Part 15

245 20 5
                                    



حين غط كلاهما في نوم عميق ، تاشبك جسدهما في عناق دافئ . إنها الساعة الخامسة فجرا، بالنسبة لخدم النزل فهذا وقتهم المعتاد في الإستيقاظ و البدء في إعداد وجبة الفطور للنزلاء كي يتم تقديمها في الوقت المناسب. أما بالنسبة لهيناتا فقد شعرت و أدركت للتو أنها داخل مساحة لا تستطيع فيها أن تتحرك حرفيا ، ما كان يدور في رأسها في اللحظات أنها نقيدة دون شك ، لكن حين مضت بضع ثواني على استيقاظها استطاعت ان تشعر بيدي ساسكي حولها ، أطلقت الصعداء ، و فتحت عيناها ..... هذا لم يكن وقت استيقاظها الاعتيادي ، و من المفترض أن تستغرق في النوم أكثر من المعتاد فليلة أمس قد كانت شاقة . لكن مهما حاولت ان تعود للنوم لا تستطيع، بالها مشغول ، مشوش، افكارها في جهة و هي بأخرى ، مضى على استيقاظها ساعة على الأقل ، كانت تسمع تغريدات الطيور التي من عاداتها المجيئ كي تحط على أغصان الساكورا و تبدأ بغنائها الطروب .
لم يكن الباب الورقي الذي يؤدي إلى الحديقة المركزية للنزل يسمح لأشعة الشمس بالمرور، لكن هيناتا مدركة أن الشروق قد حان ....
كان من المستحيل أن تعود للنوم بعد مرور وقت طويل على استيقاظها، لذا فكت يدي زوجها التي كانت تقيدها في نظرها ، أخذت بعين الاعتبار عدم ايقاظه ، لم يكن ليستيقظ فقد كان متعبا و احتاج للراحة، كانت هادئة في خطواتها ، و هادئة أكثر حتى عندما غيرت ملابسها لأخرى تستطيع ممارسة رياضتها المفضلة 'التأمل !' هذا ان كان يجب أن تندرج ضمن الرياضات أصلا ....
فتحت الباب الورقي بهدوء، قبل أن تخرج أخدت نفسها عميقا و التفتت لزوجها النائم بسلام ، كان شعره الحريري يغطي جزء من وجهه ، أغلقت عيناها و فتحت الباب، فتحتهم و إذ بها ترى منظر الشروق المذهل و الذي يبعث على الراحة، لم يكن بإمكانها رؤية منظر الشمس المشرقة، فقد حجبتها حاليا الغرف الأخرى التي تقابل خاصتها، كانت ترغب بشدة أن ترى المنظر ، لم تفكر يوما بأن تستيقظ في وقت كهذا كي ترى ذاك المنظر الطبيعي ، فقد كانت حياتها مملة قبل ان تلتقي به ، و لم يكن ليكون لهاذ المنظر أي طعم حتى لو استيقظت كي تراه ، غادرت الغرفة بعد ان أغلقت الباب ، كان نسيم الخريف شيئا نادر أن تشعر بحلاوته ، فصل الخريف يمر على أغلبية الأشخاص دون أن يشعرو به ، لكن في الحقيقة هو يعتبر من أفضل المواسم ... لأنه يكون بداية أكثر الفصول روعة ، إلهاما و نقاء ، ألا و هو فصل الشتاء....
كان الممر الخشبي على شكل مربع و يوصل بين جميع الغرف التي تطل على تلك الحديقة التي تتوسطها شجرة كبيرة من الساكورا ، و بحيرة صغيرة قد وضع على جوانبها حجارة بعضها كبيرة القد و أخرى صغيرة . شبكت أصابع يديها و قامت بحركة تمدد و هي لازالت تفكر ، هي تريد الخروج رؤية منظر الشمس ، لكن ساسكي سيغضب منها فهي لم تأخذ إذنه، خطت خطوتها الأولى و هذا دليل على أنها قد سحبت الفكرة من رأسها ' ربما لوقت آخر !' جلست كعادتها ، و بدأت بتنظيم أنفاسها خطوة خطوة ، أغلقت عيناها ... كبداية لرحلة صفاء ذهنها .....

شعاع الأمل في قلب زوجتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن