<ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 8>
بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم
.
.
.<الـسّـبـتِ 31 ديـسـمـبـر 2005 م>
صدحتْ الموسيقَى مُنذُ بِدايَةِ النّهارِ كمثلِ أيِّ سنةٍ مُنذُ وَفاةِ طِفلي، إنها عادة سنوية لا تتغير، لكِنّ هذا احتِفال ذِكرى موَلّد طِفل أثرى امرأة بِالمنطقة 'إدوين' ذو الخمسة أعوام، نفس العمر الّذي كان عليه ابني لولا رحيله.
وكأن الموسيقَى تُحاول أنْ تُغطي على الصمتِ الذي تركه غيابُه، لكِنْ أنا حَياتي كَالجَحيمِ وكأَنّهمْ يحْتفلُونَ بموتِ طِفلي، لا يمُرُّ هذَا اليوْمَ إلّا ودُمُوع عيْني تنْفدُ منْ كثْرةِ الانْهيارِ الذي مَرّ بِي.
هل سأكْمِلُ بقيّة حَياتي هكَذا؟!
دُونَ أحَدٍ يُخففُ ألمّ قَلْبي!كنْتُ أشتَري الحلْوى وأُعْطِي الأطْفالَ الذِينَ يلْعبونَ لعلّ هَؤلاءِ يَجْعلونَني أشْعر بالدفئِ والحنانِ بدلًا من أترابي الذين تركوني.
لكن عنْدما حلّ المساءُ، سمِعتُ صوْت بُكاءِ طِفلٍ وصُراخِ رجلٍ، ماذا يحدث؟! طرحتُ في عقْلي هَذَا السّؤالُ ثم اتّجهتُ نحوَ الصّوْتِ بِبطءٍ وَإذا بِرِجلِ المتجرِ يصرخُ على طِفلٍ صغيرٍ، هرْولتُ لأهدِئهُ فقال بغضبٍ شديدٍ: هذا الفتى سرق تفّاحةً، ولا يُريدُ أعادتها لي...إنّهُ لِصٌّ!
سمعتُ كلماته بهدوءٍ ثمّ انحنيْتُ لأصبحُ بِمُستوى الطّفلِ، فرقتُ شفتاي لأقول: بُنيّ أين التفّاحةُ؟
: لنْ يُعْطيها لكْ! إنّه يُخْفيها...ولدٌ شقيّ!
قال الرجل معاتبًا فنظرتُ له نظرة صامتة، لمَ يقول هذا؟ أيدري أن التفاحة ليست معه! قلب الآخر عينيه بضيقٍ فنظرتُ للطفلِ، كانتْ الدموعُ تتساقت مع كل حركةٍ من حركاتِ رأسهِ نافيًا فمسحتُ دموعَهُ وعلمتُ إنه فاقدٌ للكلامِ...
ضمّتُ الطّفلَ بِقوّةٍ حتّى راقتْ رائِحتهُ لي، لقدْ أحببتُه، هُناك شُعورٌ جميلٌ وأنا معه، لا أريد الِابتِعادَ عنهُ إطلاقًا. فصلتُ العناقَ لأتحدثُ معه: إدوا...ين...
إدوين؟كنتُ لِلتوّ سأنطِقُ اسم طِفلي لتشابه الاسْميْن، اتمَنى ولوْ يَكون ابْني مَعي، لقدْ تَخيْلته في ذلك الطّفلُ ذو الخمْسَة أعْوام.
أنت تقرأ
عندما تنطفئ الشمعة
عاطفيةوقعتُ بِجَسدي لِيُلامِسَ التُّرابَ رُكْبَتايَ بعْدَما سَيطرَ البُكاءُ على مُقلتايَ، استبدَّ بي اليَأسَ والحُزنَ بعدما هَيمن على طاقَتي لِأصبِح هَزِيلًا أَمامَ قَبْركِ. أخَذْتُ أَبْكِي وَسْطَ شَهَقَاتِي وَأَنِينِي دُونَ أَنْ تُخَفِّفِي أَلُمِي كَسَاب...