part: 12

10 1 0
                                    

أدهم
سار على الأقدام بجنون لا يمتلك هاتف
ولا يعلم أين هي الآن،
سيبحث عنها لعله يراها،
صُعق وتوقفت قدماه عن السير مما رآه،
هل هي ساذجة إلى هذه الدرجة؟
ما الذي يجعلها تضحك إلى هذا الحد مع أطفال …
تلك الكرة بجانبها، ومن فرط ضحكتها بقت جالسة
وهي تضغط على بطنها بشدة، مخاولة منها لتهدئة ألمه الذي يرافق الضحكة المُفرطة، بالرغم من أنه وصل لأقصى درجة في العصيبة ويكاد يحطم كل شيء أمامه لأن إختفائها ماكان يستحق قلقه الغير عادي
ولكنه أرتاح لأنها بخير، ولأنها تضحك بشكل مجنون لأول مرة من حين تعرفه عليها، اليوم رآها بشكل لطيف جدًا لم يكن يتوقعه، عرفها فقط بحدة تصرفاتها
وبهجومها الدائم،
توقفت عن الضحك وعبست حين رؤيتها له
أقترب منها بخطوات متباطئة
كتم غيضه وهتف بهدوء غريب
ــ لِمَ تخرجين من الشركة قبل أن تبلغيني بذلك؟
ــ ماخطبك؟ … هل سأستأذن منك قبل خروجي؟
ــ نعم
ضحكت بذهول لجرأته
ــ من تكون؟ …أتساءل بشأن ذلك
ــ مديركِ في العمل  يجب أن أُبَلغ عن خروج الموظفين
ــ أنتهيت من العمل وخرجت وفقًا لذلك، لم تكن هذه الشروط موجودة حين عقدنا عقد العمل.
ــ نعم صحيح كان فقط وجوب إنهاء العمل ولكنني سأغير هذا القانون.
ــ كف عن هذا الهراء أعلم جيدًا أن هذا تسلط منك لا أكثر …ولكن ابتعد عني أنا امرأة متزوجة ولها طفلة.
بعد أن هتفت بهذا السم ألقت إليه ظهرها وغادرته بصمت،
لم يتعجب منها أبدًا وبالرغم من أن نظرتها للموضوع صحيحة إلا أنه حزن لذلك،يتمنع عنها ويهلكه هذا التمنع
لله دُّر تمنعه وتكتمه.


سُهاد
أسمع خطواته خلفي وأتجاهلها بإنزعاج،
أعجبني وكثيرًا اهتمامه لِمَ الكذب؟
لأول مرة أشعر بأن هناك من يقلق بشأني
ولكن لأنها أول مرة أشعر بإندفاع مشاعري إليه
وهذا أبدًا لا أريده، مازلت على ذمة محمد
ولا أرغب بأن أتعلق بأحدهم، إني أخشى أن أخون محمد حتى بالمشاعر،
سمعت خطواته التي تقترب مني شيئًا فشيئًا
والواضح أنه يسارعها لأجل أن نكون في صف واحد
ولكنني كعناد طبيعي سارعت خطواتي بالمثل
ــ لا يقترب مني لن أدعه يقترب أكثر من ذلك
كفاني حزن، لا أريد أن أتعذب مع قلبي.
وصلت أمام الشركة ودخلت بسرعة
بينما توقف هو مع أحد الموظفيين مما ساعدني على الدخول إلى مكتبي بأريحية،
سحبت حقيبتي وثبتها جيدًا على كتفي وخرجت مسرعة
رآني من بعيد وهو واقف بجانب ذلك الموظف،
عبس بضيق، وصد رأسه مُكمِلًا حديثه،
قررت أن أمر رِذاذ قبل ذهابي إلى المكتبة،
لم أعد أفهمها في الفترة الأخيرة
أصبحت تصرفاتها غريبة، مرات كثيرة حاولت فتح موضوع طلاقها معي ولكنها في كل مرة يأتي ما يقطع حديثنا، أحيانًا يحيطني شك بأن لي علاقة ما في طلاقها
لأنها تتوتر بشكل لا معقول
اتساءل ماشأني لكي تتوتر حين ترغب بالحديث معي
ومرات عدة أقول كفي عن هذا التفكير الساذج
ماذا قد تكون علاقتكِ ولم تكوني تعرفيها من قبل،
قد تشوش عقلي
وأتعبني التفكير كثيرًا،
الآن أقف بالقرب من الباب، شعرت بضيق
لا أرغب برؤية أحد، أريد البقاء بمفردي
تراجعت مغادرة ذلك الشارع
وأتجهت إلى شقتي.

على مَن المًلام يا إيلامُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن