Chio and Jeon

1.4K 162 73
                                    








مشهد إضافي







مساحات خضراء شاسعة على مرمى النظر وأزهار موزعة على محيط تلك الأراضي

يشعرك المنظر بامتداد الحياة و وسعها...يبدو كأنها جنة

لكن ما زرع بتلك الأراضي كان قبور راحلين عن الحياة...

إنه زرع ميت برحم الأرض

يسقى بدموع الباقين بعد الراحلين...يسقى لعله ينبت الأرواح من جديد....

لكنه الموت القاضي الأول والأخير...أصدر حكمه الأبدي

وهنا تدرك أن الجنائز تقام للأحياء وليس للأموات....من مات ربما رحل وارتاح

لكن الباقين الذين يشعرون هم الضحايا للأبد...ما يخلفه رحيل من نحب يجعل أجزاء منا تموت حتى قبل الموتة الأكبر....

جيون جونغكوك وكيم تايهيونغ

صبية حفر اسميهما على القطعة الحجرية مع تاريخ الوفاة...

لم يكن الفارق بين وقت الوفيتين سوى عدة أيام

قلب الآخر المعافى بات مريضاً بتوقف قلب رفيقه....لم يتحمل سوى بضعة أيام ...

أحب السفر لنفس المكان الذي سافر إليه صديقه...

يزور أحد الفاقدين قبر ابنه...

جيون ينتصب أمام القبر....

لم يشبع من جونغكوك بعد...لم يشبع من رائحته

وصل متأخر جداً....لم يشبع من ابنه

بات يشتهي جسده و رائحته كالمدمن

قميصه مجعد...ملابسه عادية غير أنيقة...شعره مبعثر من الأمام...عيونه حمراء يبدو كالثمل

جفل وتحرك حينما شعر بيد تستقر على كتفه...

وجده تشوي يسرح كسرحانه...

تهرب من جعل وجهه واضحاً للرجل الذي أمامه...لكنه عاد وظل مقيماّ بمكانه غير مكترث ل تشوي

شعر بحرقة بعيونه تلسعها أكثر ألصق يده عند زر قميصه الأبيض يفركه هناك...خانته عبراته وحروفه تخرج بعسر

"كان يحبك أكثر مني..."

"لا..."

"بلى بلى "

وفر أنين مخنوق من قلب جيون...جعله يخفض رأسه يضغط على فخذيه بحال يرثى لها

"لم يعد هنا لم يعد هنا لن أقدر على حبه "

ويعلو نحيبه قسراً عن رغبته...يصر على أسنانه ويقف بسرعة...ينفض الغبار عن ملابسه بقسوة

ومضى يمشي بعرج في قلبه...

وصوت تشوي الباهت استوقفه

"كيف سنكمل حياتنا جيون "

جيون التف بعنقه وظل على حاله رفة عينه رافقتها انسكاب دمعة...تفرقت شفتاه عن بعضها ناطقاّ

"لا أعلم "

وابتسامة حزينة رسمها تشوي مقترباً من الآخر

"ذاهب لزيارة تايهيونغ...هل تأتي معي هنالك أيضاً جونغكوك "

لا يدري المعني كيف تشكلت الابتسامة على ثغره

"أجل قادم معك "

وجفل حينما شعر بالتفاف ساعد تشوي عند عنقه وكتفه...ومن ثم باتت الساعدين حول وسطه كاملاً

تعانق كلاهما لأول مرة....تعانق أصحاب الحكاية الواحدة والجرح الواحد....

اعتصر جيون عيونه وفاضت دموعه أكثر...عصر قلبه من امتلائه بكل الأحزان والدموع...وتربيتات لم تتوقف على ظهره من تشوي


وأكملا دربهما كل يلف ساعده حول عنق الآخر


لمحا سانغ مع عكازه واقفاً عند مدخل المقبرة

تخطياه كأنه لم يكن...وظلا يبتعدان حتى غابا مع أفق الناظر

لم يتبق أحد بقرب سانغ سوى عكازه يتكئ عليها....

ظل وحده منبوذاً لا أحد يريده....



ربما قريباً سيبنى له مسكن هنا رفقة الموتى وحتى بعد موته لا أحد سيزوره


العمر لحظة وغفلته تخطف الإنسان وحينما يتأخر بالإدراك يجد أن العمر مضى وأن كل ما جمعه هباء منثوراً



ما ظل من أثر تشوي وجيون ظهورهما وكل يلف ساعده حول عنق الآخر

وبسيارة كل منهما هدايا وألعاب وسياراتو دببة وأرانب محشوة

إنها هدايا لتاي وكوكي

أبناء ليلي




~~~~~~~











❤️❤️


نقص || DeficiencyWhere stories live. Discover now