Part 19

197 16 6
                                    

 

[ .....

ما كنت أخشاه ... قد حصل ...  و بأسوء شكل.... لماذا ؟
.....]

" سا ... سكي ..." تأملت حالته الغير مفهومة من خلف زجاج النافذة الخاصة بغرفة المستشفى،  كانت زميلته ساكرا و صديقته كذلك  تعمل هناك ، لاشك أنها كانت حزينة على صديقها ، فهي لم تره هكذا طول حياتها، و لا حتى في أسوء المواقف التي قد يفقد فيها الشخص العادي الأمل .
ألقت نظرة خاطفة على وجه الفتاة النائمة على السرير ، نعم قد تكون تلك أغرب حالات الغيبوبة التي رأتها ساكرا يوما . عادت لتحدق بأسف في صديقها،  استسلمت أخيرا للوضع اليائس الذي أصبحت جزء منه دون أن ترغب ...
أدارت مقبض الباب و دخلت ، حرك بؤبؤ عينه ببطء حتى لمح ساكرا ، لكنه لم يقل شيء ، كان صامتا ، و لعلها صدمة أكثر من مجرد صمت عادي ..." صباح الخير ... " أومأ برأسه " ... أمم ..." في كل مرة كانت تواجه صعوبة في بدأ محادثة معه، أكثر من ذي قبل ، ساسكي ليس كثير الكلام و لا حتى الشكاوي ، لكنها و زوجها قلقان على صديق عمرهما ،  لعله أيضا بحاجة لعناية طبية .... تماما كزوجته المتسطحة هناك فوق السرير دون أي حركة ....

نطق أخيرا بقوله " إنه ... اليوم العشرين ... صحيح !"

نظرت له ، و لبعض الأوراق التي كانت تحملها بين يديها ، ثم أجابت بحزن " انه كذلك... "

وقف ساسكي و اقترب من السرير أكثر ، أمسك بيدها الأشبه بشخص ميت ، لكن عروقها لازالت تنبض بالحياة ... " إلى متى ؟ .... ستظل على هذه الحالة !" خاطب زوجته ، و كأنه ينتظر اجابة ... لكن لم يحصل عليها حتى هذا اليوم ... فهو كل يوم يأتي و يسأل زوجته .. و صديقته لكن لا أحد منهن استطاعت أن تجيبه ...

قضمت ساكرا شفتيها لعجزها عن حل مشكلة كهذه بالرغم من كل ما تعلمته من تسونادي و اجتهادها الشخصي في علم الطب ،  كان ذلك مجالها من مدة طويلة ، لكنها فقط لا تعلم ما الأمر معها ؟
" ... سأرى ان كان هناك تحسن اليوم .... " كانت تعلم أن لا شيء سيتغير ، و تخشى أيضا أن تفقد الأمل في قرارة نفسها ...

سحب ساسكي يده ، كانت جميلة ، كأن لعنة قد ألقيت عليها ، و أصابتها بغيبوبة.
كان كل ما ينظر لها يتذكر تلك الليلة تحت ضوء القمر ، و ابتسامتها المشرقة،  و حيويتها التي تبعث في قلبه السكينة ، لقد أحب تفاصيلها و كل شيء يتعلق بها ...

انتهت ساكرا من فحوصاتها المعتادة، تنهدت و هي لا تريد ان تبدو مثيرة للشفقة أمام صديقها ، و ان لم تكن الأمل له فمن سيكون ، قد يفقده أيضا ... هكذا هي حياة البشر ...

" تريد أن تشرب كوب قهوة ؟" ..... لم تتلقى ردا على سؤالها ، كان ذلك عاديا في الواقع لم تنزعج أبدا " ساسكي ... !"

" ... فهمت ... هي ... لن تتخلى عني صحيح ؟،  نحن قد خلقنا لنكمل بعضنا البعض .."  اتسعت عيناها الزمردية ، و قد اسقطت عيناها قطرات دموع كانت تلمع على خديها.

شهقت و هي تضع يدها على شفتيها، لقد بدا يائسا ، بائسا ، حزينا، ... هي تراه لأول مرة في هذه الحالة .... أيعقل أن أحدهم قد استطاع تحريك مشاعره المسيطر  عليها لهذه الدرجة ... ماذا تعني له ... اذا لم تكن مجرد  فتاة عادية دون أي قوة مميزة .... فهي حقا جوهرة بعيون ساسكي ... " ... سأفعل ما بوسعي ... " استدارت بخطى سريعة و غادرت الغرفة .... ربما ستبكي فهي حساسة لمواقف كهذه....
****

[.....

من المعروف جدا ... أن ما نخاف منه بشدة يقع ... ،  نتيجة ذاك الخوف نخلق فرصة كبيرة للوقوع في ما كنا نخشاه ، فالأمر حين تفكر بأنه سيحدث ... فانت تصنع دائرة طاقة سلبية تجذب الشيء نفسه نحوك ....

أتساءل هل كان من الضروري في تلك الفترة أن أفكر بأنها قد تتركني يوما ؟ على أي أساس فكرت بذلك ... إنها زوجتي أنا ، إلى أين عساه تذهب و تتركني وحيدا إلى أين ؟!  ....

لقد تعبت من شدة التفكير حينها ، تعبت حتى ظهر على ملامحي و رأته دون أن أدرك ، أنا ساسكي أوتشيها كنت قلقا من فراغ ... على شيء لم يكد يحصل ... لكنه بالنهاية قد حصل ! .... هل كنت السبب في ذلك ؟ ...

هيناتا لو تعلمين فقط أني وحيد من دونك ، أني بدون روح تسكن هذا الجسد ، ألست ترغبين بأن تكوني ذات نفع ؟إذن  استيقظي  و آنسيني في وحدتي هذه ... لماذا تصرين على النوم ... ألم تكتفي منه بعد ؟ ...

كنت أفكر بها طوال الوقت ، لم أكن أعلم ماذا حدث معها .... لا شيء كان يأتي في بالي ...
...]

****

كان فصل الخريف في أوجه ، و لياليه كذلك تصبح باردة شيئا فشيئا . وصل ساسكي لمنزله ، ربما لم يلحظ أن حديقته أصبحت في حالة سيئة جدا ، و أن أغصان أشجارها قد أصبحت عارية تماما ....

جو المنزل بحد ذاته كئيب ، نعم إنه فصل الخريف ماذا تتوقع في فصل الكآبة و الانفصال ... و سقوط اوراق الأشجار  و ذبول الزهور ...
جلس ساسكي حول مائدة الطعام ، يأكل من أكل المطاعم ، هذه هي حاله ، هو يستطيع أن يطبخ ، لكنه غير مهتم بتناول أطعمة صحية حاليا ... لا شيء سيحسن من حاله و يعيد اليها بريقها و طعمها سوى زوجته ....

****
صعد لغرفته تاركا نصف كوب الرامن  دون  اتمامه، كانت خطاه متباطئة ، و شارد الذهن و عيناه قد تعتقد أنه سيغفي في أول غمضة عين ... لكنه من الاجهاد و التفكير لا يستطيع حتى أن ينعم بنوم صحي و جيد ...

دخل غرفته ، كانت النافذة مفتوحة نصفها ، و الستائر تتمايل على ريح تلك الليلة المقمرة ، لم يكلف نفسه عناء اضاءة الغرفه ، فقد كان بامكانه رؤية سريره على الأقل من خلال شعاع القمر الذي تسلل من باب النافذة المفتوح جزئيا ...

القى بجسده فوق السرير ، و أغمض عينيه تارة ، و فتحها تارة أخرى.  ماذا سيفعل بعد هذا ... كأن حياته توقفت عند لحظة ما بشكل مفاجئ ...

خاطب نفسه قائلا " أنا محتار في أمرها ... يا ترى ما سبب حالتها " نعم كان هذا السؤال الذي دوما ما يجب أن يتسائله مع نفسه ، كل ليلة ، كل مرة لمدة ١٩ يوما و هذا هو اليوم العشرين .... و لا شيء قد اتضح من تلك الليلة و لا قد استطاع أن يجيب عن سؤاله ... ولا حتى تلميح واحد قد ظهر .
***

شعاع الأمل في قلب زوجتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن