part 22

263 17 7
                                    


قفز قلبه بين أضلعه حين سمع ذاك الصوت المألوف يتحدث ، نهض من كرسيه واقفا ، يحدق في زوجته ، و عيناها الأرجوانيتين تتلألأ مع ضوء القمر المنبعث من النافذة.

رمش عدة مرات كي يتأكد من أن المنظر أمامه حقيقي كليا. كانت هيناتا لا تزال مستلقية على حالها و لم تتحرك ، لكن بصرها ظل موجها نحو تلك النافذة ، لا بل لذاك القمر المكتمل في تلك الليلة.

حاول أن يقول الزوج أي شيء كي يكسر ذاك الصمت المزعج ،" هيناتا ... " تحرك نحوها بخطوتين ، انه الآن يقف فوق رأسها بالضبط ، و يربت عليه ، بينما يلمس خصلات شعرها " لا تقولي مجددا شيئا كهذا !" قصد بذلك أن لا تكرر جملة ، أنها ستمون بسلام الآن ..

حين أحست بيده فوق رأسها، لم يكن بوسعها سوى أن تشعر  بالدفء،  لقد اشتاقت كثير للمساته الحنونة،  التفتت له ، و معنت النظر بشكله ، و توقفت عند عينيه التي حملت شوقا و حزنا لا يمكن التعبير عنه سوى بتلك النظرات ...

تبادل كلاهما نظرات الحب إلى أن تحدثت هيناتا  " ... أعتذر منك .. ساسكي "

عدلت جلستها بحيث لم تعد مستلقية على ظهرها،" ارتاحي ، لا تجهدي جسدك ! " كانت تنظر له بصمت ، بينما هو مرتبك بالفعل ، أردف قائلا "  استلقي ، سأنادي ساكرا لا تقلقي !" لقد خطى خطوته الأولى كي ينادي على صديقته ، لكنها أمسكت ذراعه كي توقفه" ... ماذا ... هناك هيناتا ؟"

ظلت متمسكة بذراعه ، و أبت أن تفلتها ، وضع ساسكي يده فوق خاصتها ، ثم نظر لذراعها التي ارتفع عنها كم ملابسها ، التقت كلتا أعينهما في بقعة زرقاء اللون كانت على بشرة يدها البيضاء.
أحست بنظراته عليها، و فورا أزالت يدها عن ذراعه. غطت ذراعها و كأنها تحاول أن تخفي ذلك ، لم تكن تعلم أن ساسكي بالفعل قد رأى ذلك مرات عدة ، و هو ما يجعله في حيرة من أمره طوال هذه المدة .

" أنا بخير ... " قالت و هي تخفض رأسها " ...  هل اشتقت لي ؟"

أجابها و هو لا يزال غير مصدق أن زوجته قد استيقظت من غيبوبتها " كثيرا ..." ، حاوطها بذراعيه بعد ان أجابها ، أخذها في عناق مليئ بالأشواق و الحب " لقد افتقدتك ... عزيزتي !"

بينما هي جالسة فوق السرير ، و هو يعانقها بكل لطف و حنان ، لم تستطع الزوجة أن تكبح مشاعرها و مدى اشتياقها لحضن زوجها ، ثم سقطت دموعها دون إذن منها ، "  أنا أيضا .... اشتقت لك و سأشتاق لك أكثر " قالت بصوت باكي ، بينما تغمر رأسها في حضنه أكثر و أكثر .... " سأشتاق لك ... سأشتاق ..."  أخذت هيناتا تكرر تلك الكلمة ، و رغبتها بالبكاء تزداد في كل مرة.

شعور غريب قد اجتاح قلب الزوج ، كل الطمأنينة التي كانت تلفه قبل قليل قد اختفت ، صوت بكاءها لم يكن عاديا ، هناك بالتأكيد شيء خفي ، شيء لا يعرفه ، لكن ما هو ... ؟
أخذ ساسكي يحضها بقوة أكثر من ذي قبل ، لعل ما أحس به قد يكون مجرد أكذوبة ، و لا شيء منه حقيقي ، إن زوجته الآن بين أحضانه ، و هي مستيقظة تماما ، و لم تعد نائمة دون حراك ... لكن لماذا ... ذاك الاحساس الذي كان يخاف منه قبل فترة قد ازداد أكثر ، و خذر أطرافه .... ذاك الشعور بفقدانها ، شعور الإبتعاد عنها رغما عنه ... ما كان يفكر به طوال تلك الفترة ...  لماذا ... لماذا يتذكر كل ذلك الآن ... ما الغاية منه ... ".... سأشتاق لأني أحبك !"

هَوتْ ذراعيه ما أن سمعها تقول ذلك من جديد ، شعر بثقل في كتفيه ، و لم يستطيع أن يضمها بقوة أكبر .... ، ارتسمت على وجهه ابتسامة حزينة ، و لا يدري لماذا ... تحدث بنبرة تردد و عدم ثقة " ... لماذا ... ستشتاقين ؟ ... " نظر لها منتظرا أن تجيبه، أي كلمة ستكون كافية له، .... لكن لماذا الصمت قد لفها ، و حتى بكاءها قد خف " هيناتا ! " رفع صوته قليلا كي يجذب انتباهها ، لكن لا يبدو أنها تنوي أن تنظر له حتى . اضطر ساسكي لوضع كلتا يديه فوق كتفيها ، و يقول " أجيبي !  ما الذي تخفينه عني كل هذه المدة !" .

تفاجأت بكلامه ، و هنا رفعت بصرها كي ترى ملامح وجهه التي كانت توحي أنه بالفعل بدأ يغضب ، اضطرب تنفسها... و هي تحدق بعينه السوداء ، أشاحت بنظرها بعد مدة لا تتجاوز النصف دقيقة " ... ما أخفيه !؟"  حتى و هي تعلم أنه لم يعد هناك مجال كي تخفي شيئا ، إلا أنها بكل الطرق ستحاول ألا تثير الريبة ، لم تكن تعلم لماذا ،  تحاول حتى أن تخفي الأمر بعد أن تيقنت و استيقنت أن لا مهرب من قول الحقيقة " أنا لا أخفي شيئا ...!"

" اذن اشرحي قولك لكلمة أنك ستشتاقين لي ؟!" 

" متأكدة أني أخطأت في --"

قبل أن تكمل كلامها تمت مقاطعتها " هل تدركين كمية الخوف التي أشعر بها لمجرد التفكير بأنك ستبتعدين عني ؟! "

اتسعت عيناها لا إراديا ، لم تتوقع كلاما كهذا مطلقا، بالأخص في لحظة حاسمة كتلك ... الآن ... يا أن تبوح بكل شيء للشخص الذي يعاني من جهتها ... يا أن تبوح بكل شيء ... فليس هناك خيار ثاني أو أي قرار آخر ! ....

لقد بدا بريئا بقول تلك الجملة ، كانت مشاعره صادقة جدا ، و كان يبدوا يائسا و عاجزا لسبب ، فهو لحد هذه اللحظة لا يفهم من الأمر شيئا ، لكن مهما كان ما تخفيه زوجته الجالسة أمامه ، يأمل بشكل ما ألا يحتوي على أي كلمة تحت على أن يبتعدا عن بعضهم البعض !

" ...  ساسكي كن  " حرك رأسه كاستعداد على تلقي كل ما ستقوله و تقبله أيضا .... " هناك ... ما يجب أن تعرفه ... شيء ... شيء ... ما ... كان يحدث معي منذ فترة ... لكني احتفظت به لنفسي ... و لم أرغب بأن يعرفه أي أحد ... لكن ... لحد هذه اللحظة ... لن أستطيع الاحتفاظ به ... لأني مضطرة لقوله ... !"

*****

بجد بعتذر لأن البارتات قصيرين ، بس اتمنى تعذروني لأن وراي كثير شغل ، و مذاكرة برضو، بس ما بدي اسحب عن الرواية بعدين رح اقدر كملها أبدا .
لك و الله نفسي أكون مثل قبل و نزل البارتات بكل القصص دغري واحد و را التاني ، بس قبل بحسابي الأول ما كان وراي شي غير النوم و الأكل و الأنمي ، بس هلأ علي مسؤوليات كثير و الله. عم اعمل جهدي لحتى حسن مستواي بالكتابة و اقرا أعمال أخرى و كمان ما بدي اكتب روايات تكون متكررة هيك الواحد بمل لهيك عم حاول اتفرد بأفكاري قدر المستطاع.
لا تقلقوا قد ما كان الضغط علي من الشغل أو حتى المذاكرة ما رح اعتزل الكتابة نهائيا، و ان شاء الله في أعمال أخرى قادمة ، و برضو في كثير منكم بدو اكتب عن ثنائيات ، أكيد رح اكتب لأي واحد قالي تمام .
اخخ طولت عليكم أكثر من البارت نفسو 😂 ، اتمنى ما تزعلو مني و الله بحبكم و بحب تعاليقكم كلهااا ( و برضو الشغلة الي طلبتها منكم بحكلكون ياها لما اتفرغ لها أوكي حبايبي ؟) 🙇🏼‍♀️🦋

شعاع الأمل في قلب زوجتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن