كان ياما كان، وحش أسفل شجرة

70 13 3
                                    

يعرف الجميع كيف انتهى كل شيء، كلنا نفعل الآن، لكن لا أحد يتذكر كيف بدأ أي شيء.

كانت تلك بالتأكيد حقبة دموية في التاريخ الذي لم يملك أحد رفاهية تسجيله عدا مَن حُكي له، ولولا أني أعلم، لقلتُ أنها كانت مجزرةً فعلية، لكن حتى ذلك لَم يكن وصفًا متكاملًا.

الدماء التي أُسفكَت كانت تستطيع أن تملأ بحرًا، والجثث التي فاضَت أرواحها كانت كثيرةً لحد لَم تكف الأرض بشساعتها لتُحفر كقبور لها، كان ذلك الكثير من الظلام الذي جلَب معه بردًا لا ينتهي.

أو هكذا شعروا هم.

أنا كنتُ أعلم، كان ذلك امتياز خاص لي مع كامل أسفهم الذي لم يستطيعوا التعبير عنه، لكنهم لَم يفعلوا، وكما أمكنني أن أجزم في الوقت الذي تلَا ذلك بكثير، فإنهم يئسوا.

خطأ من كان؟ سألتُ كل واحد فيهم تحت شجرة خضراء معمرة قبل الكثير من الوقت من الآن، ولا أحد امتلك الجواب.

ربما لأنه لم يكن خطأ أحد، أو ربما لأنه كان خطأ الجميع، لَم أستطع التحديد وقتها، وليس حتى الآن.

العالم كان كبيرًا، والبشر كانوا كثرًا، وخطاياهم كانت عظيمة، وحيواتهم كانت قصيرة.

وعندما أتى يوم الحصاد، جعلهم يدفعون ثمن خطاياهم بدمهم وأرواحهم، ولم يكن ذلك شيء يستطيع أي أحد إيقافه، شلالات الدم والألم التي أغرقَت العالَم، وجبال الجثث المسجّاة بعضها يعلو بعضًا كانت أشياء مقدرة، جلبَها الدَين الذي بدأ كل شيء.

هم لَم يذكروا، لكني أفعل، بدأ كل شيء بالضبط كما انتهى.

طفل صغير، يود أن يعيش.
فتى مراهق، يبحث عن جواب.
شاب تائه، ينشد انتقامًا.
أمير يائس، يريد عائلة.

كانت أشياء بسيطة لتحقيقها كما كنتُ لأجيبك لو سألتني وقتئذ، لكن تلك لم تكن بالضرورة الحقيقة التي اكتشفها الجميع مع الوقت، رفقة سيل من الدم والدموع والعظام.

المرأة الباكية دموعها لم تجف، الرجل الآثم لا يريد مغفرة، والممالك القائمة على العظام تنتظر حاكمًا.

إنه لأمر مروع حقًا، الطريقة التي ذهب بها كل شيء.

الليل آتٍ!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن