part:13

11 3 2
                                    

رِذاذ
تمشي ذهابًا وإيابًا وقد غلفها القلق، جميعهم لايجيبون على هواتفهم، تخشى أن حُسام قد فعل مافي عقله
واستخدم سُهاد، هذا ماكان ينقصهم بالفعل،
حتى أدهم لم يُجيب وكان هاتفه مُغلق،
لاتدري ما الذي يجب عليها أن تفعله،
فالآن لاتستطيع فعل شيء
إنهم في الساعة التاسعة ليلًا، ستجبر على إنتظار شروق الشمس حتى تذهب إلى مركز الشرطة وتتحدث مع حُسام إن كان متواجد،
لاتلومه فهي تشعر بالقهر الذي يشعر به وربما هو أكثر،
كانت تعلم بمقدار الحب في قلب حسام لإخُتها نِهاد
ولكنها باعت هذا الرجل وهذا الحب مقابل حب مراهقه
كبر فيها حينما حُرمت منه، وكان من نصيب اختها
كان محمد رجل مغفل لم يكن يعلم برِذاذ
اعتقاده بأن هناك اخت واحدة لأدهم وهي نِهاد،
لو أنه تراجع وأخبرهم أنه لايريد الكبرى بل التي تصغرها كان أحسن بكثير من فعلته الأشبه بالفضيحة،
تذكرت في حفل تخرج اختها من الثانوي،
حينما كانت فرحته أعظم من فرحتهم وهو يرى ابنة قلبه خريجة وقد فعلتها ونجحت، كانت هديته بناء مرسم في حديقة منزل والدها وملأها بالكثير من اللوحات المرسومة والفارغة، والكثير من الألوان،
خسر الكثير على مصممين الديكور
الذي جعله أشبه بسماء ليل مليئة بالغيوم والنجوم
وشكل قمر يُنير من جهه اليمين، كان مرسم أشبه بالخيال، لعلمه بأنها رسامة ماهرة وعاشقة للرسم،
جهز كل هذا وهم يمنعوها منرؤيته ولكنه فقط في يوم تخرجها أخبرها بذلك، كان يأم بأن يأتي يوم من خلفها إلى ذلك المرسم وهي ترسم تقاسيم وجهه بكل براعة وعن ظهر غيب، ولكنها كسرته حينما شكرته ببرود
بعد أن تلاشت ملامح الفرح على وجهها حينما علمت أنه من أهتم بهذا المرسم،
كانت رِذاذ تُراقب إنفعالاتها وكم حزنت على حُسام
الذي بدا لها بملامح باهته لم يكن يتوقع هكذا شكر،
وبعد فترة لم تكن بالقليل وبعد طلاق اختها،
وحينما قرر أن يستغفل عمه وأدهم وأن يشاورها بتحديد زواجهم فإذا بها في ذلك المرسم،
ترسم ملامح محمد بكل دقة وكفيها تحيط بوجهه
رسمت الخاتم الذي لم تكن لتنزعه يومًا،
وماكان إلا هدية من محمد قبل زواجه من رِذاذ.


تعمقت رِذاذ في ذكرياتها أكثر، وهي تتذكر كيف
كانت ملامح نِهاد في زواجها، وكيف كانت حزينة بشكل لا معقول، كان حزن غير طبيعي لا يوحي بأنه حزن على فراق اختها بل كان على شيء أعظم، ولكنهم بكل سذاجة لم يلاحظوا ذلك، كيف كانت تبتعد عن الجميع
وكيف أن نفسيتها تدمرت وأصبحت لاتطيق الحديث مع أحد، كيف كانت تنجذب لموضوع يخص محمد
وكيف كانت سذاجة سُهاد وهي تشكي لها علاقتها مع محمد وكيف كانت باردة، لم يكن ليشتاق لها يومًا
يتركها في منزل والدها لعدة أسابيع ولن يفكر في أن يهاتفها أو يطمئن عليها،وكيف كان يندمج في الحديث معها حينما تشتكي من حالة نِهاد التي وصلت إليها والتي لم تكن تعجبها، كانت معتادة على غرور نِهاد وحبها لذاتها
ولكنها في تلك الفترة كانت ذابلة ومُستسلمة،
لم تكون تهتم لمظهرها ليتعجب الجميع من أمرها
تلك المدللة التي تبكي لأن ظهرت إحدى البقع السوداء حول عينيها إن مرضت، أصبحت لاتهتم لوزنها الذي تناقص ولم يعد في حالة توازن مع طولها المتوسط
تلك خدودها الجميلة تهاوت وتكاد لا تظهر،
مقلتيها الواسعتين وفمها المُمتلئ وعنقها الطويل
وأنفها المتساوي، أصبحت لاتهتم لذلك الجمال
أو تلاحظ تغيراته، الجميع غفل عنها،
أغمضت رِذاذ مقلتيها بألم … آهٍ تجري الرياح بِما لاتشتهي السُفن،
كم افتقدتها تلك المُشاكسة، تلك المغرورة
كانت أشبه بأميرة من الزمن الكلاسيكي
تلك المُتباهيه مثل والدتها،
كانت مُحبة لأن تظهر مكانتها الإجتماعية
وتبرز مهارتها في الرسم، وذوقها الراقي في اختيار كل شيء كلاسيكي،
رِذاذ تشتهي لعن ذلك البغيض الذي حرمها من اختها
ذلك المحظوظ الذي حظي بثلاث زوجات شابات
هي أولهم الناجحة في عملها والطموحة
محبة للتصوير وفنانة في فعل ذلك،
والثانية قارئة مُثقفة وطاتبة لخواطر جميلة تكاد تُصنف قصائد، والأخيرة عاشقة للرسم وستجعله يخوض في خيال جميل كجمال رسمها المُتقن.

على مَن المًلام يا إيلامُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن