الفصل الثامن

35K 889 4
                                    


_وصلو الي الفندق الذي قام بأختياره كان من فئه السبع نجوم ،كل شئ منمق وبمكانه الصحيح لا يوجد اي شئ يدعي للضجر ،كانت بحاله مزاجيه ليست سيئه كما أنها هدئت أفكارها ،ألتفت نحوها وهو يقول :-
_اكيد انتي محتاجه ترتاحي دلوقتي بس مش هينفع
_هزت رأسها بالنفي لتقول بسخريه:-
_انت بس اللي عجوز وبتتعب بسرعه ، الطريق صغير اوي يا عمر مش مستاهل راحه
_أومأ إليها بتفهم ليقول بحزم :-
_عموماً احنا هنروحله دلوقتي

_مرت دقائق ليست معدوده بالنسبه لها لم تكن تُدرك كم أستغرق وقت وصولها إليه بسبب شرودها وأفكارها التي بدأت في التناثر من جديد ، عقلها كان أول الرافضين لتلك الافكار لكنها لا تستطيع تخطيها أفاقها هو بغضب وهو يقول :-
_هو انتي جايه تسرحي هنا مالك يا أسما ،انزلي يلا
_نظرت في كافه الارجاء وهي لازالت جالسه بالسياره لتقول بدهشه :-
_اي ده احنا وصلنا
عمر بضيق:-
_بقالنا عشر دقايق بس انتي اللي عقلك مش فيكي
_حمحمت بحرج وهي تحاول ان تُخفي سبب شرودها لتقول بتوتر :-
_ما انت عارف اني منمتش ،وبعدين انا بفكر ف أسباب مُقنعه تخليه يقتنع بسهوله عشان ميحسش اني بقول اي كلام ، وبعدين انا تعبت روح هاتلي مايه يلا
_تعجب من طريقتها أدرك انها تُغير مجري الحديث بسرعه حتي لا يتمكن من مجادلتها ، أستسلم لرغبتها المُتخفيه ليقول بهدوء :-
_ابقي أشربي جوه مفيش محلات هنا اصلا
_قال كلماته وهو يتجه الي الشاليه لتتبعه هي ودقات قلبها تكاد ان تكون مسموعه ، دقات قلبها في تلك المره كانت مؤلمه حتي انها كادت ان تبكي لكنها لن تستطيع فعل ذلك بالطبع ، أرغمت نفسها علي الصمود وظلت أعينها تحدق في كل شئً حولها ،سيارته وذلك الشاطئ الواسع الذي لازال جالساً عليه ،حدقت به من بعيد لتتعمق في شروده الذي يخبئ وراءه بركانً من الغضب ،أصبحت قدميها مُقيده بمكانهم كانت تشعر بذلك فَـ هي لا تعرف كيف ستتمكن من محاورت ذلك الغاضب وكيف ستهدم تلك القصه من قبل ان تكتمل وبديها ، فَـ هي تعلم انه إذا بدأ في السير في ذلك الطريق ستكون تلك هي النهاية بالنسبة إليها بالأخص إلي قلبها الذي لازال غارقاً في عشقه ، تحركت بأتجاهه أما الاخر فَـ ظل يراقب الوضع من بعيد لكنه أدرك من انها تُخفي شيئاً تمني لو ان يكون علي خطأ ويكتمل كل شئ كما خطط له ، جلست بجانبه علي الرمال وهي تقول بتنهيده :-
_جاي تحزن ف اخر الدنيا يااستاذ يوسف
_اشعل سيجاره وهو يقول بلا مبالاه :-
_معتقدش ان ده شئ يخص حد ،مش هقولك اي اللي جابك ، ولا هقولك متحاوليش تقنعيني ، بس انا مش محتاج حد يقنعني بـ أي حاجه ، موضوع نسرين وهكمله ، زي ما مكمل ف كل حاجه بعملها ، انا طول الوقت بكمل عشان مفيش أختيار تاني
_ألتفتت إليه وهي تحدق بعيناه التي تُشبه أعين الصقر في حدتها وشرستها ،أين كان يختبئ غضبه عند لقائهما الاول  لم تشعر بنفسها إلا وهي تسأله :-
_بتحبها
_تخلص من سيجارته التي انتهي منها بالفعل وهو يقول :-
_كنت منتظر منك السؤال ده ، انا راجل واقعي تقدري تقولي حياتي كلها بالورقه والقلم اللي زيي لو قال انه بيحب يبقي كدب ، انا دوري فالحياه اني اكبر وأكبر معايا اسم العيله ،اني انجح والكل يشاور عليا ويحلف بنجاحي ، جايز الحب اتخلق عشانك ،رغم اللي مريتي بيه انا لسه شايف حلم ف عنيكي ، واتمني ان الحلم ده ميكونش انا
_قال جملته الاخيره بتنهيده حاره ، قالها عن عمد ليوضح لها ان ورقها مكشوف بالنسبه له لكنه لا يهتم ،أجابته بجمود :-
_انت متعرفش عني اي حاجه ،متعملش فيها فاهم وتقعد تتفلسف انا جايه عشان أقنعك لان عمر مضايق عشانك ،وعمر بالنسبالي اخويا ومحبش اشوفه مضايق ، وبما انك كده كده موافق علي موضوع نسرين ، ف الف مبروك يا دكتور يوسف
_قالتها بغضب ليلتفت هو إليها وهو يُحدق بها ويبتسم ابتسامه ساخره :-
_لا انا ولا انتي هنعرف ننسحب دلوقتي ،مش هتقدري تودعيني المره دي ، اللي انا حاسس بيه ناحيتك دلوقتي مش ممكن يكون حب بس كأن في رابط بينا انا نفسي مش قادر احدده
_اجابته والدموع تنهمر من مقلتيها لتقول بصوت منبوح :-
_خيال اللي انت بتقوله كله خيال ، فالواقع بقا يا راجل يا واقعي ،مفيش اي شئ يربطني بيك وعشان تفوق وترجع للواقع بشكل أسرع احب اقولك اني همشي من دلوقتي ، مع السلامه
_قالتها وهي تركض نحو سياره عمر ليلحقها عمر وهو يقول :-
_أسما بتعيطي كده ليه
_أجابته بحزم وهي تمسح دموعها :-
_هو موافق يا عمر ، انا لازم امشي بقا ،ياريت انت تدخل لصاحبك
_جادلها من دون جدوى ليستسلم لرغبتها في مُقابل ان تعود الي الفندق وتظل به حتي يعود إليها ، أومأت إليه بالموافقة و غادرت من أمامه

_دلف له ليجلس بمكانها وهو يقول بغضب:-
_انت قولتلها اي خلتها تعيط كده
_نظر إليه بغضب أشد من غضبه ليقول له :-
_لو هماك اوي كده مكنتش سمحتلها تقعد القاعده دي معايا وانت واقف تتفرج من بعيد ، انت اللي هامك المصلحه وأهي هتم اما مين بيعيط ليه مش شغلتي انت مش جاي لأسامه منير
_تعجب من هيئته ،بدأ الشك بالتسلل لداخل عقله ليقول معبراً عن ذلك الشك :-
_انت كان في بينك وبينها حاجه مش كده
_هز رأسه بالنفي وهو يدلف الي الداخل ، لم يُحاول ملاحقته ف الامر لا يهمه كثيراً خاصه ان قد تحقق ما خُطط له

__________
_مرت ساعتين تقريباً ،كان هذا الوقت كافياً لجعله محدد وبالفعل وضع بعض الشروط التي ستحفظ له حريته ان اكمل في ذلك الطريق ،قام بمهاتفه والدته ليخبرها بقرارته الجديده لتُجيب هي:-
_أخيراً أفتكرتني يا بشمهندس ،راجع البيت امتي
_أجابها بجمود :-
_لا انا مش راجع البيت ، انا بتصل عشان اقولك انا هعمل اي
_زفرت بنفاذ صبر وهي تقول بضيق :-
_هتعمل اي يا يوسف
يوسف بحزم:-
_الموضوع هيكمل زي ما سمعتي اكيد من عمر ،بس ف المقابل انا مش هرجع البيت وانا اللي هختار تجهيزات الشقه اللي هنعيش فيها بعد الجواز وانا اللي هحدد كل تجهيزات الفرح لاني مش عايز فرح كبير
قاطعته وهي تقول بغضب:-
_حيلك حيلك دي حاجات حريمي اصلا ، وبعدين مقامك ومقام نسرين شقه برضو
يوسف بإصرار :-
_والله دي شروطي ابقي قوليها للسنيوره وبلغيني ردها عشان انا مش ناوي اغير رأيي ف القرارات دي
أجابته بضيق :-
_ان شاء الله يا يوسف ،هبلغها مع السلامه
_اغلقت الخط ،بينما كان هو يتوعد للجميع فهو يعلم انها كانت تدور حوله لتحظي ببعض الشهره وتكمل بعض المظاهر الاجتماعيه وهو الآن بتلك القرارات سلب جزء من أحلامها الورديه ، تعهد أن يُزيقهم مراره المنطق برغم من أنه لم يراه لكنه يشعر به ،يبدو أن هذا ليس إلا شيئاً عادياً لكن بالنسبه له ان كل ما هو عادياً غير مُريح ،خالٍ من الشغف ،منطفئ لا يوجد بداخله إلا الظلام ،نطاقه ليس واسعاً ،مُقيد سُلبت منهُ حُريته بأكملها ...

يُتبع...

مُتلازمة حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن