الفصل الثالث عشر

31.3K 777 2
                                    


_أشرقت الشمس لتُنير ذلك العالم بجراءه ،كانت تراقب شروق الشمس من شرفتها وسط بعضً من الموسيقي الهادئه ،كان كل شئ لازال هادئاً بأستثناء قلبها الذي غاب نور الشمس عنه ولم يتبقي به سوي السكون ، ذلك السكون الممزوج بالحزن الذي لطالما نشب الابداع في عقلها وكأن ظلامه هو النور بذاته ، الوضوح التام هو الطريق الوحيد إلي الظلام فَـ في ذلك العالم قد هُدرت البراءه ومن لم يتخلص من براءته او جزءً منها ستزول روحه فدائاً للاخرين ، لم تُعني يوسف بذاته في تلك الافكار اللعينه بل أهتمت بالواقع بشكل عام فَـ كيف يمكن لأنسان طبيعي أن يقبل بهذا ،أم أن ذلك هو الأمر العادي ،ربما لهذا السبب تتلاشي الافكار وبدلاً من التقدم إلي الأمام نفضل دائما العوده ،تنهدت بضجر وسط مداعبه نسمات الهواء لخصلاتها لتدلف إلي الداخل من جديد  ، نظرت إلي هاتفها لتجد عده مكالمات من رقم مجهول وتلقت مكالمه أخري من نفس الرقم ،فتحت ليقول الاخر :-
_انا يوسف
_تلجم لسانها تماماً عند سماعها الاسم ، فماذا ستقول أو بالأدق كيف تتخلص من عجزها عن الكلام ،ظلت صامته للحظات ليقول الأخر :-
_أسمهان انا عارف انك مضايقه مني بس انا مشتت ومحتاج اتكلم معاكي
أسمهان بهدوء مصتنع :-
_يوسف انت مش لازم تكون مشتت اللي انت فيه ده مكانك اللي انت قبلت بيه واختارته ، انت لسه زي ما انت دكتور يوسف المحبوب والمشهور وسط طلابه واللي الكل بيحلف بأخلاقه لسه زي ما انت الانسان الهادي المرتب اللي بيعشق النظام ومع ذلك ممكن هو اللي يخرج عن قواعد حطها بأيديه ،لسه زي ما انت قادر توازن الامور وقادر تتغلب علي صراعك لنفسك ،لسه سكوتك قادر يتغلب علي اللي جواك ،يوسف زي ما هو بس اللي زاد ف حياته نسرين
_تبدل الوضع الآن هو الصامت وهي المتكلمه ،كيف تمكنت من أختراق تفاصيل مشاعره ومن تحليل شخصيته ،أما عنها فألتزمت الصمت بعدما أنتهت من وصف كل هذا ،ظهر عليها الجمود ليحمحم هو ويقول بتساؤل :-
_ازاي قدرتي تعرفي كل ده
أسمهان بسخريه :-
_مفكر نفسك الذكي الوحيد ،تبقي غلطان ك عادتك
يوسف بغضب :-
_انا مش غلطان وحتي لو عرفتي كل ده ف لسه برضو متعرفيش عني حاجه
أسمهان بنبره هادئه تحمل معاني الغضب :-
_و محدش قالك اني عايزة اسمع يا يوسف ، للاسف انا عندي معاد شغل النهارده بس هديك نصيحه صغيره ، يا تكمل ف طريق انت مأختارتهوش ياتمشي منه دي الخلاصه
يوسف بغضب :-
_أفهميني ولو مره يا بني ادمه انتي ،انا عايز اتكلم معاكي ف حاجه تخص شغلي مع عمر انا بصراحه عايز افض الشراكه اللي بينا ، لكن موضوع نسرين انا هكمله عشان انا بحبها مش عشان حاجه تاني
_بالفعل كان ذلك السبب الرئيسي في مكالمته لها لكنه كذب في أمره نحو حبه المفاجئ لنسرين لربما كان السبب هو كبرياءه ك رجل لم يسمح له بالاعتراف أمامها أنه مُقيد بواقعً مفروض ، توترت هي قليلاً بسبب شعورها بالحرج لتزفر وهي تقول بحزم :-
_شغل عمر انا مفهمش فيه حاجه ، خليك صريح معاه وبس
يوسف :-
_بس كده ممكن أخسر عمر ك صاحب
أسمهان بجديه :-
_محدش بياخد كل حاجه يا دكتور يوسف ،وعموماً لو أتعاملت بذكاء جايز وقتها بس تحافظ علي كل حاجه
___________
_يتناول وجبه الأفطار برفقه شقيقته في الحديقه ،ترك الشوكه والسكين من يداه وهو يلتفت إليها ويقول بجديه :-
_متوتره كده ليه يا يارا
_هزت رأسها بالنفي لتقول بهدوء:-
_لا خالص بس منمتش كويس
_كاد أن يبادلها الحديث لكن قطعه دخول مساعده الشخصي الذي أقترب إليه وظل يهمس ببعض الكلمات في أذنه ليقول الاخري :-
_طب روح انت دلوقتي
_وجه نظره نحوها مره أخري وثغره يحمل نصف إبتسامه ليقول بهدوء:-
_انا مش هتعصب خالص أهو ،مين اللي خبط عربيتك
_عبثت ملامحها لتزفر بضيق وهي تهتف :-
_هو انكل سلامه ده مش بيتبل ف بوقه فوله
عابد بجديه :-
_كان المفروض انتي اللي تقولي بنفسك ،انا مش راضي اعين حراسه عليكي عشان تبقي براحتك لكن لو محترمتيش الحدود اللي راسمهالك وقتها هتندمي صدقيني
_أبتلعت ريقها بصعوبه وهي تقول :-
_بص هو حد كنت بشوفه ساعات كتير معرفش حتي أسمه ، خوفت لو قولتلك تأذيه
عابد بغضب :-
_خايفه علي واحد متعرفيهوش مني انا ، أطلعي علي أوضتك يا يارا ونتكلم بعدين
_تجمعت الدموع في مقلتيها لتدلف إلي الداخل وهي تبكي ،لاحظ هذا مساعده الشخصي ليذهب إليه مره أخري وهو يقول :-
_يابني بلاش تحسسني اني بغلط اما بقولك حاجه تخصها ،براحه عليها يا عابد دي ملهاش غيرك
عابد بضجر :-
_بس أمانه ف رقبتي لازم أحافط عليها ، عمري ما فكرت ابقي الاخ اللي بياخد منها أفكارها أو بيفرض عليها رأيه من غير ما يفهم وجهه نظرها ، بس خوفي يكون ده الغلط نفسه ،انا بحاول أوازن الأمور تعيش حياتها بس تحافظ علي نفسها ، لو جرالها اي حاجه حتي لو صغيره انا مش هسامح نفسي
_هز رأسه بأسف وهو يقول بتنهيده :-
_انا عارف ان والدك سابلك حمل كبير ، بس يابني هي مبقتش صغيره المفروض الحمل يقل من عليك علي الاقل تبقي مطمن ، انا كنت مع أبوك خطوه بخطوه كبرتك وكبرتها وبحكم معرفتي بيها احب اقولك يارا ميتخافش عليها
_رن هاتفه في تلك اللحظه ليبتعد الاخر من تلقاء نفسه كي يترك له مساحته الخاصه أجاب بهدوء:-
_ألو
أسمهان:-
_انا أسمهان كنت عايزه ابلغ حضرتك اني موافقه علي الفكره
عابد بجديه:-
_طب كويس ، محتاجه تسألي عن حاجه معينه
أسمهان بهدوء:-
_هي حاجات كتير مش حاجه واحده بس حالياً محتاجه أشوف المكان
عابد :-
_تمام هبعتلك اللوكيشن وهكون ف أنتظاركم كمان ساعه

مُتلازمة حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن