضة يدها المرتعشه، كان يوسف ينتظر قدومها على أحر من الجمر، جلس على مكتبه وفتح جهاز الابتوب أمامه ليتظاهر بانشغاله عنها، ثم أذن لها بالدخول قائلًا بنبرة مرتفعة وبجديه:
"ادخل"

نوڤيلا فرح فهيمه بقلم: آيه شاكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن