الفصل التاسع و الثلاثون

444 13 0
                                    


_في صباح اليوم التالي أستيقظت علي جرس بابها ف أدركت أنه هو الطارق ، هندمت خصلاتها بقدر الإمكان وذهبت لتفتح له ليدلف وهو يضع حقيبه بجانبه ليهتف:-
_ده حقك اللي مكنتش لاقي طريقه أديهولك بيه
_أومأت إليه بضجر لتلتفت إليه وهي تُتمتم بخفوت:-
_بالنسبه لاننا نرجع ،انا مش موافقه يا منصور ،اللي اتكسر بينا مكنش قليل
منصور :-
_يعني نستيني
رغد بنفاذ صبر :-
_منصور أرجوك أفهم حتي لو لسه بنحب بعض ،الاحترام بينا اتهد ،انت قولتلي مليش علاقه ب ابوك طب ولو اتجوزتك وخلفنا ،عيالي ميعرفوش اهل ابوهم ولا يقربو منهم ويسمعو كلام ملوش لازمه عليا
_هز رأسه متسائلاً بضجر :-
_انا مش فاهم بقيتي تفكري كده أمتي
رغد:-
_انت اللي وصلتني لكده ، كنت سايبه كل حاجه عليك بسبب ثقتي فيك ومطلعتش ادها ،اديتك بدل الفرصه ألف و ف لحظه أتمنيت ترجعلي زي دلوقتي كده ، لكن ده حصل بعد ما انا أتغيرت علي نفسي قبل ما يبقي عليك ،انا لو سامحتك مش هعرف أسامح نفسي علي ضعفي اللي ف يوم انت أستغليته ،ومش هقول شيفاك وحش انت هتبقي كويس بس مع حد تاني
_كلماتها لازعه بالنسبة له كان يستمعها وكأنه يوبخ ذاته بنفس الكلمات ويؤنب ضميره ،لم يتفوه بشئً فقط أكتفي بالنظر إليها وظلت كلماتها تُردد في أذنه ليرحل من أمامها بغضب لكن في تلك المره كان غضبه من نفسه ليس منها ك عادته..
______________
_أختارت خاتم من الزمرد يليق بها ليضعه بيدها وسط محل المجوهرات الفاهر ليصدح صوت أعتدال محدثه "الزغروطه" بصوتٍ عالي لتزداد بسمة موج التي أغرقته في تفاصيلها ،ألتقط صوره إليهم بواسطه هاتفه ليرسلها إلي والدته التي رحبت بوجود موج في تلك المره ولم تُحدث شئً مما فعلته سابقاً في تلك اللحظه قد شعر بأن حياته أصبحت مرتبه علي أكمل وجه ولكن في تلك المره كانت بطريقته الخاصه ، خرج الجميع من ذلك المحل العتيق متجهين إلي سيارته ليضع سيجارته في فمه لتهتف الاخرى بتلقائيه:-
_مفيش فايده فيك ،مش هتبطل السجاير دي بقا
أعتدال ببلاهه :-
_يبطلها ده اي اقولك أعتبريها دُرتك
يوسف بعدما أشعل تلك السيجاره:-
_ما تخليكي محضر خير مره يا اعتدال
_مطت شفتيها وهي تهتف بضجر:-
_وانا من أمتي بقول الا الخير يعني
_تعالت ضحكت كلاهما عليها ليستقلوا جميعاً سيارته ،ليقودها بسرعه هادئه ....
________________
_فتحت عينيها بتكاسل لم تشهده من قبل بينما كان جالساً هو علي الأريكة يُتابعها من بعيد ، أعتدلت لتجلس بأنهاك وسط أندثَرها بالفراش لتمرر أناملها علي خصلاتها وهي تهتف بإبتسامه :-
_صباح الخير يا حبيبي
عمر :-
_صباح النور
_تفوه بها وهو ينهض ليجلس بجانبها ليقول بشئً من الجديه:-
_عمي أتصل وزمانه علي وصول ، وهيكون معاه مراته طبعا
بشرى:-
_طب واي المشكله
_أمسك يدها ليداعب أناملها بـ أنامله وهو يهتف بهدوء:-
_عايزك تعامليها كويس ، حتي لو ضايقتك
_أومأت إليه بتفهم وهي تُتمتم:-
_متقلقش ، وبعدين انا تعبت اصلا من كتر الخناقات
_صدح صوت رنين الجرس في تلك اللحظه ليهتف :-
_خلاص هطلع اشوفهم اعقبال ما تجهزي
_تأملت ملامحه وهو يرحل لتبقي البسمه البلهاء علي شفتيها لتنتشل نفسها من ذلك الشرود بعد عده ثوانٍ لكي تستعد لمقابلتهم لتختار فستان مريح يناسبها باللون الاحمر ،لترتديه وهي تهندم خصلاتها بشكل سريع مكتفيه بنثر عطرها دون وضع مستحضرات تجميل ، خرجت لهم لتعانق والدها وسط ترحيب حار بينما كانت الاخرى تتجول أعينها بين الاركان لتهتف :-
_مبروك يا بشرى يا حبيبتي ، اي مش هتفرجيني علي المكان
_حدقت بعمر لـ لحظه ليأومأ إليها وهو يهتف بجديه:-
_خدي طنط تشوف المكان وانا هنا مع عمي
_تبسمت دون أكتراث وهي تشير إلي الداخل بترحيب رسمي قائله:-
_أتفضلي
_تبعت خطواتها وهي تتأمل كل ركن بقدر ما أستطاعت لتشعر الاخرى بالغضب من ذلك التصرف لتزفر بنفاذ صبر وهي تهتف:-
_ها المكان عجب حضرتك
زينب:-
_مش هتفرجيني انتي جايبه اي
بشرى بعدم فهم :-
_ما حضرتك شوفتي المكان كله
زينب بإبتسامه مصتنعه:-
_اه وماله يا حبيبتي انا فكرت بس هناخد وندي مع بعض ف الكلام
_تذكرت رجاء عمر لها و محاولات والدها في تهدئتها من ذلك الجانب لتتنهد بعمق لتخفي الضجر الذي أصابها لتهتف بحزم:-
_طب يلا نقعد معاهم عشان أجيب حاجه نشربها
_سارت معها إلي الخارج لتجلس بينما تمتمت بشرى بإبتسامه مُكلفه:-
_هروح اعمل حاجه نشربها
_دلفت إلي المطبخ ليستأذن عمر من أبيها ليتبعها وهو يهتف:-
_شكلك مضايق
بشرى بغضب:-
_ما القبول ده بتاع ربنا و الوليه دي ملهاش قبول عندي
_حاوط خصرها وهو يداعب عنقها بوجهه ليهمس بنبرته الرجوليه:-
_هتقبليها عشان خاطري ونعدي اليوم ، هتقبليها عموماً عشان خاطر باباكي
_أومأت إليه بالموافقة وهي تحضر الاكواب لتضع بها عصير الاناناس المعلب ليهتف هو بسخريه :-
_من أولها معلبات كده وانا اللي فكرت اني متجوز ست اميره
_رمقته بنظره غاضبه لتبادله السخريه قائله :-
_معلش يا بيبي المره الجايه هعملك عصير ملوخيه
_تعالت ضحكاته رغماً عنه لتبتسم بخفوت وهي تناوله ما بيدها هاتفه :-
_شيل انت انا مش قادره
عمر :-
_هشيل حاضر بس متاخديش علي كده
_خرجت إليهم برفقته ليهتف بغضب طفولي:-
_شايف يا عمي بتشيلني الليله من أولها
_لوت الاخرى شفتيها وهي تهتف بجديه:-
_لا يا حبيبي ده عشان ف الاول بس ،بعد كده هتشيلها لوحدها من غير ما تنطق بكلمه
_صاحت بشرى بضجر:-
_أشربي العصير يا طنط زينب ، يمكن يطري علي قلبك كده
_لاحظ والدها بنشوب مشاجره جديده لينهض وهو يهتف بجديه:-
_لا انا جيت أباركلك ،واديكي هديتك وامشي بس تعالي اديهالك بعيد عن الواد ده
_تفوه بها بمشاكسه ليدلف معها إلي الشرفه وهو يخرج من جيبه قلاده ذهبيه عتيقه التصميم ، وضعها بيدها لتتأملها وهي تتسائل:-
_مش دي سلسله ماما
_تنهد بعمق يظهر شوقه الدفين وهو يهتف بنبره ضعيفه:-
_كانت أول هديه اجيبهالها ، وكانت اول مره ألمح لمعه عينيها
_فضلت الاخرى الصمت ليُتمتم الاخر:-
_انا اتجوزت زينب عشان الونس، لكن قلبي مشافش حب الا علي ايد امك يا بشرى
بشرى بغير أكتراث :-
_الله يرحمها
_أخرج من جيبه علبه زرقاء صغيره وهو يهتف:-
_دي هديتك ، اما السلسله ،ف انا متأكد انك دلوقتي تقدري تحافظي عليها
_فتحت العلبه لتجد بها انسيال مرصع بالماس اللامع رقيق التصميم لتنظر إليه بتودد وهي تهتف:-
_حلو اوي يا بابا ، ربنا يخليك ليا يا حبيبي
_قام بتوديعها بحراره ليرحل برفقه زوجته أما هي ف كانت تتأمل القلاده بحنو وسط دموع حاره تعبر عن حنينها لوالدتها لتجد يديه قد حاوطتها وهو يهتف بهدوء:-
_ادعيلها بالرحمه ، عياطك ده مش هيفيد بحاجه
بشرى:-
_طب قولي اعمل اي
_مرر أنامله بين أناملها وهو يُتمتم بجديه :-
_كل ما توحشك أقرأي ليها قرآن وأدعيلها كتير
_____________
_مش ناويه تنزلي
_هتفت بها داليدا بهدوء وهي تتناول شطيرتها برفقه أسمهان لتهتف الاخرى:-
_لا انا مش هنزل تاني الا علي فرحي
داليدا بتساؤل:-
_مش هتزوري بشرى
أسمهان :-
_انتي عايزه عمر يقتلني ، هبقي اطمن عليها بمكالمه وخلاص ، انا حرفيا مش قادره اعمل حاجه تاني لدرجه بفكر اني مجيش معاكو فرحي
_رمقتها بدهشه وهي تُتمتم:-
_هو انا ليه حاسه انك مش عايزة اليوم ده يجي بسرعه
أسمهان بضجر:-
_ضاعت هيبتي بين الفيمنست دلوقتي ،ده انا كنت أسترونج ومن اد الدنيا
داليدا:-
_أسترونج بالستر
_تفوهت بها بإبتسامه ،سرعان ما أختفت لتتسائل الاخرى بنفاذ صبر:-
_سرحتي ف اي تاني
داليدا :-
_لا أبداً ، بس بشرى هتزعل مني عشان مكنتش موجوده
أسمهان:-
_لا انا فكرت امبارح وهقولها ان مامتك جتلك فجأه وهتقضي معاكي كام يوم
_أومأت إليها بتودد ليسود الصمت بينهما ..

_____________
_يعني رفضتي منصور
_زفرت بحنق وهي تصيح بغضب:-
_ايوه اتنيلت رفضته مش فاهمه انتي عايزه اي دلوقتي
موج:-
_انا اللي عايزه أفهم انتي بتفكري ازاي
رغد بضيق:-
_يعني دلوقتي اما رجع شايفاها فرصه ،ولو مكنش جه كنت هبقي يا حرام اللي اضحك عليها اهي ، المشكله ان حتي هو شايف ان دي فرصه بالنسبالي لكن دي مش حقيقه
موج بتساؤل:-
_طب هتعملي اي
رغد بحزم:-
_هفوق لنفسي بقا ، بعد ما أخدت حق ابويا اقدر افتح مشروع و اسيب الشقه دي كمان واقف علي رجلي بقا
_رمقتها الاخرى بإنهاك لتصمت بينما نهضت الاخرى من أمامها لترحل برفقه الضجر الذي أصابها....

يُتبع....

مُتلازمة حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن