جزء ثاني بارت 2

1.9K 70 3
                                    


لقد هرب بعد أن ترك له رسالة ساخرة كتبها على لحاف السرير الأبيض بواسطة القلم الذي سرقه منه قبل قليل



" لا أحب لحظات الوداع؛ لذلك غادرت دون أن أودعك.

بالمناسبة.. هل تريد أن ترى شيئا مضحِكًا ؟! ارفع رأسك، وانظر إلى منتصف حائط الغرفة الأيسر "



رفع الضابط نايف رأسه ونظر إلى هناك فشاهد انعكاس صورة وجهه على مرآة الغرفة..



أحس بالإهانة والغضب الشديدين؛ فغادر الغرفة.. مثل إعصار هائج...


وراح يركض كالمجنون في أروقة المشفى وهو يُخرج جهاز الإرسال الخاص به ويُعطي الأمر لوحدات الشرطة التي تحيط بالمشفى



- لقد هرب المتهم، فتشوا عنه حالا !!!




وأضاف الضابط وهو يصرخ عبر جهاز الإرسال قائلا:



- حالته الصحية غير جيدة؛ لذلك أستبعد أن تكون قدماه قادرتين على حمله المسافة طويلة، فتشوا عنه حول نطاق المشفى !!



لم يمضي كثير من الوقت بعد ذلك حتى تلقى الضابط نايف إشعارًا عبر جهاز الإرسال يقول:



- ما نوع وقود سيارتك يا حظرة الضابط ؟!


وما إن سمع الضابط ذلك الصوت حتى صعق !!


لقد كان المتحدث هاشم.


**


راح الضابط نايف بطريقة لا شعورية يفتش في جيوب ملابسه عن مفاتيح سيارته ليكتشف أن هاشم قد سرقها منه مثلما كان قد سرق منه قلمه.


قال هاشم بنبرة صوت غير مبالية


_ هل تريد أن تستمع إلى نكتة يا حضرة الضابط ؟


- لست في مزاج مناسب.


- حسنا سأقولها طالما أنك تصر، اسمع


قرر أحدهم أن يفتتح مركزا للمجانين.. وفكر أن يضع كل الذين يقولون (نعم) في الطابق الأول..



أما الطابق الثاني فقد خصصه لكل المجانين الذين يقولون (لا)...

هل سبق لك وأن سمعت هذه النكتة من قبل ؟!


الضابط: (لا)


ابتسم هاشم من خلف جهاز الإرسال ساخرًا وقال:


- مبروك، سيتم وضعك في الطابق الثاني من المركز.


كان هنالك شيء مُحيّر بالنسبة إلى الضابط ؛ فهو لم يبتعد كثيرا عن غرفة المشفى عندما ذهب ليستدعي الممرضة فكيف له ألا ينتبه لهاشم عندما هرب



_ كيف هربت؟


- لو أنك نظرت تحت السرير حينها لكنت وجدتني.


رواية آرسِس الجزء الاول والثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن