الفصل الثامن و الثلاثون

365 9 0
                                    


_تسارعت الاحداث ليأتي اليوم الذي لطالما أنتظرته ، أنتهت من تجهيز نفسها بمساعده خبراء التجميل و أسمهان لتبهر من حولها بطلتها الباهيه وتلك البسمه الممزجه بالحياء التي لم تفارق ثغرها لتلتف من حولها الفوتوجرافر كي تظهر تفاصيل فستانها لتتنهد وهي تهتف بضجر:-
_ما تقعدي ف حته بقا
_دلف هو في ذلك الوقت ليُتمتم بهدوء:-
_ابوس إيدك اعقلي لحد ما اليوم يخلص
_عضت علي شفتيها بحرج لتأومأ إليه في صمت ، أتجه نحوها وهو يمد يده إليها ليصطحبها إلي الأسفل لتقف وهي تتسائل:-
_اي ده هو الفريست لوك كده خلص ،لا لا نعيده تاني ، أنبهر اكتر يا عمر
_وكزتها أسمهان بخفه وهي تبتسم لتهتف:-
_يا بنتي مش قالك أعقلي
_أصطحبها رغماً عنها وهو يهتف بسخريه :-
_تعالي يا روحي ،هعيط وهتشحتف تحت عارف انك بتعشقي النكد تعالي
_خرج بها من الغرفه لتتعالي ضحكات الحاضرين لترتب أحدهم علي كتف أسمهان وهي تهتف بهدوء:-
_الف مبروك ، انا موج تقدري تقولي خطيبه صاحب عمر و اتعرفت علي بشري قريب
أسمهان بإبتسامه واسعه:-
_الله يبارك فيكي يا حبيبتي ميرسي
صدح صوت والدت عمر من بعيد وهي تهتف بحماس:-
_ما يلا ننزل يا بنات بقا مستنين اي
_خرج الجميع من بعدها وسط ترحيب حار و أجواء مبهجه ومميزه ، فور نزولها من علي السلم عانقها والدها والدموع تسيل من عيناه ليُتمتم :-
_مبروك يا حبيبتي ألف مبروك
_ثم عانق الأخر وهو يلقنه بعض الوصايا لأجلها ،لتبدأ مراسم الإحتفال بـ موسيقي هادئه ليدعوها إلي الرقص:-
_تسمحيلي
_أومأت بحماس لتمسك بيديه ثم بدأت رقصة زفافهم الأولي لتُتمتم بجديه :-
_ساعات بحس كده أسلوبك شيك زي الناس القديمه ، طالع من المتحف بس بحبك
_ليهمس هو في أذنها لتسطتيع سماعه :-
_انتي عارفه اني مش بهتم بتفاصيل ، بس اللي مبسوط منه بجد ان علاقتك مع باباكي بقت أحسن
بشرى:-
_طب ما حتي ده انت السبب فيه ، ف الاول قولت اني غيرتك و دلوقتي انت اللي غيرتني
_أومأ إليها بالموافقة وهو يهتف بهدوء:-
_احنا موجودين عشان نكمل بعض ، واتغيرنا لان كنا محتاجين كده
_أومأت في صمت لتكتفي بهذا القدر من الكلام لكنه كان يقرأ ما يدور بعينيها التي تحدق به وكأن تلك هي الوهله الاولي ليدفن رأسه بـ جانب عُنقها لتضمه إليها وهي تهتف بتوتر :-
_عمر الناس
_لم يستجيب لندائها المرتجف ليبقي علي هيئته لتبتسم هي بتودد وهي تتسائل:-
_طب هتنام هنا ولا اي
_____________
_وضع يده علي خصرها وهو أتي من خلفها لـ يهتف:-
_سرحان ف اي يا جميل
_أمسكت يده لتُزيحها بعيداً عنها وهي تهتف بهدوء تصطحبه الجديه :-
_أهدي شويه عشان الناس يا عابد
عابد بضيق:-
_مش كنا أتجوزنا معاهم
أسمهان بإبتسامه:-
_هي رحله يا عابد ، ما تصبر شويه
_أطلعت نحو يده لتتسائل :-
_اي الجروح دي
عابد بلا مبالاه:-
_لا ده وانا بنزل من العربيه ،مفيهاش حاجه
_أمسكت بها وهي تخرج منديل باليد الاخرى من عُلبه الطاوله التي أمامها لتبدأ في تعقيمها بشكل مؤقت ليتهتف وهو يغمز بطرف عينه:-
_طب ما تيجي نروح نداوي الجروح
_تركت يده وهي تبتسم رغماً عنها لتهز رأسها بـ خفه ليهتف هو :-
_طب اي مفيش رقصه معايا كده ولا كده ، منشفاها علينا النهارده ليه
_تعالت ضحكاتها وهي تهتف بجديه:-
_بس بقا يا عابد اقعد ساكت
عابد :-
_شكلك حلو اوي النهارده
_تبسمت بهدوء وهي تنظر إليه لتُتمتم:-
_وانت كمان علي فكره
_أما باقيه الوقت ف انشغل جميع الحاضرين بدهشتهم من تلك المراسم التي تُقام أمامهم ليتهامس بعضهم ويتابع الاخرين ف صمت
______________
_خرجت من باب شقتها لتجده واقفاً أمامها لتعود للداخل تاركه خلفها الباب ليدلف هو مُتمتماً بتساؤل:-
_اي اللي انتي عاملاه ف نفسك ده و رايحه فين
رغد بضجر:-
_منصور انت مبتزهقش ، مش بتشوف حياتك و شغلك وجاي تراقب حياتي ليه
منصور بغضب:-
_متجاوبي علي اد السؤال
_زفرت بحنق وهي تهتف :-
_رايحه فرح وأتأخرت أصلا ، وبعدين انت مش من حقك تسأل
_صمت لثوانٍ وهو لا يعرف كيف سيمهد إليها الموضوع ليهتف بجديه:-
_رغد انا سيبتها ، عشانك
كادت أن تصيح بوجهه لكنه وضع يده علي شفتيها وهو يحدق بعينيها ويُتمتم :-
_وعشان نفسي وعشان ننهي اللعبه دي كلها ،انا بدور عليكي ف كل وقت حتي واحنا بنتخانق كان عادي المهم انك تكوني موجوده
_أنهمرت دموعها بغزاره وهي تهتف بصوت منبوح:-
_متأخر أوي الكلام ده ، تروح لغيري عشان تعرف قيمتي وتجيلي ف الاخر ،تفتكر دي حاجه تبسط ،تفتكر هقدر أصفالك ،أنا أديتك كتير أوي يا منصور وكل اللي كنت باخده ف المقابل كدب ووسط ضلمه ،حتي حق ابويا عملت نفسي معرفش عنه حاجه عشانك ، وانا عارفه كل مليم واخده ابوك ،أستحملت معاملته الزباله ليا ك موظفه
_أشارت إلي الجدارن التي حولها وهي تُردف :-
_و كملت ف العيشه دي ومطمعتش اغيرها برضو عشانك ، وأما كنت يتقرب مني وأسمحلك كل مره و أغلط ف حق نفسي كان عشانك ، وعشان شيطاني انا وانت عمره ما هيهدا يا منصور
_كانت مُنتظره ثورته التي أعتادت عليها لكنها لم تأتي ،لم ترى منه سوى صمته حتي عيناه كانت صامته مجرده من حدتها وخاليه من الحنو لم يتسأل حتي عن كيفيه علمها بما قالته عن والدها ،لتبتسم بسخريه وهي تهتف بحزم:-
_انا هنزل يا منصور
منصور :-
_طب اسمعي يا بنت الناس الكلمتين دول ،اللي يجي متأخر أحسن من اللي ميجيش خالص ، وانا لا هجيلك هنا تاني ولا هحاول اوصلك ،لكن هستناكي تفكري لو مكنتش جيت خالص كنتي هتقدري فعلا ،اما حق ابوكي ف انا هجيبه لحد عندك هنا و هتبقي المجيه ليها غرض ، مش هتصفي الا باللي جاي ، وانا مكنتش راجل جاي العب واعيش شويه زي ما قولت لكن كنت رافض اقبل الفكره ، اني احبك و أتعود عليكي ده ضد المبادئ اللي اتعودت عليها ،ابويا كان بيقولي الحب مرض
رغد:-
_الحب مرض وعيب بالنسبه لي ،لكن أكل مال الناس عادي مش كده
منصور بجديه :-
_شيلي ابويا من حساباتك يا رغد ، ده لو موافقه نبدأ من جديد ، وانا همنعه عنك خالص
_نظرت إليه بتردد نصفاً يُريد بقائه و أخر يفضل البعاد ، لتبقي صامته وسط حيرتها ليهتف وهو يتجه إلي الأسفل :-
_مش عايز إجابه دلوقتي ، والوقت أتأخر بلاش تنزلي
_تابعته من الشرفه لتتأكد من رحيله ، ثم أتجهت إلي الأسفل كي تتمكن من حضور الحفل والمباركه لهم ،أما عن ما قاله ف لم تستطيع حسم الموقف لا تُريد أن ترتوي من كأس عشقه المخادع مجدداً ،لا تنوي الشرود بحثً عن ذاتها كـ درويش تائه في ملكوت الله ،لن تتحمل التساؤلات التي سـ يصدحها قلبها ،والبحث عنه في أوجه جديده لا يُناسبها فَـ هي لم تجده في وجهه هو من الأساس ،قد تغير كل شئً لم تبقي سوي ملامحه التي أعتادت عليها أما قلبه فقد تجرد من شعوره ،لتكتشف أن رونق البدايه نشب من نار تأكلت قلبها حتي أصبح رماداً متناثرً في الارجاء كافه ...

مُتلازمة حُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن