الفصل الثامن: لماذا أعود؟

25 3 0
                                    




بأمر من أرنيف، زعيم قرية الهوت التي تقع وسط السلسلة الجبلية تلك وفي وادٍ ضيق منها، انطلق عدد من الرجال على ظهور التنانين متجهين نحو الممر الجبلي الضيق الذي يربط القرية بالعالم الخارجي.. وعند اقترابهم من جانب الجبل الذي يلقي بظلاله على القرية، رأوا في ذلك الطريق فرقة من الجنود لا يزيد تعدادها عن خمسين رجلاً تتقدم من القرية بثبات وبتسليح خفيف.. فصاح أحد الرجال برفاقه "إنهم قلّة.. لن يُعجزنا التخلص منهم.."

اقتربت التنانين بأصحابها لتبدأ هجومها على فرقة الجنود تلك، ورغم أن الجنود بادروا بإطلاق رصاصاتهم بغزارة، لكن التنانين كانت تناور بسرعتها الكبيرة بينما يهاجم الرجال برماحهم وسهامهم التي انهمرت على الجنود بتصويب محكم فجندلت عدداً منهم بينما صدّها الآخر ن بما يحملونه من دروع.. ورغم أن الهوت لا يتعاملون بالأسلحة الحديثة في ذلك العالم مكتفين بالسيوف والرماح والسهام، لكنهم يملكون نوعاً خاصاً من القنابل المصنوعة يدوياً باستخدام البارود ومساحيق خاصة يستخرجونها من الطبيعة حولهم.. وسرعان ما انهمرت بضع قنابل على فرقة الجنود التي حاولت الاختباء في جانب الجبل من ذلك الهجوم والتقدم ببطء شديد.. ومع انفجار القنابل الذي كان ضعيفاً ولم يسبب الضرر للجنود، فإن سحابة كثيفة صفراء اللون انتشرت في الموقع مسببة السعال والدموع تنهمر من أعين الجنود بالإضافة لغثيان شديد أعجزهم عن الحراك، وفي الآن ذاته بدأ الهوت باقتناصهم دون أن يهبطوا من على ظهور تنانينهم بتاتاً..

وبينما تخبط الجنود في موقعهم، صاح قائدهم "ليتقدم حَملة المدافع ويُسقطوا تلك الطيور اللعينة بسرعة.."

تقدم عدد من الجنود حاملين مدافع صغيرة الحجم ومطورة بحيث تمتاز بالخفة والقوة في الإطلاق.. وبعد تعبئتها بالقنابل، قام الجنود بالتصويب بسرعة وإحكام على التنانين وإطلاق القنابل قبل أن يبتعد الهدف من موقعه..

فوجئ الهوت بالقذائف التي تطايرت نحوهم، ورغم أن أغلبهم تمكن من تفاديها بشيء من الصعوبة، لكن هجومهم أصبح أكثر عسراً من السابق واضطروا للارتفاع والابتعاد عن مرمى قذائف الجنود، ولم تفلح قنابلهم في إحداث أي تأثير في الجنود الذين استمروا في سيرهم ببطء مدروس.. ولما طارت الأنباء إلى أرنيف بتطورات هذا الهجوم، وبعد أن أدرك الجميع أن الجنود سيصلون للقرية خلال وقت قصير، قال أحد الرجال "علينا أولاً أن نبتعد عن هذه القرية.. علينا تأمين النساء والأطفال قبل أن نهجم عليهم هجمة رجل واحد.. لا نريد تكرار ما جرى في السابق، ولن نحقق شيئاً ما لم نباغتهم ونلتحم بهم مباشرة.."

قال آخر بغضب "هذا ما جناه آرجان علينا باختطاف تلك الفتاة.. الآن ستقع القرية كلها تحت طائلة أفعاله.."

لم يعلق آرجان الواقف جانباً بينما صاح آخر به "ما الذي يمكنك فعله لتعويض الأهالي عما سيجري لنا هذا اليوم؟.."

على جناح تنينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن