رواية آرسِس الجزء الاول والثاني

بارت 11

بعد زهاء ساعتين ونصف من التحليق المتواصل، وفي منطقة محددة من الصحراء - صحراء الربع الخالي -

هبطت أخيراً طائرة الهليكوبتر وأطفئت محركاتها.

التفت الرجل الجالس بجوار كابتن الطائرة وهو

- الرجل المسؤول الرفيع المستوى .

- التفت إلى الخلف حيث يجلس كل من البروفيسور والعقيد الذي بدأ يستعيد وعيه.

هل نمت جيداً یا هاشم؟

فتح هاشم عينيه فباغته ضوء الشمس المنعكس من رمال الصحراء قال وهو ينظر إلى الجبل هائل الضخامة والذي توقفت بجواره طائرة

الهليكوبتر:

- لماذا توقفنا هنا؟

- لأننا وصلنا إلى المكان المنشود

نظر هاشم فيما حوله مفتشاً عن - ذلك المكان المنشود - ولكنه لم يجد حوله غير الصحراء تطالعه فقال يُبدي تعجبه

- إنني لا أرى شيئًا.

الرجل المسؤول وهو يحرر نفسه من حزام أمان المقعد

- سوف ترى كل شيء يا سعادة العقيد ولكن بعد أن توقظ الدب من

سباته.

التفت هاشم نحو البروفيسور وهزّه من كتفه

- استيقظ یا عادل، لقد وصلنا...

لم يستيقظ البروفيسور، بينما علّق المسؤول لهاشم قائلاً:

- أعتقد أن بوسعك أخذه للفضاء والعودة به للأرض وهو لا يزال نائماً.

هزه هاشم بقوة أكبر وصفعه على وجهه عدة مرات حتى فتح عينيه، أخيراً وأخذ يتأمل المكان حوله باهتمام متزايد كمن يحاول معرفة المنطقة التي وجد نفسه فيها.

قطع هاشم تأملاته:

- أقترح عليك يا عادل أن تجعل فريق البحث والتطوير يفحصون صوت شخيرك، أعتقد أنه ظاهرة كونية تستحق الدراسة.

قال ينفي عن نفسه تهمة النوم

- لم تغف عيني أبداً، رأسي ثقيل كرأس البغل لا يؤثر فيه شيء.

قال الرجل المسؤول ساخرًا وهو يقفز إلى خارج الكابينة

- نعم صادق .. لم تغفُ عينك أبداً .. لقد كانت قبيلة الجن هي تشخر طوال الرحلة، وكان صوت شخيرها ذاك هو ما غطى على صوت محركات الطائرة وليس أنت.

همس هاشم للبروفيسور قائلاً:

- لا تكترث لكلامه أنا أصدقك يا عادل

_ بشأن أنني لم أنم أثناء الرحلة ؟!

_لا، بل فيما يخص مسألة تشابهك مع البغال

كانت الصحراء تخلو تماماً من أي أثر للعمران البشري، ومع ذلك قفز الاثنان إلى خارج الكابينة وجعلا يتبعان الرجل المسؤول المتجه نحو الجبل الضخم دون سؤال أو تعليق.. بينما عادت من خلفهم محركات الطائرة للعمل، وحلّق بها الكابتن مبتعداً