شعاع الأمل في قلب زوجتي-7
ساد الصمت بعد أن قرر كلاهما أن يبذلا جهدهما في عدم تكرير ما حدث يوم أمس ، بينما هيناتا لازلت تتأمل المكان ، فتلك كانت المرة الأولى لها في رؤية حقيقة الطبيعة دون تدخل البشر ، فحديقة منزلها في بيت والدها كان هناك دوما من يعتني بها ، كانت تبدو جميلة ، لكن لم تكن تشعر أبدا حيالها بنفس الشعور الذي تحس به الآن ، كان ساسكي يفكر في ذهنه ، كيف سيدير محادثته معها من الآن فصاعدا ، فقد أصبح صمتهم مصدر توتر له ..
أفضل شيء قد خرج به ، هو أن يقول ما بذهنه فقط ، دون وضع أي خطة ، اي شيء كان في ذهنه فهو سيقوله دون تردد هكذا لن يخضع كلاهما لأي قوانين بعد الآن ، حين كان يفكر قبل قليل ، تذكر ساسكي ذكرى لهيناتا جالسة في الحديقة في وضعية التأمل ، ذاك لم يكن تأملا ، كان أشبه بممارسة الينغ و اليانغ ، لكنها لم تكن تعلم بالأمر .... أثار الموضوع فضوله حينها ، و السؤال الذي تسائله في ذاكرته حينها ، و لم يسأله في ذاك الوقت ، قد سقط من جديد في رأسه ... ، هو لا يعلم ، لماذا قد تأخر في طرح هاذ السؤال عليها حتى الآن ؟.
قال ساسكي " نيه هيناتا !" " لقد كنت تدرسين معنا !" لم يكن ينظر اليها ، رغبة في أن لا يضغط عليها حين تجيب أو أن تخجل من السؤال ، كان ينظر للأعشاب الطويلة سيقانها و التي تتمايل مع حركة النسيم " لماذا لم تكملي كي تصبحي كونويتشي !"إنه السؤال الذي طالما رغبت بأن لا يطرح مجددا ، لأنه يؤلم قلبها ، و تتجاهله باستمرار ، هي نفسها تتجاهله و قد نجحت في ذلك لسنوات عديدة ، لماذا ساسكي مهتم بأن يعلم ... أو ليس واضحا لماذا ؟ .
عليها أن تكون صريحة ، ليس عليها أن تكذب في ما يخص حياتها بالاخص عن زوجها ، لم تكن لتفعل هذا فهي قد نشأت على أن الكذب شيء طالح و لا يجب الا تستخدمه أيدا ، لذا حتى لو حاولت أن تصمت فهو عنيد و سيتنظرها كي تجيب " ... لقد تخرجت فحسب ، نصفه فقط ... لقد منعت من الذهاب لاختبارات التشونين ... "" ماذا كان السبب ، من الذي منعك !"
ضغت على أصابعها معا كي تتحلص من الألم الذي تشعر به " ... أ نا--"
" لماذا تحاولين الكذب ، لا تشعري بالعار من أي شيء و أنت تتحدثين إلي ، كوني صريحة لأن الكذب لا يليق بك !"
قضمت شفتيها بقوة ، لم ترغب بالكذب أبدا ، لكنها تحاول ما أمكن أن لا تخوض في هذا الحديث أكثر ، فحلمها لن يعود أبدا لن يتم جمع أجزائه المتناثرة بين السنون التي مضت ، لقد شعرت بإحساس مختلف من جديد ... حين نظرت اليه من زاوية جعلته يبدو وسيما ، هالته كانت طاغية ، لكنها في الآن ذاته كانت منبع دفء بالنسبة لها ، لقد تعمد عدم النظر اليها و قد فهمت تصرفه بكل تأكيد، ربما ان لم ينظر إليها، قد تستطيع التعبير عما بداخلها بأريحية أكثر....
حاولت ما أمكن ان تجيب بنبرتها الاعتيادية ، لكن شعورها باليأس من نفسها قد غلب في كلمات قد نطقت بها " ... لقد منعني والدي !" لقد توقع ساسكي جوابها حتى قبل أن تنطق به ، من ذا الذي قد يزرع بها عقدة النقص تلك سوى هياشي ،الذي كانت تخاف منه حتى و هي مع أقوى شخص ، و لا زالت تتبع تعليماته بالحرف رغم بعده عنها ، فهذا قد فاق البر بالوالدين ، كأنه سيطر عليها و غسل دماغها و جعلها تتبعه بالترهيب .
كما هو الحال بالنسبة إليها أيضا ، كما يتوقعها ، فهي أيضا تستطيع قرائته فهي ذكية بقدره أيضا ، و هي تعلم جيدا أنه ينتظر منها أن تحكي ما بداخلها ، و ما هو مخبأ في ثنايا قلبها منذ زمن بعيد ، فقط من طريقة جلوسه ، و يده التي كانت فوق ركبته المثنية فهي تعلم أن غضبه في مراحله الأولى و يكبح نفسه عن طريق شد قبضته و ثنيها من حين لآخر .
قررت هيناتا أن تزيل غشاء الغموض عنها ، ربما إن شاركت أحدهم حلمها المكسور ذاك فقد يخف الحمل عنها ، فهي لم تملك أي صديقة ، حتى من أختها الصغرى التي من المفترض أن تكون قريبة إليها فهي مع الأسف بعيدة عنها بعد المشرق عن المغرب ،ليس الأمر و كأن هانابي لا تحاول ، لكن هيناتا كانت تعلم فارق القوة و الشأن بينهم لذا وضعت مسافة بين الجميع داخل القصر كما طلب منها هياشي ، و هي متأكدة تماما حتى الخدم كان يحترمها فقط لأنها ابنة الرئيس ، لو كانت من عائلة عادية لرميت بالحجارة ، و لتعرضت للتنمر أكثر من ذي قبل .... لكن لحسن حظها هذا لم يقع و إلا قد فقدت حياتها منذ فترة طويلة.