part:7

12 5 0
                                    

دخل من الباب الخلفي وهو يتلفت يمنة ويسرة حتى لا يتنبه له أحد الشرطة، دخل على عجل من أمره
كان الباب يؤدي إلى الدور الأعلى،
صعد في غضون ثواني،
وحين دخوله صُعق من كثر الشباب حولها
استشاط غضبًا من الشابين الممسكين بها
ومن ذلك الشاب القريب منها،تكاد أجسادهم أن تتلامس
أقترب منه شابين، فِهم أن اقتؤابهم كان لغاية تقيده
رفع سلاحه إليهم
ــ إياكم والاقتراب ...
ولأن لم يكن هنا أحد منهم على استعداد لهجومة
لم يكن أحد منهم يمتلك سلاح
ــ اتركها ـ قال هذه الكلمة بعد أن وجه سلاحه إلى أحد الشابين الذين يقيدوها ـ
كان يحدق بعينيه بغضب إلى الجميع حرصًا، لايقترب أحدهم منه، أصبحت متحررة بعد أن أشار لهم ذلك الرجل الأسمر المُخيف،
ابتعدت بسرعة عنهم واقتربت من أدهم وضعها خلفه
وتراجع ومازال سلاحه موجه إليهم وما مكث ثواني حتى سمع خطوات هادئة تصعد،
توتر وهو يعلم أنهم بدأو بالمُداهمة، تراجع إلى السطح
وهو يسحبها معه، تذكرت حينها حقيبتها
حاولت سحب كفها من كفه ولكنه كان ممسك بها بقوة
بلا إدراك منه، كانت ستخبره بأنها فقط ستذهب لأخذ حقيبتها، لم يكن متنبه لها سحبها مرة أخرى ونزل من السلالم بسرعة قبل أن يخرج الشرطة،
لحسن الحظ أن الباب كان بالخلف
ولم يكن هناك شرطة، توجه للسيارة وهي معه
صعد وصعدت بالخلف،
كانت تبدو على ملامحه علامات غضب لا مُتناهيه؛
لذلك لم تتفوه بكلمة، ولم تخبره أن حقيبتها مازالت في الداخل، قاد السيارة بسرعة، برزت عروق كفيه
كانت دلالات الغضب واضحة لعينيها وجدًا،
إن كان سيغضب هكذا لِم‌َ يساعدها،
لم تطلبه، تخيلت لو أنه يسمع أفكارها
ربما الرصاصة التي لم تُصيب أحد الشباب، تتوجه الآن إلى رأسها هي،
أوقف السيارة فجأة بطريقة أرعبتها وجعلت قلبها يرتجف،
هتف بصوت يجعله هادئ بقدر ما يستطيع
ــ انزلي ...
فتحت عيني بصدمة هل سيتركني في منتصف الشارع
ولكني غيرت تفكيري حينما نزل وأغلق الباب خلفه بقوة،

خرجت وقفت أمامه وبتعجب لأمره،
كان يتحاشى النظر بشكل واضح، أخرج دخانه
وبدأ يشعل الأولى والثانية والثالثة، كان يدخن بشكل
مُرعب، أرعبني للحد الذي لن تستطيعون تخيله،
كانت ملامحه مُرعبة، حدة عينيه
وسواد ملامحه الذي ازدادت وكأن يكتم شيء يخنقه
خشيت أن أهتف بكلمة وينفجر في وجهي،
كنت أنظر إليه بحيرة من أمره،
رمى الدخان تحت قدمه ونظر إلي بنظرات حارقة
لا أعلم ما الذي يصيبه، ياله من إنسان مزاجي
شتت أنظاره وأزال حدقة عينيه إلى البعيد
ربما إلى ألاشيء، تركته يفكر مع نفسه
حينما شعرت بأن ملامح وجهه أرتخت بشكل واضح
توضح لي هدوءه، أقتربت قليلاً منه وحدثته برعب عن حقيبتي التي بقيت في المقهى، وبخني بعصبية، أغاضني باتهامه لي بأني عديمة مسئولية،
صرخت في وجهه بغيض،
ــ لست مجبرًا على مساعدتي ... ولم أطلبها منك
ــ بالطبع لست مجبرًا ولكنني ظننت أن لديك القليل من العقل والمسئولية... سيفتشون جميع المقهى بالتأكيد
وسيرون هويتك.
ــ لا بأس في ذلك ... لم أعد أهتم ... في النهاية أنا لم أكن أم جيدة وأضعت ابنتي ولم أستطع إيجادها لا يهمني إن سُجنت.
ــ ماذا تقولين؟ ...هل لديكِ ابنه
حدقت بمقلتي في سواد الليل القاتم
كان سكوتي هو إجابة لم أستطع أن أتحدث فقط
شعرت بالغصة تخنقني وإن نويت التحدث سأبكي بدلًا من ذلك، إنها الحياة ليست دار راحة بل دار شقاء.
حولت نظري إليه وعجبت لسكوته وهدوءه
صعد إلى السيارة ولم يتحدث معي،
صعدت بعد صعوده
شككت في سكوته، حتى ملامحه لم أستطع تفسيرها
بالرغم من أنني خبيرة في ذلك،
ابتسمت بسخرية لقدري حينما أوقف السيارة بالقرب من مركز الشرطة وأشار لي باصبعه
ــ ستنزلين وستقدمين افادتك ويأوكل لكِ محامي
لأجل رِذاذ فقط ...ليس لأجلكِ.
تجاهلته تمامًا ونزلت من السيارة في النهاية سيُمسك بي إلى متى سأهرب، كان علي أن أواجه مشكلتي منذ البداية، المشاكل لاتُحل بالهروب بل بالمواجهه
الهروب هو تسويف البحث للحلول.

.
.
.
غادر المكان لم يفكر في أن يدخل معي إلى القسم
حسنًا لا يُهمني الأمر مطلقًا، سأتدبر الأمر
أجر خطواتي مع خيبة أمل في هذه الحياة
الذي أدركت مؤخرًا أن لا راحة فيها
نظرت إلى ذلك البغيض
هو ذاته الشرطي الذي تجاهل قضية ابنتي
الآن يفتش في حقيبتي، بالطبع لأنني المذنبة سيوجد هناك أمن وحق للمظلوم، تقدمت منه
ــ هذه حقيبتي ...
سخر مني وهو يرخي قبضته حول هويتي
ــ يُسرني اعترافکِ... كأنني أعرفکِ؟
_ نعم تعرفني أنا التي قدمت بلاغ عن طفلة مخطوفة ولم تأتون بها.
هز رأسه بسخرية وتمتم بكلمات غير مفهومة
كان يبدو لي وكأنه يشتم أحدهم،
جلست بتعب ليس تعب جسدي بل تعب نفسي
مُرهقه حتى النخاع، لم تعد لي رغبة بالعيش
لا أريد أن أعيش من أجل أحد ولا أريد الموت
أشعر وكأنني عُلقت بالمُنتصف ،
وقف بقامته الطويلة وهو يقترب مني
وضع يديه على يدي الكرسي الذي أجلس عليه
حاوطني بغضب
ــ هل أنتِ زوجة ال****
ــ من تقصد بذلك؟
ــ محمد الساهر
ركزت بنظري على عينيه بالضبط
ــ نعم هل تعرفه؟ ... أين هو؟
قهقه بملء فاه وبصوت عالي
كان واضحٌ بأن ضحكته مليئة بالقهر،
ونعوذ بالله من قهر الرجال،
ــ نعم أعرفه ...ولكنني لا أعرف أين هو ولو عرفت مكانه لكنت قتلته
ــ لِمَ؟
ـ قلتها بذهول وأنا لا أشعر بخروج الحروف ـ
ــ ليس من شأنکِ ... تسببتي بحادث طفل ووجد حقيبتك في مقهى مليء بالمخدرات
ما تعليقك على هذه التهم؟
....

على مَن المًلام يا إيلامُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن