رواية آرسِس الجزء الاول والثاني

بارت 7

يا إلهي ما هذا الشيء الغريب يا عادل؟! إنه الشيء الذي أيقظناك من فراشك لأجله.

لم تكن الصورة واضحة بشكلها النهائي

ومع هذا إلا أنها جعلت العقيد هاشم عبد العزيز يدرك أن المسألة تتجاوز صلاحيته في التعامل معها؛ لذلك فإنه قال دون أن يُزيح بصره عن الشاشة

- راما

أمرك سيدي

أيقظي الأولاد الكبار، اطلبي منهم أن يأتوا إلى الحديقة فوراً

لم يستغرق الأمر كثيرا حتى جاء المسؤول

كان - المسؤول - رجلا حكوميا رفيع المستوى يُرافقه ثلاثة من الضباط ذوي الرتب العالية، دخلوا قاعة الاجتماعات وجلسوا حول الطاولة أطفئت أنوار القاعة

والتفت الجميع نحو الحائط ... حيث شاهدوا جسما غريبا أظهره لهم ضوء البروجكتر شديد السطوع، وقد كان ذلك الجسم الغريب عبارة عن:

دائرة واسعة القطر تحيط بما هالة شديدة التوهج»

قال البروفيسور

هذا الشيء الذي تشاهدونه أمامكم الآن أيها السادة هو عبارة عن ظاهرة

كونية غريبة الشكل ... ظهرت فجأة في الفضاء الخارجي لكوكب الأرض.

رغم الظلام الجاثم على القاعة إلا أن البروفيسور عادل استطاع أن يستشعر السؤال الذي دار في الأذهان تلك اللحظة؛ فقال يؤكد لهم أنه يعرف ما يفكرون فيه

- جميعنا يعرف اتفاقية - العام ۱۹٦٧ - الشهيرة والتي تنص على أن الفضاء الخارجي ملك لجميع دول العالم .. وبناء على هذه الاتفاقية أعتقد أن الجميع يتساءل عن السبب الذي يدفعنا لأن نتحمل هذه المسألة . وحدنا.

صمت قليلاً وأخذ ينظر فيمن حوله..

كانت الوجوه - وجوه الضباط الثلاثة والرجل المسؤول - مستترة خلف الظلام ولا يظهر منها إلا العيون التي تعكس بوضوح بريق ضوء البروجكتر

تلك اللحظة اختفت الصورة من على الحائط وحلت مكانها صورة ثانية ...

.. صورة كانت بمثابة الإجابة والصدمة للجميع .

قال البروفيسور يشرح لهم الصورة

- بناء على الدراسات التي أجراها فريق الرصد والقياسات لدينا، اتضح لنا أن الظاهرة الكونية هذه تقترب من سماء المملكة العربية السعودية؛

وهذا الأمر بالذات هو ما يدفعنا لتحمل المسؤولية وحدنا

الرجل المسؤول:

وما هو حجم الخطورة المتوقعة أيها البروفيسور؟!

قال وهو يدرك أن الإجابة لن ترضيهم

- لا نعلم.

رد الرجل المسؤول بنبرة منفعلة

- من يعلم إذا؟ ... جدتي الميتة في قبرها ؟!!