01 «المَوْلُود الأوَّلْ»

333 52 48
                                    

<ℭ𝔥𝔞𝔭𝔱𝔢𝔯 1>

بِــسْــــــمِ الــلَّــهِ الــرحــمٰــن الـرَّحِــيــم

.
.
.

<الـخـمـيـس 28 ديـسـمـبـر 2000 م, 00:00 AM>

<مونـتـريـال, كـنـدا>

تقاربتْ عقاربُ السّاعة ليدق جرس السّاعة الثانية عشرة في منتصفِ الليلِ، جوُّ عاصفٍ يملؤهُ الثُّلوج البيضاءُ التي تسير مع اتجاهِ الهواءِ، أصبحتِ السّماءُ السّدفاءُ بيْضاء أثر بِلّوراتِ الثّلجِ الّتي اجتاحتِ المكان.

أقِفُ أمام باب غرفةِ العملياتِ هائمًا خائفًا في الوقتِ ذاته، أقفُ مكاني دون حراكٍ وأنظرُ للضّوءِ فوق البابِ وإذا به يُعطي إشارةً بِانتهاء الجراحة، أغمضت عيني واستنشقتُ الهواء مستعدًا بما سيُلقى عليّ مِن كلام.

أخذتُ أنظرُ للأمامِ بِمُقلتي حتى فُتح البابُ، أنّها تحمل طِفلي بين يديها، اتجهت له وَقد رُسِمت ابتِسامةً فاتِنةً على وجهي، شرعتُ بالنّظرِ لهُ طويلًا فهذا يَكفيني ليُريح قلبي، نبستُ بصوتٍ هادئٍ بعدما حملتُ الطِّفل: كيْف حالُها؟

قُصت بهذا زوجتي فأجابتني: بِخيْرِ سيِّدِ سميث سننقُلُها للغُرفةِ الأُخرى بعد قليلٍ.

قالتها قبل مُغادرتِها المكان لِتترُكني أنظُرُ لِلطِّفلِ دون مُقاطعةٍ مِن أحد، لطالما أحببتُ الأطفال وَتمنّيْتُ امتلاك طِفلًا خاصًّا بي، ابتسمت ثمّ أبعدتُ الغِطاء مِن وَجهه قليلًا لأقبِّل جبهتهُ بخفّةٍ، ثم نبست باسمه بخفوت: أدوارد.

.
.
.

دخلتُ الغرفةُ لأرى زوْجتي وأطمأنّ عليْها بعدما جلبت ما يُسمّى أسعد شيْءٍ بِالحياةِ وهو عندما تنجبُ طِفلًا.

وجدتُها نائمةً تنظرُ لي بهدوء بعينيها المقلصتين، لا زال الألم يُهيمنُ على جسدِها، اقتربت لأجلس بِجانبِها على السريرِ ولم يكفِ تحديقي بها، قبلت جبهتها بيْنما أضعُ يَدي على شعرها وأمسُ على خصلاتها الحريريّةِ. نبستُ بنبرةٍ منخفضّةٍ: ليليانا هل أنت بِخير؟

أوْمأت لي بِابتسامة وأجابت: أجل عزيزي، أُريدُ رؤية أدوارد.

: الطّبيب يَجري بعض الفُحوصاتِ...ليليانا هيا أرتاحي حياتي حتّى يأتي.

ظلّيت أُداعِبُ شعراتِها البنية حتّى أغمضت عينيها لِتنام، وبعد مُرورِ وَقتٍ جِئتُ بِالطِّفل وجلست بجانبها، وَإذا بِها تنهض: أدوارد معك؟...أُريد رُؤيتهُ.

ابتسمتُ لها بِحماسٍ ثُمّ استدرت بِجسدي ليُصبح صدري مقابل لواجهتها، قرّبت طفلي من فمِها لِتقبلهُ بعدما طلبت ذلك، ابتسمت بِلُطفٍ فتحدّثت: إنهُ يُشبِهُك ويليام...أنفِك وعيونُهُ الرمادية الجذابةُ، حتّى شفتاهُ، انظُر.

نظرت لي لتجِدنّي أملِّقُها بِمُقلتيّ التي لطالما عشِقتَها، نظراتي الموَجّهة لها وهي تنظُرُ لابنِنا بِسعادةٍ جعلت مِن بياضِ عيْنايَ يَختفي؛ بعدما رُسمت ابتِسامةً لطيفةً على شفتيّ، إنّها حقًّا فاتِنةٌ حتّى في أوْقاتِ ألمها، أخذتُ أنظرُ لِلطِّفلِ بِسعادةٍ: أيْن الشبهُ بيْننا...أنا أفضلُ بِكثير حُبّي.

نبست بتذمر مِثلُ الأطفالِ، أما هي ابتسمت وأكملت حديثها قصدًا مِنها إزعاجي: أجل يُشبِهُك! عِندما يكبر سيصبح شابًا وَسيمًا مِثلُك وَسأقعُ في حُبِّهِ لِأنّ السيد سميث أصبح كبيرًا وَأعطى جمالهُ لابنهُ وعندها سيشتعِلُ من الغيْرةِ.

أصدرتُ صوت قهقهةٍ بسببِ حديثِها الّذي لم يَدخُل اهتِمامي فهيَ تُحِبُّ قوْل الكثيرِ مِثلُ هذِهِ الأشياءِ المزعجة: أه أجل! وَعِندما تنجبين فتاة...

قلتُها بِسُرعةٍ فقاطعتني بعدما ضربت صدري بيدِها الصّغيرةُ، كدت أقعُ بِسببِها فتمسكتُ بالسرير وحاوَلتُ أن أتزِن: الطفل يا بلهاء!

قلتُ جمْلتي الأخيرة بعدما اعتدلتُ في جلْسَتي، ثُمّ أخذتُ أنظر لوجهها الفاتن بهيام: أحبّكِ حياتي.

ابتسمت بلطف ثم أرضعت طِفلها وَنامت فرفعتُ قدميّ لأضعها على السّريرِ، ثُمّ مددت جسدي لأنام أنا الآخرُ بجانبها...

.
.
.

﴿أنظُر ويليام...يَمتلِكُ شامةً صغيرةً هُنا
-مقتطف من الفصل القادم-

___________________

رأيـك فـي الـفـصـل الأول؟

ه‍ـل أعـجـبـك أم لا وكـمْ تـقـيـمـه؟

فـصـول الـروايـة مـقـسـمـة حـسـب الأيـام
وإن كـانـت قـصـيـرة.

هـل يـوجـد سـؤال تـريـده؟

.
.
.

فـِي أَمـَانِ الـلـَّهِ وَحـِفـْظـِهِ

 عندما تنطفئ الشمعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن