_ظلت جالسه امام التلفاز لمده ساعتين تقريباً ليرن الجرس مره اخري فتحت في تلك المره أعتدال لتجد بشري تدلف اليها وبيديها بعض الاكياس لتقول اليها :-
_جبتلك اكلت سمك وجمبري انما اي تستاهل بوقك
_وضعت الاكياس علي السفره ثم اتجهت نحوها لتحتضنها بشده وهي تقول بعتاب:-
_ينفع الغياب ده كله برضو
-نظرت اليها بحزن لتفهم الاخري انها قد اقسمت ان لا تتخفي وراء ستار السعاده المزيفه ولكن تُري السبب فقط هي قصه حب ظلت كامنه بداخلها وان كانت من الطرفين فهي خاليه من الذكريات التي تُشعل الحزن بداخلها ،في تلك اللحظه أدركت ان حياه صديقتها ليست علي ما يرام في كافه الجوانب قطعت الاخري تلك الصمت الذي طال لمده طويله وهي تهتف :-
_معرفتكيش بأعتدال بقا
_التفتت الي الاخري وهي تقول :-
-دي بشري يا أعتدال صحبتي وزي اختي
_تبادلو الترحيب ببعضهم بابتسمامه خفيفه لتقول بشري:-
_طب يلا ناكل قبل ما الاكل يبرد ،اقعدي يا أعتدال
-نظرت بتردد لـ أسمهان وهي تقول :-
_العين متعلاش عن الحاجب
بشري بأعتراض:-
-لا احنا معندناش الكلام ده والله يا أعتدال وبعدين ده احنا المفروض نشيلك فوق راسنا ده انا والبت الغلبانه دي متكسحين من غيرك المكان مكنش هيبقي مترتب كده
_نظرت أسمهان الي أعتدال وهي تقول بإبتسامة متواضعه :-
_اقعدي يا أعتدال
_اومأت إليهم بالموافقة وهي تجلس بجانب بشري وتقول بابتسامة:-
_والله انتو الاتنين ما تتخيروش عن يوسف بيه
_لم تكمل كلماتها ليدق جرس الباب مره اخري ، ذهب لتقوم بفتحه ،همست بشري لأسمهان بتساؤل :-
-مين يوسف ده
_اجابتها الاخري :-
_هقولك بعدين
-اتت إليهم اعتدال مره اخري لتقول :-
-ده يوسف بيه يا ست اسما وانا لسه مخلصتش
_وقفت وهي تهندم ملابسها لتقول بحزم:-
-هطلع اكلملك معاه
_خرجت لتجده واقفاً بشموخ يليق بشاب مثله لتقول بابتسامه:-
-استاذ يوسف حضرتك ممكن تتفضل معانا جوه علي ما أعتدال تخلص
_حمحم بحرج وهو يقول بجديه :-
-انا عارف ان جيت بدري شويه بس والدتي مستعجله ،كمان ميصحش أتفضل وانتي لوحدك
-هزت راسها بالنفي وهي تقول بحماس تعجبت له :-
-لا مش لوحدي وهتتفضل وتتغدي معانا كمان
_ابتسم بهدوء وهو يأومأ لها بالموافقة رغم تردده ،اتجه معها الي غرفه السفره لتقوم أعتدال وهي تقول :-
-هروح اخلص شغلي بقا عشان منتأخرش
لتجيبها بشري :-
-تمام هشيلك الاكل بتاعك
_انتهت من كلامها وهي تنظر اليه لتقول اليه :-
-اهلا وسهلا مين حضرتك
-حمحمت أسمهان بحرج وهي تقول :-
-ده الاستاذ يوسف ، أتفضل يا استاذ يوسف
-قالتها وهي تشير الي احدي الكراسي ثم جلست بجانبه ليقول بحرج :-
-انا فكرت في راجل انتو بنات ف هستني أعتدال تحت
_هزت رأسها وهي تعترض وتقول:-
-اعتدال موجوده واحنا موجودين وقاعدين بأحترامنا فين المشكله
_تعمق في النظر اليها في تلك اللحظه التي اشار اليه عقله بأن يبتعد عن النظر في عينيها لكنه لم يبالي بمناجاه عقله ،لاحظت تلك النظرات المتبادلة بشري لتقول بمرح:-
-لا اكيد ده حب
-افاق من شروده علي تلك الكلمه وهو ليقول اليها بتساؤل:-
-نعم
_ابتسمت ببلاهه وهي تقول :-
-لا خلاص ولا حاجه ، حضرتك شغال اي
يوسف:-
-انا مُعيد في كليه الهندسه
_ظل جالساً وسط أجواء متوتره لتلاحظ أسمهان توتره مما جعلها تُحمحم بحرج وهي تقول:-
_طب تحب نقف فالبلكونه يادكتور يوسف
_ليرد مسرعاً:-
_اها ياريت يكون افضل
_واقف وهو يغلق سترته بشكل لبق ثم وقفت هي ايضاً وهي تنظر الي بشري لتقول الاخري:-
_هعمل مكالمه ضروريه واحصلكم
-اومأت لها بابتسامة واتجهت برفقته الي تلك الشرفه الواسعه المذينه ببعض الزهور الصناعيه والتي تطل علي البحر الذي يأسر قلوب الناظرين إليه تنهدت بعمق وهي تقول بإبتسامة :-
-انا مش اوبن مايند خالص علي فكره ، انا طولت ف اسبانيا بس انا مصريه زيك
_ ابتسم وهو يهز رأسه بحيره ليوجه نظره اليها وهو يقول:-
_انا متأكد من كده بس عمر لو عرف اني هنا هيزعل اوي
_نظرت أمامها موجهه نظرها الي الشاطئ وذلك الموج الذي يداعبه بجراءه لتقول :-
_عمر مش قريب مني زي ما انت فاكر انا الوحيدة اللي قريبه مني بشري بس انا مش قريبه منها
_تعجب من ما قلته مما جعله يتسأل كيف يمكن ان تكون الصداقه الحقيقيه بقا تنافر من شخص تجاه اخر ليقول باهتمام لحديثها :-
-ازاي مش فاهم
اسمهان بحزن:-
_بشري زي الاطفال بالظبط لسه عندها احلام ورديه بتظهرها ف كتابتها وف حياتها عموماً ،لسه بتحب النهايات السعيده ومؤمنه بيها ، لسه بتصدق ان الخير هو اللي بيغلب الشر ،لسه شايفه الدنيا من جانب واحد..
_ظلت تسرد له الكثير عن الآمال والحياه المليئه بالنور والأمل تلك هي معتقدات صديقتها التي بمثابه اخت لها ربما تفسيرها لكل هذا ان روح بشري تشبه بالنور فهي تملئ حياه المحيطين بها بالبهجه ،تُعطي دون إنتظار اي مقابل ، لا يمكن ان توصف بالقوه لانها لم تحاول اظهار قوتها قط ،تتجنب من يؤذيها باللامبالاه ، رغم من انها وصفت كل هذا لم تتمني ان تكون بمكانها ولو لمرةً واحده انتهت من حديثها وهي تنظر اليه ليبتسم وهو يقول بتساؤل :-
-طب وانتي
_ظلت موجهه نظرها اليها وهي شارده بما ستوصف نفسها لا تُشبه الظلام والنور لا يُناسب روحها ،رأت الحياه من كل الجوانب ومن رأيها لا يوجد اسوء من البشر في تلك الدنيا ،بالنسبه لها فالحياه تُشبه بحربٍ قائمه حتي الموت ومن تجاهل حربه خسر نفسه بالفعل ومن حاول وهُزم في حربه فَـ شرف المُحاوله يكفي اما الفائز فلا يليق به التباهي وليس مُباح إليه الغرور وذلك لان الخطر يحاوط الحياه من جميع الجوانب تسقط ثم تنضهت مستعداً للسقوط الجديد الاسوء والأشد ، تلك الحياه بنظرها لا يليق بها اسمها ربما لأنها خاليه من الحياه مليئه بالقواعد والصراعات فقط لا تليق إلا بالاقوياء تلك هي حياتها ،انهمرت دموعها دون ان تُجيب علي سؤاله لكنه قرأ كل شئ بداخلها وكأنها كانت تسرد ما بداخل قلبها في عينيها التي لازالت موجهه امام عينيه افاقت من ذلك الشرود وهي تمسح دموعها محاوله تغيير مجري الحديث وهي تقول:-
_كنا بنقول اي
-ابتسم بحنو وهو ينظر اليها ليقول:-
_انتي مقولتيش حاجه بس فهمتك
_ألتفتت إليه وهي تقول بتساؤل :-
_فهمت ازاي من غير ما احكي حاجهيوسف:-
-مش كل اللي بتحكيله بيفهم وانا فهمت من غير ما تحكي فهمت حزنك نفسه مش سببه
_قال كلماته بنبره صادقه ،لم يهتم لأمر احداً من قبل لكن قد يكون السبب انها تذكره بذاته يأمل ان يكون ذلك هو الدافع الوحيد لأهتمامه المُفاجئ .._قطع شرودهم صوت أعتدال وهي تُخبرهم انها قد انهت ما تبقي ،ودعتها أسمهان بحراره وكذلك بشري ،ليودعون يوسف بالأخير وسط ضجيج عقلها التي لا تعرف ما سببه
_لاحظت بشري انزعاجها من هيئتها العابثه لتقول بنبره ساخره:-
_الصناره غمزت ولا اي
اسمهان بتوتر:-
-تقصدي يوسف
_اجابتها الاخري بسخريه اشد من قبل :-
امال أعتدال يعني ،مالك مخطوفه ومش علي بعضك ليه_زاد توترها لترتجف يديها بشكل ملحوظ لتقول بحزم:-
_اكيد مش هو السبب ده انا اول مره اشوفه ،انا طول الوقت مضغوطه يا بشري انتي حاسه بتغيير عشان مكنتيش بتشوفيني بس
_اومأت اليها الاخري وهي صامته تأمل ان تكون نهايه حزن صديقتها نهايه سعيده تُشبه الخيال الذي أسرها برفقه..يُتبع...
أنت تقرأ
مُتلازمة حُب
Romanceالمتقدمه:- "بعض القصص تُدفن من قبل أن تحيا ،كانت تؤمن بتلك المقوله التي نشبت بواسطه قلمها ،لكن هل من الممكن أن تسلب معاها الروح وتدفن بجانبها ،أم أنها أكملت وتيره الموت من أجل الحياه بذاتها ،لطالما كانت تعتقد أن الارض هي مكان الحُروب بذاته هنا تكمن...