10: هل تعرف كيف تبني عالمًا؟

97 13 78
                                    

« أتلك يَدٌ التي تملكها أو خُطاف؟ »

يمكنك دومًا أن تكون غريب أطوار كبير في موقف حيث يجدر بك أن تحمل سكينًا وتوجهه لرقبة شيء أو شخص ما مختبئ في الظلام، بيد ترتجف خوفًا أو هلعًا أو كلاهما معًا، وڤادال كان يتمتع بموهبة خاصة في هذا المجال كما يمكن للجميع أن يرى.

لَم يكن يستطيع أن يهلع بالصورة المطلوبة في أيٍّ كانت المواقف التي تتطلب هذا الهلع دونًا عن أيِّ شيء آخر، لَم يدرِ أكان ذلك خطب ما فيه منذ البداية، أو أنها قلة النوم وسلسلة من الأحداث غير المنطقية هي ما فعلَت به ذلك.

لكن الشخص الملتحف بالظلام، والذي ما زال لَم يرد على السؤال المطروح هائمًا بلا إجابة، والذي أيضًا انتشله بقبضة من حديد من الأسفل حيث كان جسده على وشك أن يصبح لحمًا مفرومًا، كان يعرف لِم كان بإمكان ڤادال أن يصبح غريب أطوار كبير في المواقف غير المناسبة.

عندما استمرّ الصمت طويلًا، عرف ڤادال أنه لن يحصل على إجابة، لذا بدلًا من الجلوس أرضًا على ركبتين هلاميتين والشعور بالألم يفرض نفسه على كل عظم من جسده وسط سَيل من الدُجنة التي تجعل أفكاره تتخبط في اتجاهات لا يريد لها أن تنجرف فيها، فقد قرّر أخيرًا إشعال الضوء بعدما تذكر وجود المصباح في يده.

كان اعوجاج ظهره يجعل الألم ينبض في عظامه بقوة تزعزع أطرافه، مع ذلك، كان الظلام الكثيف في موقف كهذا شيئًا لا يُحتمل، يفوق الوجع، وكان ذلك بالضبط ما جعله يضغط على رعشة جسده وآلامه ويشعل الضوء موجهًا إياه نحو الأمام.

وما رآه عندئذ، جعله يرمش ثلاث مرات قبل أن يعتاد الرؤية ويتقبل المشهد المتقوقِع أمامه، لأنه بالتأكيد لَم يكن شيئًا منتظَرًا له.

« أنتَ؟ »

أمامه، كان هناك ليفيال الذي يمكن لأي أحد رآه مرةً أن يميزه على بعد خمسين مترًا، ربما لأجل الابتسامة اللطيفة الملتصقة دومًا بشفتيه، أو ربما كانت النظرة المحايدة التي تعشِّش في ذهبيّ عينيه لوقت طويل للآن هي السبب، لَم يكن ذلك مهمًا لأحد على أي حال.

وبينما يحدق بملامحه التي ما تزال تنبض بالحياة كما رآها أول مرة، لَم يستطع ألا يكون مستغربًا جدًا، لا أحد سيكون غير ذلك بينما هناك جثة وقعَت من الطابق الواحد والعشرين من مبنى شركة ما في صباح الأمس، تجلس أمامه الآن وتنظر إليه مبتسمةً، كان ذلك بالتأكيد شيئًا لا تصادفه كل يوم.

كان ليفيال عائدًا بجسده للخلف مستندًا على يديه، يفرد قدمًا ويثني الأخرى تحته، وكان ما يزال يبتسم، عندما بدأ ڤادال بالولولة عند رأسه فجأةً « لا لا لا لا، رجاءً ليس أنتَ أيضًا! لا تبتسم هذه الابتسامة المريضة أمامي الآن! »

ڤادال كان يهلع، ولسبب ما، جعل ذلك ليفيال يضحك.

لَم يكن ڤادال أكبر معجب بالأشخاص المبتسمين، ذلك أن شخصًا معينًا يُدعى يوردان يملك ولعًا من نوع ما بالسكاكين ولا يتوقف عن الابتسام، نجح في تكوين عُقدة أبدية ناحية الابتسامات اللطيفة لدَيه في ظرف يومين فقط، وليفيال الذي تعدَّى الابتسامة لضحكة خافتة قصيرة، لَم يكن يساعد إلا على تعزيز تلك العقدة وتضخيمها.

الليل آتٍ!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن