_مكثت بـ الشرفه لساعتين تقريباً ،بينما كان يشاهد أحدي البرامج الأخباريه علي التلفاز ليغلقه بضجر فور أنتهاء البرنامج ثم مرر أنامله علي خصلاته التي أصابها الشيب منذُ عده سنوات ،أتجه إلي الشرفه و هو يقول بـ أريحيه :-
_ما تيجي نبدأ من جديد
_رمقته بنظره تُعني تساؤلها عن تغييره المُفاجئ ،أكتفت بتلك النظره دون أكتراث ،لـ يُحمحم قائلاً:-
_كان لازم تساعديني نمهد الطريق مش تصعبيها عليا ،انا عاجز وسطكم ،خسرت نفسي وسط العند اللي بقابله منكم ، انا اتجوزت عشان مبقاش الاب اللي رابط بنته جنبه لانها مكانتش قادره تعيش بسببي دي الحقيقه ، فكرت ان بشيل حمل من عليها أتاريني زودت حمل علي قلبها ، وأحمال القلب عمرها ما تتخفف يا زينب
_تمتمها بـ ندم بعدما أجتاحه شعوراً بـ الأسف ، لتُرتب علي يده وهي تهتف :-
_حقك عليا يا خويا ، انا مكنش قصدي أغضب
أيمن بهدوء مصتنع:-
_ويفيد بإيه القصد وافعالك عكسه
زينب بتوتر :-
_لكن النيه سليمه
_أعتدل في جلسته وهو يهتف بجديه:-
_النوايا دي ميعلمهاش إلا ربنا ،لكن انا راجل معلمش غير الافعال ،ف خلي بالك من أفعالك معايا يازينب
_تفوه بجملته الاخيره بنبره تحذيريه ،لتبتلع ريقها بصعوبه من شده التوتر لتهز رأسها بـ خفه وهي تهتف:-
_توبه من دي نوبه ، مش هتتكرر تاني يا خويا
أيمن:-
_مفيش داعي للتوتر ، انا حبيت اقولك بس ان صبري نفذ
_وقف و هو يهتف بـ جملته الأخيره حيث قرر ان يتجه إلي القهوة ليستمتع بـ أحدي جلساته المُعتاده مع أصدقائه..______________
_جلست بجواره بعدما وضعت صينيه بها بعض المخبوزات وكوبان من الشاي الساخن علي الطاوله التي أمامهم لتقول بإبتسامة:-
_عارف يا عمر من ساعه ما خلفتك وانت معملتش حاجه عدله غير اختيارك لبشري
_رمقها بنظره غاضبه معترضاً علي تلك الكلمات ليهتف بسخريه:-
_وبالنسبه ل اني مهندس ناجح وكده
مروه بلا مبالاه:-
_لا لا دي شكليات فارغه وبعدين دي جت معاك كده يا أهبل ،ده انت كان علي قلبك مراوح تدخلك الحضانه بعد الثانويه العامه يا فاشل
عمر بتساؤل:-
_هنفتح موشح النكد دلوقتي ولا اي
مروه بـ ضجر:-
_ياشيخ اتنيل ده انت حتي النكد فاشل فيه
_أعطته الشاي الخاص به ليتناوله منها وهو يهتف :-
_واما انتي جايه تجلدي ذاتي عملالي شاي ليه
_تنهدت بأريحيه لـ تهتف:-
_اها قلب الام بقا ،نتكلم جد شويه بقا
_تفوهت بها وهي تلتفت إليه لينتبه الأخر لها لتكمل :-
_بما ان الاجواء متوتره بين البنت وأبوها ، هتحصل مشاكل علي الخروج خصوصاً لو فضلت عند أسمهان
عمر بجديه:-
_نفس تفكيري بس هنعمل اي مفيش حل
مروه بنبره واثقه :-
_لا في
_أجتاحه الغموض لـ يهتف متسائلاً:-
_اي هو
_وضعت كوب الشاي الخاص بها علي الطاوله وهي تُتمتم :-
_احنا اما نروح نتفق معاه علي شبكه وكتب كتاب ، انتو كده كده عارفين بعض كويس ومتأكدين إنكم ان شاء الله هتكملو
_هز رأسه بـ النفي قائلاً:-
_مظنش بشرى توافق
مروه بجديه :-
_لا انت جيبها بشياكه هتوافق ،يعني عرفها ان ده عشان تبقي براحتك معاها ك خروج و انها تركب معاك العربيه حتي لو وقت متأخر وعشان تجهزو بيتكم سوا يابني وكل الاسباب دي فعلا حقيقيه
_إبتسم إليها بحنو وهو يقبل يدها لتمسح الأخري بيدها علي رأسه ، هدأ روعه الآن وأصبح ينعم بالسلام الداخلي فـ تلك المره الاولي التي تكن فيها والدته راضيه عن اختياره بل وأكثر حماسةً منه لحدوث ذلك الاختيار ،تأكد أنه بالفعل قد تغير تماماً ،تغيرت اولوياته و أفكاره لـ يوزان أمور الحياه كافه من كل الجوانب وعلي أكمل وجه ..
____________
_أغلقت حاسوبها وهي تلتفت إلي تلك الشارده لـ تهتف بحماس:-
_أسماااااا
_عادت الأُخرى من شرودها لتلتفت لها دون أن تتفوه بـ كلمه واحده غاضبه من ذلك الحماس الغير مبرر ، لتتسائل بشرى:-
_هدخل ف مشروع جديد تشاركيني
أسمهان بجدية:-
_ولازمته اي نسبتنا ف الكافية بتكسبنا من غير مجهود ، غاويه تعب ليه
_بادلتها الحديث بجديه هاتفه :-
_عشان دي كانت مجرد بدايه ،عموما انتي حره انا لقيت مكان مناسب اوي وجاهز كمان وبكره هشوفه
أسمهان بقله حيله :-
_بالتوفيق
بشرى بنبره آمره :-
_هتيجي معايا ،مش هروح لوحدي
_أومأت إليها الأُخرى بالموافقة وهي تتسائل بجديه :-
_ها خلصتي الروايه اللي هتنزلي بيها المعرض الجاي
_هزت رأسها بـ النفي بـ يأس لتُتمتم بخفوت :-
_لا ،فاقده الشغف
_ألتفتت إليها أسمهان وهي تهتف بجديه :-
_لا خدي بالك مينفعش تبدأي طريق جديد علي حساب القديم ، وبعدين مش هنزل المعرض ده لوحدي
بشرى بهدوء:-
_حاضر هحاول أخلصها
______________
_تطاير الدُخان من كل الإتجاهات حيث أن كلاهما يُدخن بشراهه قطع صمتهم عمر هاتفاً بضجر :-
_كفايه بقا انا لو قاعد مع مدخنه مش هتعمل كده
_ألتفت إليه بحنق لـ يصيح به بنبره ساخره:-
_علي اساس انك بتشرب چهينه ميكس ، ماهي سجاير
_ألقي سيجارته خارج السياره و هو يُتمتم :-
_مش فاهم بقالنا ساعه قاعدين ف العربيه و ساكت ، حصل اي
_تنهد بعمق لـ يسترخي تماماً بـ مكانه لـ يهتف الأخر :-
_لا انا بسألك في اي ،مقولتش نام ، اوعي تقول مش مرتاح
_ألتفت إليه وهو يقول بجديه :-
_تصدق فعلا مش مرتاح الراحه اللي كنت متخيلها ،لسه في جزء مني مش مرتاح مش بسبب اروي اكيد ولا وجودها بس ده الواقع
عمر بهدوء:-
_انا فاهم ان شغلك كفيل انه يخليك مش مرتاح ،طول الوقت مجاملات و راسم البسمه علي وشك حتي لو لسه واخد علي قفاك
_رمقه بغضب وهو يهتف:-
_ما تحسن ملافظك يا زفت انت ،تصدق انا غلطان اني قاعد معاك
عمر بجديه بعدما تلاشي إبتسامته الهادئه:-
_تنكر انها حقيقه
يوسف :-
_منكرش ،لكن انا مش بتاع مجاملات انا جايز بحب جبر الخواطر وبحترم فكر اللي قدامي ، بس حتي ده شئ مرهق
عمر بهدوء:-
_مشكلتك انك بتركز يا يوسف ،بتركز وبتتأثر ومبتنساش طبيعي مترتاحش ،اول طريق للراحه هو النسيان والتاني اللامبالاة والاتنين مش عندك ، مش بعيد لو لمحت طالب ولا طالبه تبقي عارف وفاكر السنين كلها اللي درستله فيها
_تنهد بقلة حيله موافقه الرأي ، فَـ هو بالفعل لا ينسي أي شخص تعامل معه ولو لمرات قليله ، لم يتمكن من تفسير ذلك لكن ربما تلك الأمور هي حصاد توازنه للمواقف والتعامل بشكل مُرتب ، تلك التفاصيل الصغيره تأخد من طاقته حتي كادت أن تفني من قبل وجودها ....
أنت تقرأ
مُتلازمة حُب
Romanceالمتقدمه:- "بعض القصص تُدفن من قبل أن تحيا ،كانت تؤمن بتلك المقوله التي نشبت بواسطه قلمها ،لكن هل من الممكن أن تسلب معاها الروح وتدفن بجانبها ،أم أنها أكملت وتيره الموت من أجل الحياه بذاتها ،لطالما كانت تعتقد أن الارض هي مكان الحُروب بذاته هنا تكمن...