<ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 9>
بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم
.
.
.<الأحـد 1 يـنـايـر 2006 م>
في بدايَةِ أوّلِ يوْمٍ من السّنةِ الجديدةِ يَحتفِل الجميعُ بذلك اليوْمِ بالأخصِّ أنا الّذي أوزع الكثير من الحلوَى لِلأطفالِ، بِوَجهٍ مُبتسمٍ جميلٍ.
وَقعت مُقلتايَ على ذلك الملاكِ الصّغيرِ، لا أعلمُ لِماذا أشعُر بشعورٍ غريبٍ داخِلٍ قلبي، هذا الطِّفلُ يُشبهُني كثيرًا، أظنُّ أن يوجد شيْءٌ مُشتركٌ بيْننا، لقد أحببتُهُ لِدرجة أنّني تمنّيْتُ لوْ أُراهُ كُلّ يَوْمٍ ليُخفّف كآبتي، هذا الطِّفلُ غيْر البقيّةِ بِالنِّسبةِ لي.
لقد أخرج شُرودي الملاكُ الصّغيرُ الذي ضمّني بِقوّةٍ دون سابِقِ أنزار، هل ضمّني لِلتّوِ!!، تمنّيْتُ لوْ يَشعُرُ وَكأنّي والِدُهُ مِثلُ شُعوري الّذي يَقولُ لي إنّهُ طِفلي وَحياتي الّذي سيُعوِّضُني عنِ الّذي ذهب مِنّي.
أغمضتُ عيْني وابتسمتُ بخفّةٍ ثمّ فصّلتُ العناقَ واضِعًا كلا يَداي على كتفِيه: يا لك مِن لطيفٍ.
ظل يَلعبُ حتّى جاء المساءُ بيْنما أنا أترقّبهُ بتعجُّبٍ: كيْف والده يتركه كُلّ هذا الوَقتِ؟!
قُلتُها بِداخِلي بِدهشةٍ ثمّ وَقفتُ لأتجِه لهُ وَإذا بِالسّماءِ تمطِرٌ بِغزارةٍ، لقد تبلّلنا كلانا فابتسمتُ وَأنا أنظُرُ لهُ فبادلني الابتِسامةَ نفسَها، وَقفتُ أمامه ثمّ انحنيْتُ لمُستواه، نبستُ قائِلًا: أدوين بني! يجبُ العودة للمنزلِ، الوقتُ تأخّر والسّماءُ تُمطِرُ بشدة وَستمرض هكذا.
نفى بِرأسِه فحاوَلتُ إقناعهُ مِرارًا وَلكِنّهُ عُنيْدٌ جِدًا، يبدو أنه كره البقاء هناك، فاقترحتُ عليه بصوتٍ حماسي: ما رأيك في المجيء لِمنزِلي؟
ابتسم ابتِسامةً واسِعةً على ثغرِهِ ثُمّ أوْمأ مِرارًا بِحِماسٍ فأخذتُهُ لِلمنزلِ وكأي طفل بريء في عمر الخمسة أعوام سيوافق بسهولة، فتحتُ البابَ ثمّ اتّجهتُ لِغرفتي، وبدلتُ قميصه المبتل بآخر خاص بي، أعترِف أنّهُ كان كبيرًا وبشدة لكِن كان لطيفًا عليْهِ.
ألبستهُ غطاء الرأس الملحق بقميصه ليَبدو أكثرُ جِمالا، حمّلتهُ وأجلسته على السّريرِ ثُمّ ذهبتُ لِأحضُر الفُشّار ثُمّ عُدتُ لِأفتح التِّلفاز لِنُشاهِد فيلمًا، كان صغيرًا على هذِهِ الأموْر، لن يَفهم شيْئًا مِن الفيلُمِ لكِن أحببتُ أن أُشارِك كُلّ شيْءٍ معهُ.
خفضتُ صوْت التِّلفازِ فور سماعي صوْتِ دقِّ الجُرسُ، نهضتُ مِن السّريرِ لأفتح لكِن أدوين كان أسرع مِنّي بِكثيرٍ، ذهب ليَفتح لكِنّهُ كان قُصيرًا، فظلّ يَقفِزُ وَأنا أنظُرُ لِلطافتِهِ وَإذا بغطاء رأسه يسقتُ، وَقفتُ مكاني مُحاوِلًا استيعاب شيْءٍ ما، كان هذا قبل خمسِ سنواتٍ: انظُر ويليام...يَمتلِكُ شامةً صغيرةً هُنا.
إنّها نفسُها خلف رقبتِهِ، حاوَلت استيعاب ما يُحدِثُ أمام عيْنيّ وَعقلي، حتّى أصبحتُ مُشوِّشًا تمامًا، أقِفُ هائِمًا وَسط أفْكاري التي جَعلتْني أُجنُّ غيْر مُصدِّقٍ ما أمامي، هل أنا في حِلمٍ!
وَقعت دمعةٌ لِتشُقّ مجراها نحوَ وِجنّتي بيْنما أقولُ بِداخِلي: أدوارد! أنت معي كل هذا الوَقتِ وَأنا لا أعلمُ!! طِفلي لا زال على قيْدِ الحياةِ وَلم يَترُكني وَحُدّي.
نظرتُ أمامي وَلكِن وَجدتُ السيد ألفريد مونرو واقِفًا أمام البابِ الذي تحدث قبل أن يُغادِر: شُكرًا لك سيِّد سميث.
غادِرٍ مُصطحِبًا ابني معهُ أمّا أنا فسقطتُ على الأرضِ بركبتاي أبكي بِشِدّةِ: كيْف كُلُّ تِلك المُدّةِ لم أعرِفُهُ؟!
وَقِفتُ بِسُرعةٍ والابتِسامةُ ملِئت وَجهي ثُمّ ركضتُ خلفهُما بِسُرعةٍ بيْنما أصرُخ بِصوْتٍ مُرتفِعٍ والدُّموعِ لم تتوَقّف: أدوارد...أدوارد!!...أدوارد انتظِر!
كان يَسير أمام الّذي يُدعى ألفريد بِخُطواتٍ شقية أمّا أنا فهرولتُ بِسُرعةٍ لهُ بعدما توَقّف بِسبب صوْتي، كان يَقِفُ وَسط الطّريقِ وَيَبتسِمُ لكن أنّا تلاشت ابتِسامتي شيْئًا فشيْئًا...
.
.
.﴿أخرجت صرخةً مُفاجئةً على مشهدِ دِمائي
...الّذي لم يَتوَقّف حينها﴾-مقتطف من الفصل القادم-
___________________
رأيـك فـي الـفـصـل الـتـاسـع؟
هـل أعـجـبـك أم لا وكـمْ تـقـيـمـه؟
هـل يـوجـد سـؤال تـريـده؟
.
.
.فـِي أَمـَانِ الـلـَّهِ وَحـِفـْظـِهِ
أنت تقرأ
عندما تنطفئ الشمعة
Romanceوقعتُ بِجَسدي لِيُلامِسَ التُّرابَ رُكْبَتايَ بعْدَما سَيطرَ البُكاءُ على مُقلتايَ، استبدَّ بي اليَأسَ والحُزنَ بعدما هَيمن على طاقَتي لِأصبِح هَزِيلًا أَمامَ قَبْركِ. أخَذْتُ أَبْكِي وَسْطَ شَهَقَاتِي وَأَنِينِي دُونَ أَنْ تُخَفِّفِي أَلُمِي كَسَاب...