06 «الحَبِيب الوَلْهَان»

137 39 40
                                    

<ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 6>

بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم

.
.
.

<الـثـلـثـاء 2 يـنـايـر 23:00 PM>

جلستُ على الكرسي أمام المرآة بشرودٍ تام، فوقعت عيناي تتأمَّلان أحمر الشفاهَ، ذلك اللونُ القاني الزّاهي الذي لطالما عشقتْه زوجتي، ذلك اللونُ الذي كان يضفي على وجهها نضارةً وشبابًا. ارْتَسمتْ على شفتيّ ابتسامةٌ باهتةٌ، ثم تحوَّلت إلى شهقةٍ مكتومةٍ، متذكرًا يوم عيد ميلادها...

.
.
.

[الـرجـوع إلـى الـمـاضـي عـنـد...]

تخطُّ بِبطْء على شفَتيْها الرَقيقَةِ بِأحْمرِ الشفاهِ، تارِكةً خلفَها أثرًا ساحرًا على وجْهَها الفتّانِ، ذو العِيُون الرّماديَة كخاصَتِهِ ووجْنَتانِ حمْراوانِ مع بشرةٍ ناصِعةٍ في البَياضِ كلونِ الثّلوجِ البيْضاءِ، مع خصلاتِ شعرِها البنّيةِ المبعْثرةِ بحرّيةٍ على كتِفَيْها.

بخطواتٍ هادِئةٍ خفيفةٍ خطى على الأرضِ طابعًا صوتًا متكررًا بحذائِهِ الذي كان مُلائِمًا مع بدْلتِهِ السّوداءِ الفاخِرةِ، وشعرِه البني القاتمِ وذقنِهِ الخفيفِ بوجهِهِ الوَسيمِ.

ابتسمتْ بخجلٍ بعْدما وقعتْ مقلتيها على انعكاسِ وجهِهِ في المرآةِ، ثم أغلقتْ أحمرَ الشفاهَ والتفتتْ خلفها بهدوءِ وإذا به خلفها مباشَرة، رفعَ يديْهِ واضِعًا على رقبتْها عِقدًا ألماسًا مُرصْعًا بالجَواهرِ الخضراءِ الداكنةِ كلونِ فسْتانِها الحَريري الطّويلِ حتى تَلامُسْ الأرْض.

وضعتْ أناملها برفقٍ على العقدِ، وابتسامةٌ هادئةٌ بدأتْ تَتشكّل على شفَتيْها حتى ظَهر صفّ أسْنانها البيْضاء، طبعتْ قبلةً سريعةً على خدهِ قائلةً بصوتِها الخجولِ بينما تتأمل العقدَ في المرآةِ: حبيبي شكرًا لكَ...أحبّكَ.

حاوط خصرَها بيديه من الخلفِ، ثم أسند ذقنَهُ على كتفِها -بعْد أبْعاده لِشعْرها- وقال بصوتِهِ الرّجولي بعدْ أخذه نفسًا عميقًا: وأنا أعْشقكِ بجنونٍ...عيد ميلاد سَعيد روحي.

ظلّ يتأمل وجهها الساحر لثوانٍ ثم نظر للمرآة وأردف مجددًا: هل تريدين شيئًا آخر؟

سألها منتظرًا إجابتها بينما كانتْ تخلع إسوار يدها الذهبي، فتغيرتْ ملامحه لأخرى مُنْدهِشة ثم مسك معصمها قائلًا: لمَ؟ كان جميلًا!

 عندما تنطفئ الشمعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن