جزء ثاني بارت 3

1.7K 66 4
                                    


ما أن صعد وسيم على منصة الدفاع حتى قال يستأذن القاضي:


ــ لدى موكلي بعض التفاصيل التي يرغب في اطلاعكم عليها بنفسه.

سمح القاضي لهاشم بالحديث، فنهض هاشم من مكانه بينما الناس وكاميرات البث تترقب حديثه


- لقد قبضت على ذلك الرجل قال معترفا - ولكنني لم أقتله.


هنا رفعت المحامية (كارمن يدها وهي تقول:


- اعترض !!


كان القاضي يُدرك جيدًا سبب اعتراضها فطلب منها أن تخفض يدها ثم قال يُوجه هذه الملاحظة إلى هاشم:

ـ إن كلمة (القبض) كما تعلم تستخدم في المهمات الرسمية فقط ؛ فهل تلقيت أمرًا رسميًا بالقبض على ذلك الرجل ؟


ـ لا؛ لم أتلق أمرًا من أحد.


- إذا ما قمت به يُسمى اختطاف، وليس إلقاء قبض.


حرك هاشم رأسه موافقًا؛ فطالما أنه لم يتلق أمرًا رسميا، فإن القانون سوف يعتبر ذلك اختطافا.



- ما هو الدافع الذي جعلك تقدم على عملية الخطف ؟


ـ كي أمنعه من أذية شخص آخر؛ فذلك الرجل كان يُخطط لاغتيال زوجتي.


دبت الضجة في المحكمة بعد ذلك التصريح؛ مما اضطر القاضي لأن يستخدم صوت المطرقة عِدَّة مرات ليعيد إلى القاعة هدوءها ثم يوجه إليه سؤاله:


- وكيف عرفت أن ذلك الرجل كان ينوي اغتيال زوجتك ؟


لن يفصح عن الأرسس وقصة عودته بالزمن؛ ولكن هذه المرة ليس فقط لأجل المحافظة على سرية المهمة؛ بل لأنهم لن يصدقوا قصته تلك وسوف يعتبرونها كذبة سخيفة



- لا أستطيع التصريح في الوقت الراهن.


- هل لديك طلبات أو معلومات أخرى تود الإفصاح عنها ؟


- نعم.. إنني أطلب من عدالتكم السماح للضابطة راما وليد الناسي بالدخول إلى القاعة والاستماع لشهادتها في براءتي من جريمة القتل المنسوبة ضدي.


حالة من التوتر الشديد والقلق بانت على وجوه المحامين ذوي المعاطف السوداء وهم ينظرون إلى الشاهدة وهي تدخل من باب القاعة وتتجه نحو منصة الشهادة



فمهما كانت أدلتهم قوية إلا أن هنالك قاعدة أساسية في القضاء تقول: "الحدود تدرا بالشبهات"



وهذا يعني أن تلك الشاهدة (راما) تستطيع أن تثير بكلامها شبهة تجعل القاضي يعدل عن حكم القصاص بحق هاشم.



رفع المحامي وسيم صوته مجلجلا وهو يقول في قاعة المحكمة:


- قال أحد الحكماء ذات مرة: قُل الحق ولو على قطع عُنقك؛ فعندما تضع لجاما في فمك وتصمت.. سيضع الناس سرجًا على ظهرك ويمتطونك كما يمتطون دوابهم.



رواية آرسِس الجزء الاول والثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن