_في الصباح الباكر كانت تجلس علي أحدي الطاولات بمفردها مرتديه بنطال من الچينز الازرق الفاتح وتيشيرت بأكمام باللون الاسود رافعه خصلاتها علي هيئة كعكه لكن لازال بعضها متمرداً بعشوائيه زادت من جاذبيتها ،مر من أمامها ليلتفت إليها وهو يهتف بإبتسامه :-
_أنسه داليدا صباح الخير
داليدا بهدوء:-
_صباح النور ، انا كنت قريبه من المكان قولت أرتاح شويه وأشرب حاجه
تميم برسميه :-
_نورتينا ، تيجي ف اي وقت المكان مكانك
_حمحمت بحرج وهي تهتف بتساؤل :-
_تميم ممكن تقعد
_تفوهت بها برجفه واضحه في صوتها بالإضافة إلي توترها بشكل عام حتي أصبحت ترتعد خوفاً ، إبتسم وهو يجلس أمامها قائلاً :-
_ليه طول الوقت بحس أنك عايزه تقولي حاجه
داليدا :-
_أه ، لا ، مش عارفه
_ظهرت الحيره عليها لترتشف بعض قطرات المياه من الزجاجه الصغيره الموضوعه أمامها وهي تنظر إليه بطرف أعينها وكأنها تراقب رده فعله علي ذلك التوتر ، أعتدل هو في جلسته بثقه وهو يهتف بسخريه :-
_ده انتي حالتك حاله
داليدا بغضب:-
_انت غريب اوي ، يعني ازاي كنت ملاحظ طول الوقت أن في حاجه و ساكت
تميم :-
_وطي صوتك ، انا مش من حقي أواجهك بحقيقه انا شايفها لاني هنا ف شغل وبس
_شعرت بـ الإهانة وخشيت أن يكون يعرف حقاً بحقيقه مشاعرها تجاهه مما جعلها تشيح وجهها بعيداً عنه وهي تتسائل بجديه:-
_والنهارده اي أتغير أنت لسه ف شغل وبس
تميم بجديه :-
_انا هسيب المكان قريب أوي ، معرفش أمتي بالظبط لكن ده شئ خلاني أتجرأ و أسئلك
_حدقت بعيناه بجراءه وهي تهتف بجديه حاسمه للموقف :-
_لو كنت عايز تسمع بصحيح كنت أتكلمت بشكل أحسن ، انت بتعمل كده عشان ترضي فضولك وانا مش هخليك تنولها أبداً
تميم ببرود:-
_وانا مقولتش غير كده
داليدا :-
_مش فاهمه
_نظر إليها وهو يهتف بصوت مسموع بنبره صادقه :-
_داليدا أنتي مهندسه صغيره والطريق قدامك ، أنتي جميله جداً وهتلاقي اللي يقدر جمالك ده وارد مش دلوقتي لكن هتلاقيه
داليدا بتساؤل ساخر:-
_وانت بقا مش مقدره
تميم بهدوء:-
_مش كل شئ نقدره نقدر نملكه
داليدا بغضب:-
_لا بجد مش فهماك
تميم بهدوء مصتنع:-
_مش هقول تاني وطي صوتك ، طبيعي متفهميش لانك مش شايفه حياتي ، انتي حبيتي شخصيتي من بعيد اوي متعرفيش أني مش ملك نفسي ولا حياتي ملكي انا في ناس مسؤوله مني علي ما أدي رسالتي معاهم يكون عمري بقا بينتهي
داليدا بتساؤل:-
_أخواتك
_أومأ إليها بالموافقة وهو يهتف بقلة حيله:-
_كلهم صغيرين و ف رقبتي ، وارد جدا أكون حسيت ولو ب ربع شعورك لكن مملكش غير اني أسيطر علي اللي باقي ف مشاعري
داليدا بصوت منبوح :-
_و واجهت ليه
تميم بحزم:-
_عشان تهدي ونار مشاعرك تبرد ، في حاجات مش هتعرفي تقفليها بإيدك مهما عدي الوقت يمكن لانها مش ملكك لوحدك
_كانت بـ وادٍ غير واديه ، تنصت إلي كلماته لكنها لا تملك الإجابه ليس بيدها حيله سوي تقبل شجاعته في المواجهه وغلق تلك الصفحه التي لم تفتحها من الاساس ، أومأت إليه بالموافقة وهي تهتف بجديه:-
_ربنا يوفقك ، بعد إذنك
_أتجهت نحو الكاشير لتدفع الفاتورة بنفسها بدلاً من النادل ،كانت خطواتها واثقه لم تنظر خلفها مرةً أخرى بينما كان ينتظر هو نظرتها لعلها تكون نظرة الوداع ، لكنها غادرت من دون أن تُلبي رغبته في النظر إليه لربما شعرت بـ الإهانة في أنوثتها أو شعرت برفضه لها وأن ما رواه ما كان سوي تبرير لفعلته و فضوله الذي جعله يقتحم مشاعرها المخبئه ويكشفها لنفسه ، أم أن هي من كشفت نفسها إليه من الوهله الاولي وما فعله هو ما كان إلا الصواب ..
____________
_فتحت الشرفه بتهكم وهي تتحدث في الهاتف مع صديقتها هاتفه بحزم:-
_أهو ده اللي عندي يا رغد انا مش راجعه
_ارتعدت رغد من الخوف تماماً لتهتف :-
_بقولك اي انا أعصابي تعبت ولو عمك جه تاني انا هقوله مكانك فين
موج بغضب :-
_أعملي كده خليكي عايشه تحت رحمته ، دي غلطتي اني وثقت فيكي ونسيت أنك شغاله عنده وهتبعيني لولي نعمتك
رغد :-
_الراجل اول مره سألني بالذوق عليكي وقالي خليها ترجع ، المره التانيه فيها قطع عيشي وانتي مترضيهاش
_أغلقت الخط بوجهها وهي تركل المعقد الموضوع أمامها ومن ثم جلست عليه وهي تهتف بضجر :-
_دلني علي الصح يا رب ، البت معاها حق دي غلبانه برضو وملهاش إلا شغلها
_تنهدت بحنق فـ الآن سيصل إلي طريقها الجديد ،ستحدث فوضي من جديد و تصبح حديث تلك البنايه بأكملها ،هزت رأسها بيأس مُستلمه لذلك الواقع اللعين ..
أنت تقرأ
مُتلازمة حُب
Romanceالمتقدمه:- "بعض القصص تُدفن من قبل أن تحيا ،كانت تؤمن بتلك المقوله التي نشبت بواسطه قلمها ،لكن هل من الممكن أن تسلب معاها الروح وتدفن بجانبها ،أم أنها أكملت وتيره الموت من أجل الحياه بذاتها ،لطالما كانت تعتقد أن الارض هي مكان الحُروب بذاته هنا تكمن...