جزء ثاني بارت 9

1.6K 55 8
                                    



تحرك الركب وقد ارتدى كل من هاشم وراما فوق لباسهما العسكري ملابس مقاربة لما يرتديه الضابط شريف..

واصلوا السير وسط الرياح التي أثارت معها الرمال في وجوههم متجهين فوق الجمال نحو جهة الجنوب الشرقي من الصحراء


حتى وصلوا إلى قرية صغيرة استقبلهم فيها شيخها عند مدخلها


_مرحبا.


قال الضابط شريف، يحادث الشيخ وهو يشير إلى من معه


- الضيوف الذين أرسلت لك بشأنهم يا شيخ مجيد.


أشرقت ابتسامة الشيخ وهو يتطلع إلى هاشم وراما



_ على الرحب والسعة - ثم أشار إلى القرية - تفضلوا.. لا بد أن طريقكم كانت صعبة وأنتم بحاجة إلى بعض الراحة قبل المضي إلى عملكم.


اقترب منه هاشم وصافحه في مودة


- أشكر لك دفء استقبالك، وآمل ألا نكون عبئًا عليكم.


- حاشا الله يا ولدي - قال الشيخ - فالمصريون يفرحون بالضيوف.


لم يقضيا هناك وقتا طويلاً، فما إن دخلا القرية حتى كانا بعد نصف ساعة يجلسان داخل سيارة دفع رباعي مجهزة لعبور الصحراء ويستعدان للانطلاق نحو الهدف.


قال الضابط شريف الذي كان يقف إلى جوار قائد المركبة


- يجب ألا تحيد عن المسار الذي أعطيته لك؛ فهذا المسار قمنا بتأمينه لكما لتفادي العصابات على الطريق والوصول إلى سوق منطقة بئر طويل بأمان.


- شكرا لك يا شريف.


_ ليس بيننا شكر يا هاشم - وأضاف بلهجة صادقة في الحقيقة لا أعلم ما هو الأمر الذي يدفعكما للذهاب إلى هذه المنطقة الخطيرة، ولكنني كنتُ أتمنى لو أنني آتي معكما لأقدم خدمة أكبر.



يبتسم هاشم في وجهه


- لقد قدمت بالفعل خدمة كبيرة لنا.


تلتفت راما إلى الضابط شريف وهي تجلس داخل السيارة فوق مقعد الراكب


وتقول بلهجة عفوية دون أن تنتبه إلى اندفاعها:


- بعد انقضاء هذه المهمة سوف نأتي لزيارة مصر ونلتقي بك.


- سأنتظركما بشغف - وأضاف يودعهما - في حفظ الله.


اندفعت السيارة في الطريق الوعرة مثيرة موجة من الغبار الكثيف وراءها وعندما طالت المدة بهما وكان الطريق ممتلئا بالمطبات والحفر الرملية قالت راما ساخطة


- ألن ينتهي هذا الطريق ؟


- لو كنا نعلم أن الطريق سوف يتعبك إلى هذا الحد لكنا حجزنا لك مقعدًا على درجة سيدات الأعمال.


رواية آرسِس الجزء الاول والثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن