جزء ثاني بارت الاخير

2.3K 102 23
                                    

بعد وقت قصير من ذلك استعادت راما وعيها لتتفاجأ بأنها تتمدد فوق فراش ممزق داخل جوف كهف مهجور.

وثمة عمود إنارة يعمل بالبطاريات يهاجمها بضوء شديد السطوع..

أغمضت عينيها عدة مرات حتى فتحتهما بعد أن اعتادت الضوء، وتمتمت كأنها تهذي

- أين أنا؟

رد عليها الصوت قائلا:

_ في الجنة.

ابتسمت راما وهي تنظر إلى صاحب الصوت الذي كان يبتسم لها كاشفًا عن أسنان بيضاء بينها سنة مميزة،

قالت وقد أحست بالارتياح لرؤيته

- لا أظن أن الشياطين تعيش في الجنة.

التفت ملك يُحادث شخصًا آخر كان يتمدد على فراش مجاور ويتساءل في سخرية

- من يصدق أن خفة الدم هذه تخرج من فم شخص انتشلناه في اللحظة الأخيرة من بين أنياب الموت؟

اتسعت عينا راما في دهشة ممزوجة بالسعادة وهي تلتفت إلى الفراش المجاور لها وترى الشخص الممدد.. كانت الفرحة أكبر من أن تستطيع احتمالها فدمعت عيناها.

نهض هاشم مقتربا منها وهو يقول:

- يجب أن أعترف لك بأن نظريتك كانت صحيحة يا راما، وأنه يجب عليهم أن يعلموها في المدارس والجامعات أيضًا.

من بين دموعها قالت وقد نسيت

- لا أفهم عن ماذا تتحدث.

- النظرية السابقة للحياة لا ينجح الرجل في شيء، دون وجود امرأة تسانده.

ابتسمت راما، بينما واصل هاشم معترفًا:

_ ما كنت لأنجح في هذه المهمة، لو لم تكوني معي.

ثم وهي في غمرة فرحتها كانت تريد أن تفهم كيف انتهى كل شيء، فقالت:

_كيف استطعت أن تنقذنا يا ملك في اللحظة الأخيرة ؟

ناولها ملك منديلا لتمسح به دموعها ثم قال يشرح كيف استطاع تحديد مكان قبريهما بدقة وإنقاذهما في اللحظة الحاسمة

- لقد كان هذا بفضل احتفاظك بمسدسي.

قالت وكأنها فهمت الحيلة

- هل تعني....

- نعم أيتها الذكية؛ فمسدسي مزود بجهاز للتتبع وإلا فلماذا كنت سأهديك إياه في تلك اللحظة ؟

- لقد أثبت لي أنك تملك عقلا.

_ بالطبع، وإلا لما تخرجت من الثانوية العامة بنسبة ستين بالمئة.

قالها بطريقة جادة وكأنه قد حاز بذلك شيئًا غير مسبوق،

كادت راما أن تلقي المنديل من يدها بعد أن انتهت من مسح دموعها به، ولكن ملك أخذه منها ووضعه بجيبه.

رواية آرسِس الجزء الاول والثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن