الفصل السادس والعشرون

23.9K 613 2
                                    


_أشرقت الشمس لتداعب السماء بجرأه بينما كان ينتظرها هو أسفل البنايه ،لتخرج منها برفقه داليدا متجهين نحوه لـ تهتف بتساؤل:-
_أتأخرنا
عابد بابتسامة جريئه:-
_وحشتيني
_حمحمت داليدا بحرج وهي تقول :-
_اي يا عم روميو ، احنا هنا
عابد بضجر :-
_اما نوصل هتنطلقي انتي ويارا بعيد بما يرضي الله أتفقتا
أسمهان:-
_اما نوصل نبقي نشوف يلا
_أستقلوا جميعاً سيارته ليقودها هو نحو أحدي جبال سيناء ،هتفت يارا بتساؤل:-
_الكامب ده تبع الوفد الاجنبي اللي جاي بكره
عابد:-
_ايوه بس النهارده ملهوش علاقه ،بمعني ترتيبات غير بتاعت بكره خالص
_واصل الطريق وسط صمت تام تاركين لعقلهم العنان وسط الموسيقي الصاخبه التي اختارها
________
_وانتي بقا هتوافقي علي العريس اللي جاي من ، ولا حيلنا اتقطع ف التنضيف علي الفاضي
_قالتها سنيه بإرهاق وسط ترتيبها للمنزل بعدما انتهت من تنظيفه بمساعده اروي ، لتتفوه اروي بجديه :-
_ايوة هوافق نعمل خطوبه واشوفه مناسب ولا لا
_تسائلتها مريم صديقتها التي كانت تجلس برفقتهم منذُ بدايه اليوم:-
_حضرتي لسته من الاسئله التقليديه ولا لسه ياحلوتي
أروي بضيق:-
_تصدقي انتي رخمه ، وبعدين انا مش هسأله علي حاجه اما نتخطب هعرف كل حاجه بالتدريج ، مش هحضر حاجه
_تنهدت سنيه بنفاذ صبر لتُتمتم :-
_كل واحد حر ف شخصيته يا مريم ، مش وقت خناق ده
مريم بتفهم:-
_علي رأيك ، هروح أجيب الميكب بتاعي من البيت عشان اظبطك
_هزت رأسها بـ الرفض لـ تهتف بحزم:-
_مش هحط حاجه ف وشي ، دي طبيعتي وهو لازم يبقي عارفها
مريم :-
_خليكي كده لحد ما يطفش
أروي بلا مبالاه :-
_ما يطفش عادي ، حقه
_لم تُدرك سبب لا مبالاتها بـ الأمر لربما كان السبب أنها لم تنتظره من الاساس ،لا مبالاتها طبيعيه بالنسبة لعدم معرفتها به و بشخصيته ،أنتشلها صوت والدها من ضياع عقلها الشارد بـ قوله :-
_ماده بوزك شبرين ليه
_إبتسامه خافته أحتلت ثغرها لـ تهتف بـ النفي:-
_لا ابداً، سرحت شويه بس
_إبتسم بـ لُطف وهو يرتب علي كتفها لـ يهتف بنبره جاده :-
_مش عايزك تقلقي ،مش دايما بتقولي كل حاجه بتحصل خير ، أهو خير تكسرتي جه بفايده وجالك نصيبك
_قال جملته الاخيره بسخريه لـ تهتف هي:-
_شكلك متحمس اكتر مني
صابر:-
_يابنتي وانا عندي مين غيرك أفرحله ، وهو دوغري وجاي البيت من بابه
أروي بهدوء:-
_ربنا يقدم اللي فيه الخير
_______________
_دلفت من خلفه بـ أمر منه ،كانت ترتجف خوفاً من هيئته التي لم تراها من قبل ، جلس علي مكتبه ليخرج بعضً من النقود من درج مكتبه وهو يهتف بعدما ألقاهم أمامها:-
_ده بقيت حسابك يا نهي ، أتفضلي انا مستغني عن خدماتك
_حدقت به جيداً لتهتف بنبره هادئه:-
_سوري يا مستر عمر بس انا معملتش حاجه
عمر بجديه :-
_مش هقولك اني همشيكي عشان مشكله بسببك مع خطيبتي لا ، انا بمشيكي دلوقتي حفاظاً علي سُمعة المكتب ده ، وياريت تتفضلي عشان مش عايز أوضح أكتر من كده
_غادرت إلي الخارج لتلحق بها زميلتها وهي تهتف بتساؤل علي سبب بُكائها:-
_مالك يا نهي في اي
نهي بصوت منبوح:-
_انا أترفدت ، بعد إذنك
_غادرت المكان بأكمله لتتنهد الاخرى بأسف علي ما حدث ،اما هو فـ خرج إليها ليُتمتم بجديه:-
_من بكره الصبح تبدأي تدوري علي حد يمسك شغلها ويفضل يكون شاب ،مش عايز وجع دماغ
_أومأت إليه بالموافقه ليعود هو إلي مكتبه من جديد
__________
_ظلت جالسه بجواره في السياره وهي تحدق إليه غير مباليه لمن معهم ليدور ف خاطرها بعض الكلمات:-
_هو ليه مهما كانت الحاله اللي بنعيشها حلوه بنخبي أضعافها جوانا
_لم تتلقي اي إجابه من عقلها ، لربما الخوف سيظل السور الوحيد الذي يُخبئ خلفه أسراراً لا حصرة لها ، لماذا يبقي البوح هو القرار المستحيل في مجتمعنا الشرقي خصوصاً لو كانت صاحبته فتاه ، ولما وصلنا لحد الإستهانة بمشاعر الاخرين برغم أنها أبسط حقوقهم وأن كانت لا تروق لنا ، لكن مشكلتها هي تختلف ،فَـ هو أيضاً يُخبئ الكثير لها لكن لازال وقت البوح بالنسبة له لم يأتي بعد ..
_وقفت السياره ليقول هو بنبرته الرجولية الهادئه التي سلبت عقلها إليه بدلاً من أفاقتها من شرودها :-
_يلا يا أسما ، وصلنا
_خرجت من السياره وأتبعها هو ومن خلفهم الفتاتان ليُشير إلي المُخيم الكبير وهو يقول :-
_ارتاحو هنا شويه أعقبال الغروب
_وافقوه الرأي ليذهبون ، ثم أتجه هو إلي مُخيمه
_دلفت داليدا من قبلهم لتتأمل تلك الخيمه المُصممه علي التُراث البدوي بإتقان لتجد عُلبه كبيره ، أتجهت نحوها لتخرج منها ثلاثة فساتين يدخل بها الصناعه اليدويه مزخرفه ببعض النُقوشات البدويه البسيطه ،وكان جميعهم باللون الاسود لتتحمس وهي تُناديهم :-
_يا بنات
_ألتفتت أسمهان إليها وخلفها يارا لتهتف أسمهان وهي تنظر إلي الفساتين التي كانت بدون أكمام فقط حملات عريضه لتقول بضجر :-
_وبعد كده يقول لبسك مفتوح
داليدا:-
_تلاقيه قصده علي الشبابيك الكتير اللي ف لبسك يعني ده طويل ، انتي كنتي بتلبسي قصير ومفتوح
_وكزتها يارا وهي تهتف بحزم:-
_بس بقا بلاش لماضه ، احنا نرتاح شويه و نشوف هنعمل اي
______________
_دلفت إلي منزل والدها لتتسائل بدهشه:-
_طنط زينب فين يابابا
أيمن:-
_بتزور اخوها ،هتيجي بكره
_نظرت إليه بمكر وهي تهتف:-
_شكلك انت اللي موزعها
_وضع يده علي كتفها وهو يهتف بتوسل:-
_ارجوكي بلاش السيره دي ، انا عايز أقضي يوم حلو مع سي عمر بتاعك ،ولا هو رجع ف كلامه ومش جاي
بشرى بابتسامة هادئه:-
_زمانه علي وصول ، بس مش فاهمه ليه ميجيش يتقدم علي طول
أيمن بهدوء:-
_لازم اتعرف عليه الاول ، وبعدين هو شخص كويس انتي قلقانه ليه
_نظرت إليه بتوجس لتكتفي بالصمت لعله يستطيع أن يُخفي قلقها ، القلق ذلك الشعور اللعين الذي لطالما كان يُعكر صفو لاحظاتها السعيدة وأن لم يكن هناك سبباً ،لربما هو بمثابه صديقً مُخلص لها ولو كان مزعجاً لم يُفارقها أبداً..

مُتلازمة حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن