الفصل الثاني عشر

33.3K 779 2
                                    


_أما عن صباح اليوم الجديد فـ كان مزعجاً بالنسبه لها ،تركت فنجان قهوتها لتأخذ قطعه الشطيره الموضوعه أمامها غير مباليه بذلك الحديث الذي سبب إليها الضجر ليقول الاخر:-
_هو انا مش بكلمك
أسمهان بعدما انتهت من تناول البعض من الشطيره :-
_ايوة بس مش فاهمه انت عايز اي من كل ده يا عمر
عمر بضيق:-
_انا اللي عايز أفهم اي ضايقك خلاكي تقطعي من ناحيتي ده حتي أمي مش بتكلميها ، ما تحضرينا يا بشرى
بشرى بنفاذ صبر:-
_والله انا لو حضرتكم انت مش هتخلص ،كل واحد عارف اللي لي واللي عليه سلام يا عمر
أسمهان بغضب:-
_خدي هنا انتي رايحه فين
بشرى:-
_كفايه عليا كده لازم اطمن علي بابا ،كمان انتو عيله ف بعض ف صفو حسابكم
-انتهت من كلامها ثم ألتفتت إليه مره أخري لتقول بملامح عابثه :-
_وانت ياريت تسلك كده
_غادرت بعدما أستعاده جزءً من هدوئها بينما نظرت إليه الأخري وهي تقول بجديه:-
_انا مش زعلانه من حد يا عمر ،انا بس بجهز البيزنس الخاص بيا ف طبيعي ابقي مشغوله
_هز رأسه بأستنكار وهو يشعل سيجارته ليزفر بعض الدخان وهو يعتدل في جلسته بمشموخ ويقول :-
_وليه مقولتليش انا وكنت اكيد هوجهك للطريق الصح
أسمهان بهدوء:-
_حاجه زي دي كان لازم أعتمد علي نفسي فيها واختار حد يوجهني صح ،انت مش مشغل عقلك اللي انت فيه ده مش تشغيل عقل انت تقدر تقول علي نفسك تابع
عمر بغضب:-
_تابع لأيه بالظبط
_صاحت به قائله :-
_تابع لأي حاجه بتجيب فلوس ،تابع للقواعد اللي حواليك اللي لقتها حتي شغلك ماشي في بالقواعد وبس مضفتش فيه ولا هتضيف ، انسان حافظ مش فاهم كنت مفكراك الاول لاغي قلبك وبس دلوقتي أتأكدت أن حتي عقلك مركون
_ظهرت صورة الأخر أمامها وكأنها جالسه معه هو مما جعلها تحدق في عمر ببلاهه ليقول هو :-
_تنحتي فجأه ليه ، كنتي تقصدي يوسف بالكلام ده
_هزت رأسها بغضب لتدمع عينيها وهي تقول بخفوت:-
_انتو الاتنين واحد ، حتي دي لسه عارفاها
_صمت لعده ثوانٍ وهو ينظر إليها بعتاب ولا يتلقي منها سوي نظرتها القاسيه في المقابل ليطفئ سيجارته وهو يقول بهدوء مصتنع :-
_مش هجادلك لكن من حقي تسمعيني ، يوسف مش وحش ولو كان وحش وملهوش شخصيه زي ما انتي شايفاه دلوقتي مكنتيش هتحبيه ف يوم ،انتي اللي تصرفاتك تصرفات طفله يا أسما لسه عايزه تشوفي كل الايجابي ف انسان عشان يستحق أحترامك لي بس لو بصيتي هتلاقي انتي نفسك عندك سلبيات ،جايز طريقتي العمليه مش حلوه بس برضو انا مش شيطان ويوسف كان رافض أفكاري بس عمره ما كان ملاك انا ويوسف مش واحد بس انا مش مؤذي زي ما انتي شايفه يا أسما
_جففت دموعها وهي تقول بهدوء :-
_انا أسفه ، بس في حاجه واحده مش صح انا محبتش يوسف ،مشاعري ناحيته مكانتش حب
_رتب علي كتفها بحنو وهو يقول :-
_كان حب يا أسما ، بس مكملش وارد السبب دلوقتي مش عادل بالنسبالك بس يمكن بعدين تكتشفي السبب الحقيقي يمكن تلاقي نفسك بجد وتتأكدي ان لو قصتك مع يوسف كملت مكنتيش هتلاقيها ،انتي رجعتي من الغربه مستغربه كل الناس هو الوحيد اللي حسيتي ان روحه مألوفه بالنسبالك طبيعي كنتي تجري ناحيته بس وارد جدا لو كانت الغربه اللي جواكي أختفت حبك لي كمان يختفي
_تعجبت من كلماته المُرتبه حتي أنها أقتنعت بوجهة نظره بالفعل لايوجد إنساناً كاملاً من أي جانب حتي ولو كان الجانب الواضح منهُ هو السئ بالتأكيد هناك جانب لم يُهدر بعد ربما لازال مخبأً للأحتفاظ بنقائه بعيداً عن بقعه الواقع السوداء التي لطالما أهدرت الإيجابيه التي تسكن بداخلنا لم تترك منها إلا غباراً يُذكرنا بالبراءه فقط ومع ذلك لا نحِن إليها فقط الجمود هو السلاح الذي يختبئ وراءه البعض كي يُحدد قوتهم التي قد تصل للقسوه مختبئين من الضعف الذي خُلق بداخلهم ، قطع شرودها هو ليقول :-
_انا لازم أمشي عشان عندي مواعيد ،ابقي كلميني
_غادر تاركها مع تلك الأفكار التي لا تعلم الي اين ستأخذها لتتنهد بعمق تاركه لعقلها العنان ،أمسكت ورقه لعل قلمها يستطيع أن ينشب تلك الافكار بحلولها ،كانت تُحاول مستمتعه بتناثر الاحبار علي تلك الورقه لتنتهي من كتابه بعض الكلمات لكن شعورها لم ينتهي بعد ،تسألت نفسها هل هي لازالت غاضبه من يوسف أم أنها هدأت تماماً من ناحيته ،لكنها لازالت تشعر أنها لن تستطيع سماع صوته مره أُخري تلك النبره الدافئه التي غرقت في عشقها يوماً أصبحت الآن أول الهاربين منها ،لا تُريد النظر في عيناه مره أخري ،ولا تريد ان تجمعهم صدفه بلهاء ،لم تتمكن من تفسير كل هذا لربما غضباً صامتاً لطالما كان السكون أخطر بكثير ...
___________

مُتلازمة حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن