سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بعد يوم كامل
أدهم
عض طرف شفاه السُفلى محاولاً التمسك بأعصابه
الذي حتمًا ستفلت أمام هذه العائلة الغير راقية
كيف لهم أن يصروا على رفض التنازل عن قضية ابنهم
مع علمهم بأنه الغلطان، هو يثق كثيرًا في محاميه
ولكنه يحاول كي يختصر الطريق
انتفخ بغضب وأدار وجهه عنهم ليلقي لهم ظهره مغادرًا غرفة ابنهم، لتتوقف كفه بغضب على الباب
بعد أن ناداه والد الطفل
ــ إن تنازلنا …ما المقابل؟
ضحك بذهول الآن فهم إصرارهم، كان فقط بدافع الطمع
ــ ستخسرون القضية بلا مقابل
هتف بها وهو يبتسم بسخرية لجشعهم، ليس عاجز عن دفع مبلغ يعلم تمامًا أن القضية والمحامي ستكلفه أكثر بكثير من ذلك، لكنه لايريد أن يصرف ماله على غير حق
ليعلموا أن طفلهم على خطأ، إذا كان هذا هو تفكيرهم
فلن يلقي أحدًا اللوم على طفلهم الذي حاول السرقة
بالرغم من أنه لايحتاج إليها
أخرج هاتفه وبدأ يضغط الأزرار عليه بعد أن صعد إلى السيارة وبدأ السير فيها ويحرك عجلاتها المتكاسلة
تحدث مع المحامي، لينبه على جدية الأمر
وأن يبدأ بدراسة القضية بحذر،
سيكسبها حتمًا، وستخرج سُهاد اليوم رغمًا عن الجميع
فهي لم تثبت عليها التهمة، لازالت تحت مُسمى الدفاع عن الممتلكات؛ وإن لم تكن بهذا المُسمى في القانون
فإنها كذلك في قانونه، وهذا يكفيه وكثيرًا
مسح مقدمة رأسه بقلق بعد أن أنهى المكالمة
تفكيره متشوش وكثيرًا جدًا،
من جهه زواجها الذي لا يعلم كيف سينهيه
وماذا سيفعل لو أنها لازالت ترغب بمحمد
ومن جهه أخرى حسام الذي أدخل في عقله الانتقام من محمد عن طريقها، وهذا يجعله قلق بشكل لا معقول
ومن جهه أخرى تراجع الشركة الذي لم يعد يمتلك الوقت الكافي ليتلافى هذه الأخطاء.
..
..
..
سُهاد
خلف القضبان أنا هل هذه نهايتي أم أنها بداية كبداية حياة نبينا يوسف،الجميل أنني أمتلك كمية صبر كبيرة
الجميع متعجب لأمري، لقد أضاعت ابنتها ولم يبدوا عليها ذلك التأثر الكبير، لا أحد يرى مابداخلي
إلى هذه اللحظة لم أُصادف شخصًا يراني بقلبه
لا بعينه، يرى ضيقي حتى وإن ابتسمت
للتو غادرتني رِذاذ
كثيرًا ماتعتقد هذه الفتاة أنها عرفتني في بضعة أيام
أنا كتلة جامدة من الخارج، لا أحد يراني كما أنا
لا أحد يعلم كم عانيت، وكم تعثرت ووقفت بمفردي
بلا سند ولا كتف،
ربما كنت فتاة رقيقة وحساسة جدًا
ولكن لا أحد كان يهتم لرقتي المفُرطة، كانا يعاملاني كمعاملة الصفر على اليسار لاقيمة له
كان هذا التجاهل هو مايقتلني
كان شبح يلاحقني، لذلك أصبحت فتاة كاتمة لمشاعرها
لا أظهرها مهما حدث، لأنني في الحقيقة تعثرت كثيرًا
وكطبيعة الحال كنت أقف وأتعدى هذه العثرة بمفردي
حتى باتت الفكرة ـ أنني لا أحتاج إلى أحد ـ تسكن عقلي
بعد زواجي غادرا عائلتي البلدة
وغادر زوجي القرية، عشت برفقة والد زوجي ووالدته
كنت أفصل فساتين جميلة لفتيات القرية
ولكنه في فترة قررا والد زوجي ووالدته بأن يزورا
ابنهم الغائب الذي لم يعد إلى القرية مطلقًا
وبعد وصولهم المدينة تعرضا لحادث شنيع وتوفيا جميعهم، كان محزن لقلبي، وفاجعة أليمة
ظهر بعد ذلك ديون قليلة عليهم ولكنني لا استطيع تسديدها ولن أطلب النقود من محمد بالتأكيد
حتى وإن كان حق عليه، فأنا أعتنيت بهم حينما عجز هو عن ذلك، فلست عاجزة عن تسديد دينهم كفضل أخير
مني إليهم، أبتعت حينها آلة الخياطة
لأُجبر بعدها على العمل في المنازل كخادمة يومية.
…
…
…
رِذاذ
بعد أن غادر سُهاد
قابلت حسام في الحديقة، تشعر بفجوه تجاهه
لاتعلم إن كانت تحبه أو لا، ولكنها لاتريد أن تكون كأختها
ربما هي ممتنة له بشكل كبير جدًا، لأنه أسندها وقت انهيارها، في وقت كان الجميع يمر بحالة غضب وانهيار
لا يهمها إن كانت شفقة، أو لأنه كان يمر بذات الحالة
كان يشعر بذات الشعور التي تشعر به
لأنهم جميعًا كانو ضحايا خيانة طرفين يحبان بعضهم،
نظر إليها وابتسم بودية
هي الوحيدة من عائلتها الذي لازال يبتسم في وجهها
منذ ثلاثة شهور ومنذ تلك الفاجعة أعلن حسام على عائلتها جميعها الخصام عداها هي
تقدمت منه بابتسامة
ــ السلام عليكم
ــ أهلاً وعليكم السلام … ما عملك في مركز الشرطة
ــ زرت صديقتي
ــ هل سُهاد؟
ــ نعم هي
ــ رِذاذ … هل تعرفين من تكون؟
ــ نعم … أعلم كل شي … حسام
تحدثت بذهول وهي تدرك نظرته لسهاد
إنه ينوي الإنتقام عبرها
ــ إياك ياحسام إياك … يكفيها مابها
هز رأسه بابتسامة وعدم اهتمام
ــ حسنًا اهدئي
ــ أنا هادئة أساسًا
ودعته بعدم ارتياح لما ينوي فعله
أخرجت هاتفها لتهاتف أدهم
ولكن هاتفه مشغول في الوقت الحالي
سرت على أقدامها بشرود، لتصادف امرأة عجوز
بجانبها طفلة متمددة على الأرض
وتلك العجوز تبكي وتتسول أقتربت منها
وهي تشفق عليهم
مدت إليها بعض النقود لتتناولها العجوز بكف مغطى بقفاز أسود قاتم وهي تدعي لها
أكملت سيرها وهي تفكر متسائلة عن مرض الطفلة
تعتقد دائمًا أنهم مثيرون للشفقة بينما الأغلب يدعي أنهم كاذبين وأن الأطفال ليسوا في حالة مرض
بل قد يتعاطون دواء ينومهم
على كل حال لايهمها فهي تشفق عليهم كثيرًا.
أنت تقرأ
على مَن المًلام يا إيلامُ
Mystery / Thrillerفي حين اختفاء زوج سُهاد تراكمت عليها الديون، طُردت من المنزل الذي كانت تسكنه،تمسكت بعصا الترحال وسافرت إلى المدينة للبحث عن زوجها المفقود برفقة ابنتها الوحيدة، ولكن ما الذي ينتظرها في المدينة؟