الفصل الخامس عشر: حلم جايا

34 3 0
                                    




عندما وصل الأمير بعد الضجة التي أثيرت في القلعة ومنبعها المبنى الذي يحتفظ الجنود فيه بالتنين، فإنه وقف قرب المبنى المحترق يراقب التنين الميت والذي بدأ يتفحم وهو عابسٌ بشدة ويقول بغضب "كنت أظن أن سبعون جندياً يكفون لإيقاف رجلٍ وفتاة عن ارتكاب مثل هذه الجريمة.. رجل وفتاة تمكنوا من تخليص التنين الثاني وقتلوا الأول وأنتم تتفرجون على ما يجري بصمت؟"

ثم التفت إلى جنوده صائحاً بغضب "اقبضوا عليهما وأحضروهما إليّ.. واقبضوا على هذا التنين قبل أن يفلت، وإلا رؤؤسكم هي ما سيفلت من أجسادكم.."

تراكض الجنود القريبون لتنفيذ أوامره، بينما استدار الأمير رافعاً بصره للسماء قائلاً بغلٍّ "تباً للهوت.. شرذمة منهم تفسد خطتي بهذا الشكل؟.. أم أنها تلك الفتاة العربية؟.."

قبل ذلك بوقت قصير، كانت رنيم تجد نفسها تجرّ جراً عبر المبنى والجندي يغادره بسرعة هرباً من النار التي أوشكت على التهام ما بقي من الباب المهشّم مما يعني سجنهم في هذا المكان حتى يحترقوا أحياء.. وفي الخارج، كان كاجا مستمراً في إثارة معمعمة في صفوف الجنود والهرب من شباكهم في الآن ذاته..

صاحت رنيم بشيء من الأمل "إليّ يا كاجا.."

لكنه لم يسمعها مع صياح الجنود الذي شتّت انتباهه، بينما وقف بها الجندي خلفهم وهو يصيح برفاقه بعصبية شديدة..

تلفتت رنيم حولها بحثاً عن وسيلة للفرار، عندما فوجئت بآرجان يهبط أرضاً خلفها ويعاجل الجندي بضربة قوية على رأسه قبل أن ينتبه له.. ثم بضربة أخرى سقط الجندي أرضاً فاقد الوعي بينما صفّر آرجان للتنين بقوة..

قالت له رنيم بانفعال "لمَ لمْ ترحل؟.."

أجابها وهو يتناول بندقية الجندي الذي سقط وينظر للجنود أمامهما "وهل ظننتِ أنني سأتخلى عنك بسهولة؟.."

غمغمت وهي تدير بصرها فيمن حولها "ظننت ذلك لوهلة.."

كان بعض الجنود قد استداروا وتقدموا رافعين بنادقهم نحو آرجان ورنيم بتهديد.. لكن كاجا استدار في الهواء بسرعة وتقدم منهما لاطماً كل من يقف في طريقه من الجنود.. وفور وقوفه قرب آرجان بحدة، فإن الأخير قفز على ظهره بسرعة رغم عدم وجود سرج وجذب رنيم في اللحظة ذاتها التي ارتفع فيها كاجا متفادياً بقية الجنود..

تشبثت رنيم بآرجان بقوة وهتفت "ما الذي سنفعله بالبقية؟.."

لم يجبها وهو يراقب تحركات الجنود، ثم مال بكاجا قائلاً "إنهم يتوقعون أن نهرب.. لذلك تركوا المدخل الذي يؤدي للسجون تحت الأرض خالياً من أي حراسة.."

على جناح تنينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن