05 «مُوسِيقَى عَالِيَةُ»

146 39 36
                                    

<ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 5>

بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم

.
.
.

<الأثـنـيـن 1 يـنـايـر 00:00 AM>

صوتْ متكرّر أصْبح يُنادي علي فَجأة، فَفتحتُ جفناي لِأنظر، كنتُ نائِمًا على الأرضِ أمام قبْر زوْجَتي والدّموع جفّتْ على وجْهي، لقد غلَبَني النّوم ولمْ أشعُر بشيء في هذا البرْدُ القارِسُ وكَأني جسَدًا مَيتًا أراد مُفارقة الحياة.

كان أخي الذي أنهضني بهدوء قائلًا: نحن في منتصف الليل ويجب أن نعود...أخي!

نهضتُ، لقد أشتدّ الظّلامُ، فاتّجهتُ لِلمنزِلِ بِخُطواتٍ بطيئةٍ بيْنما يَسير أخي أمامي بِقَليل، لا اسْتَطيع اسْتِيْعاب أمر أن طفْلي أدوارد قد تَركني...

عِندما اقتربنا مِن المنزِلِ سمِعت تِلك الأصوات الصّاخِبة والموسيقى العاليَة وَكأنّ المكان سيَنفجرُ، كُنّت أنا بِعالمٍ ثانٍ وَلم أهتم لِلموْضوعِ كثيرًا، كُنت في حالةِ ضياعِ، لكِن عِندما مررتُ مِن ذلِك الطّريقِ توَقّفتُ الموسيقِى بعد دقائِق مِن وُجودي. وأصْبَحتْ أصواتَهُم المُتَهامِشة تَخْترق أذناي وكأنّها تُريدُ تَدْمير عقْلي: أجل أنّهُ هوَ ويليام.

:أغلقوا الموسيقِى جميعها!

كُنتُ سأنفجِرُّ مِن البُكاءِ، لِمَ يُشفِقون علِي؟
لِهذِهِ الدّرجةِ أصبحتُ هكذا بِنظرِهِمّ!

لقد كرِهتُ هذا التّعامُل!

استنشقتُ الهواء ثُمّ مسحتُ دُموعي وَبدأتُ أتّجِه لِلمنزِلِ خلْفَ أخي، دخلتُ المنزِل واتّجهتُ لِغُرفتي فلحِق بي والدي؛ ليوْقفَني، نبس بِهُدوءٍ: ويليام...فِكر مُجدّدًا عُدّ معنًا.

ثوانٍ قليلة وألقي كلماتي: لن أذهب لِمكانِ!...أُريدُ البقاءَ هُنا، لا أُريدُ أُحدًا...سأهتَم بِنفسي يُمكِنُكُم المُغادِرة في الصّباحِ أنا لستُ صغيرًا.

اتجهتُ لِلغُرفةِ أُحاوِلُ مواجهة ضِعفي حتّى أغلقتُ الباب وَسِرعان ما افجرت في البُكاءِ، خلعتُ صورتها مِن الحائِطِ ثُمّ اتجهتُ لأمدِّد جسدي على السّريرِ وَإذا بِذكرياتِها تُسيْطِرُ على عقلي لِتجعل عيْنايَ تبكي بهستيرية...

: ويليام ضع يَدك أنّهُ يَتحرّك!

وضع يده بفرحةٍ غامرة قائلًا بابتسامةٍ مشرقة: حقًّا!...
أه! أجل...حبيبي أدوارد، روح بابا...عِندما تُولَد سأعتني بِك جيّدًا وَلن أدع أيْ مكروهٌ يُصيبُك.

.
.
.

﴿تخطُّ بِبطْء على شفَتيْها الرَقيقَةِ بِأحْمرِ الشفاهِ... تارِكةً خلفَها أثرًا ساحرًا على وجْهَها الفتّانِ

-مقتطف من الفصل القادم-

___________________

رأيـك فـي الـفـصـل الـخـامـس؟

ه‍ـل أعـجـبـك أم لا وكـمْ تـقـيـمـه؟

هـل يـوجـد سـؤال تـريـده؟

.
.
.

فـِي أَمـَانِ الـلـَّهِ وَحـِفـْظـِهِ

 عندما تنطفئ الشمعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن